بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ظهرت أهمية الإعلام ووسائله منذ القدم فقد كانت وسيلة الإعلام آنذاك عند العرب
هي الشعر والشعراء..ولم يغفل الإسلام هذا الجانب أبدا..
بل استخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أمر حسان بأن يهجو المشركين فقال له اهجهم ومعك روح القدس
وقد درس حسان رضي الله عنه نسب النبي صلى الله عليه وسلم وقال والذي نفسي بيده لأسلنك من بينهم كما تسل الشعرة من العجين..
والإنسان حين يولد ويخرج إلى هذه الحياة يخرج وليس له هم في طفولته إلا طعامه وشرابه ولعبه فيتأثر بمن حوله وبأفكارهم وآرائهم وأطروحاتهم وطريقتهم في الحياة ..لذا فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
(كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
وإن من أعظم المؤثرات في هذا العصر وسائل الإعلام و الاتصال بأنواعها المختلفة فأصبحت في الغالب من
الضروريات التي لا يستغني عنها البشر اليوم وأصبح لها من التأثير ما يعظم تأثير الوالدين والبيئة
المحيطة في بعض الأحيان..باختصار وسائل الإعلام الآن شيء مؤثر في الإنسان وفي توجيهه وبناء عقله وفكره
بل في بناء قناعاته في بعض الأحيان..وبالتالي فإذا أراد شخص أن يغير من قناعات آخر فإن لديه العديد من الوسائل التي يستطيعها ولكن من أهمها وسائل الإعلام فإتجاه الشخص حين يكون خاضع لوضعية المجتمع الذي يرتبط به وكانت تلك القناعات قد نشأت من المحيطين به فإنه يمكن تغيير قناعاته عن طريق المحيطين به ومما يحيط به وسائل الإعلام المختلفة..
وهكذا نجد في الإنسان مجموعة طبقات في شخصيته تكون النواة أصعبها تغييرا ثم المنطقة المحيطة ويمكن تغييرها وإدخال تعديلات عليها ثم الطبقة الأخيرة الخارجية وهذه تتغير بين يوم وآخر..فمثلا نجد أن الشاب مستعد للتغيير بعكس كبير السن ..ولذا فإنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من آمن به هم الشباب بينما كفر به أغلب كبار قريش لأن قناعات كبير السن يصعب تغييرها بعكس الشباب ..
ووسائل الإعلام والاتصال جعلت هناك امتزاجا في الثقافات وتأثرا بالحضارات وبالتالي تأثرت بعض القيم الإسلامية أو الاجتماعية عند المسلمين بذلك فأصبح البعض لا يبالي بالقيم والمبادئ..بل أصبح
هناك خلل عند البعض في مبادئه فاليوم مبدأه كذا وبعد أيام يتغير مبدأه رأسا على عقب.. وأحد الأسباب ما يتعرض له من الإعلام فتكرار الشيء مرات ومرات يغير القناعات..
لو نظرنا إلى الماضي ما هي وسائل الاتصال المتاحة..نجد أنها محدودة جدا..بينما ننظر الآن نجد تطور هائل في وسائل الاتصال ونقل المعلومات يقول هكسلي:"لقد ابتكرت أساليب لاستثارة الحشود لم يكن يحلم بها أحد من قبل" ويقصد بذلك المذياع ومكبرات الصوت والتلفاز...الخ ..ويقول "لوجمعت حشدا من الرجال والنساء كانوا من قبل معتادين على الصحيفة اليومية وعرضتهم للموسيقى الجماعية الصاخبة والأنوار الباهرة وخطاب الغوغائي جعلت من ذلك الحشد في برهة وجيزة بشرا بلا عقول تقريبا "..انظروا إلى أي حد يؤثر الإعلام ووسائله على عقل الإنسان !!
لقد فطن اليهود إلى أهمية وسائل الإعلام منذ القدم ولذا نجدهم اليوم يسيطرون على أكثر من 50 % من وسائل الإعلام بالعالم وقد جعلوا السيطرة على وسائل الإعلام أحد بروتكولاتهم الصهيونية الخبيثة فقالوا في بروتكولات حكماء صهيون:
سنعالج قضية الإعلام على النحو التالي:
1-سنمتطي صهوة الصحافة ونكبح جماحها
2-لن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير المرور علينا
3-يجب أن نكون قادرين على إثارة عقل الشعب عندما نريد وتهدئته عندما نريد
.
.
.
الخ مخططاتهم الخبيثة
وقد نجحوا في ذلك فعلا فهم يسيطرون على أغلب وكالات الأنباء العالمية اليوم مثل رويتر وغيرها ..
