:
جميل أن يعرف الإنسان خطأه و من ثم يفكر بإصلاح قلبه
فنحن خُلقنا بقلوب بيضاء فدنسناها بالذنوب
و إنا لمقصرون بالعبادة و نحتاج لمحاسبة أنفسنا باستمرار
و تذكر أن الله يرانا لعل بذاك أن تصلح قلوبنا
لذلك يلزمنا ترك ذنوبنا السابقة والعزم على عدم العودة والرجوع إليها
والندم على ما بدر منا من تقصير
فالإنسان لا يملك إلا قلب واحد يجب أن يتعهده ببياض الإيمان والتوبة
من حين التكليف إلى أن يأتيه الأجل و ينتهي العمر فلن ينفعه حين ذاك إلا عمله الصالح
الذي سيكون أنيسه في وحشة القبر و ضيقته - أعاذنا من عذاب النار وعذاب القبر -
(إلاّ من أتى الله بقلبٍ مُنيب)..
تصحيح الآية :
(إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:89)
(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) (قّ:33)
كيف يكون الصلح مع الله..؟
ليس هناك مصطلح يدعى بذلك ..
فالصلح يكون بين المتخاصمين
ولكن إن قلنا كيف يكون إصلاح القلوب ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى
فإنه يكون بالتوبة النصوح و عبادة الله على حق وبينة
و الدعاء و الذكر فهو جلاء للقلوب
وكيف يمكن للقلب أن يسلم لله؟
يمكن للقلب أن يسلم لله تعالى إن حقق مراتب الإسلام وهي الإيمان والإسلام والإحسان
و الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد و الإنقياد له بالطاعة و الخلوص من الشرك وأهله
والإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان وعمل بالجوارح
والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
:
فعبادة الجوارح ليست في تصوري هي عبادة القلب..!
الظاهر هو مرآة الخارج فمن أصلح داخله صلُح خارجه و العكس .
صحيح أن إصلاح الداخل أولى وأهم
لكن يبقيان عملان متلازمان
فلا يكمل إيمان الشخص إلا بوجود هذه الثلاثة تصديق القلب و قول باللسان وعمل بالجوارح
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه شجرة الإيمان :
"و كذلك الإعتراف بما لله من الحقوق الخاصة وهو :
التأله و التعبد لله ظاهراً و باطناً من أصول الإيمان" .اهـ
أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ان الله لاينظر الى أجسامكم
ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم (وأعمالكم) ) رواه مسلم
قال الشيخ الالبانى رحمه الله تعالى :
زاد مسلم وغيره فى رواية : (وأعمالكم) وهو مخرج فى ((غاية المرام فى تخريج الحلال والحرام)) (410)
وهذه الزيادة هامة جدا لان كثيرا من الناس يفهمون الحديث بدونها فهما خاطئا
،فاذا أنت أمرتهم بما أمرهم به الشرع الحكيم من مثل اعفاء اللحية
وترك التشبه بالكفار ونحو ذلك من التكاليف الشرعيه
اجابوك بأن العمده على ما فى القلب وأحتجوا على زعمهم بهذا الحديث
دون أن يعلموا بهذه الزياده الصحيحه
الدالة على أن الله تبارك وتعالى ينظر ايضا الى أعمالهم
فان كانت صالحه قبلها والا ردها عليهم كما تدل
على ذلك عديد من النصوص
كقوله عليه الصلاة والسلام (من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )
والحقيقة أنه لايمكن تصور صلاح القلوب الا بصلاح الاعمال
ولا صلاح الأعمال الا بصلاح القلوب .
:
الروابط المفضلة