وكذلك يملكون أكثر الشبكات التلفزيونية مثل abc و cbs وnbc وغيرها ..فمثلا عند اجتياح لبنان نشطت الشبكات الصهيونية في تبني وجهة النظر اليهودية وعندما انكشفت مجزرة صبرا وشاتيلا وعين الحلوة لعبت هذه الشبكات دورا خبيثا في محاولة تبرئة اليهود
وكذلك النصارى فطنوا إلى دور الإعلام في خدمة مآربهم فنشطوا في بث التنصير عن طريق الإذاعات التنصيرية والتي تتزايد يوما بعد آخر..
بعد هذه النظرة السريعة إلى الإعلام وأهميته لننظر في الجانب المقصود في موضوعنا ألا وهو
ما مدى خدمة الإعلام لقضايانا الدعوية وما مدى تسخيرنا للإعلام لخدمة أهداف الأمة؟..
للأسف بينما نجد اليهود والنصارى يطوعون الإعلام العالمي لخدمة مبادئهم وأهدافهم نجد المسلمين منشغلين بتفاهات من الفن والعبث والمجون ومطاردة الغرائز والشهوات ..
إن من المؤسف أن يسيطر على الإعلام في بلاد المسلمين مجموعة في غالبهم من العلمانين والفسقة والمنافقين أو ممن ليس لديهم هدف أو غاية فلا يهم أحدهم إلا مرتبه في آخر الشهر ولتحترق الأمة وشبابها بعد ذلك!!!
فشبع هؤلاء إعلامنا بالسموم ثم بعد ذلك يضعون برنامج ديني أو مقال ديني ذرا للرماد في عيون المغفلين..إن من المؤسف أننا عند النظر إلى إعلامنا وتفحصه تجد أنه لا يخدم قضايا الأمة والدعوة إلى الله إلا في حدود ضيقة جدا فتجد الغالب للفن والتمثيليات والمباريات والدعايات الماجنة ووو.....الخ وتجد الدين في آخر القائمة
وكأنه شيء ثانوي .. وعندما ننظر إلى البرامج الدينية نجد أنها في الغالب تعرض بطريقة مملة وفي وقت انشغال الناس بينما تعطى الأوقات المهمة لبرامج أخرى!!..
إننا بحاجة إلى غزو دعوي لوسائل الإعلام ولا يصح أبدا أن يتخلى المصلحون والدعاة إلى الله عن الإعلام أبدا كما أننا بحاجة ماسة إلى تطوير برامجنا وطريقة العرض والإخراج فإن علينا تبليغ دعوة الله بأفضل طريقة وأحسن أسلوب وإن الإنفاق على إخراج البرامج الدعوية أولى وأجدر من الإنفاق على برامج الفن والمجون.. الأمة تبتلى وتمتحن وتواجهها الفتن من كل مكان وإعلامنا منشغل بلقاء الفنانة الكبييييرة فلانة والتي لها بصمات رائعة على الفن!!!! وبلقاء الماجن الكبيييير فلان الذي قدم أغنية كذا وكان تلحينه ولا أروع!!!!! ومنشغل بتقديم حلقات التمثيلية الفلانية الممتلئة بالحب والمجون وإثارة غرائز الشباب أو التمثيلية الدينية عجبا!!!ممثلة ماجنة تأتي لتمثل الصحابية فلانة وممثل فاسق ماجن يأتي ليمثل الصحابي الفلاني!!!! وهم قبل قليل كانوا يمثلون دور الفساق.. حاشا صحابة رسول الله أن يمثلهم هؤلاء..
كما أنه من الواجب مثلا تطوير إذاعاتنا الإسلامية كإذاعات القرآن وغيرها ..بدلا من الطريقة الروتينية التي يعرضون بها البرامج إن الشباب والفتيات والأمة عموما يحتاجون لبرامج جذابة تأسر قلوبهم وتجبرهم بسحرها لمتابعتها ..فلم نركز على الروتين؟!! إن الهدف هو تبليغ الدعوة والواجب تبليغ الدعوة بأفضل الطرق وأكثرها لمعانا..ليس عدلا أن يطور الأعداء وسائلهم وطريقة إخراجهم فيستولون على قلوب الجمهور بينما نحن نبقى في أماكننا دون تقدم!! فبثنا الإعلامي هو هو لم يتغير وطريقة إخراجنا هي هي لم تتغير..
بالرغم أنه ولله الحمد بدأنا نلاحظ في الفترة الأخيرة تقدما في الطرح والإنتاج ولكن لابد من بذل المزيد من الجهود فعلى أقل تقدير إذا لم نسابق الأعداء في طرحنا وإخراجنا فلا نكن أقل شأنا منهم..
الموضوع يطول و لازال في جعبتي الكثير ولكني أؤثر أن نناقشه ونثريه جميعا ..
فنحن بانتظار آرائكم و أطروحاتكم حول هذه الوسائل
المختلفة للإعلام(الإذاعة – التلفزيون – الصحافة – المجلات – الأفلام – الأشرطة ...الخ) وكيف نستطيع
أن نطوع هذه الوسائل لخدمة الدعوة إلى الله..
بانتظاركم أيها الأحبة..
الروابط المفضلة