إنها دعوة إلى التجهز للفترة القادمة..
نعم التجهز..فماذا نحتاج للتجهز؟!!..
أولا التجهز الإيماني بأن نرفع من مستوانا الإيماني ويقيننا بالله وبوعده بالنصر لعباده المؤمنين
حتى وإن كانت القوى غير متكافئة فالتاريخ مليء بذلك فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله..
فنرفع من ثقتنا بالله..ونعود إليه عودا صادقا بقلوب ملؤها الإيمان والتوكل وحسن الظن بالله
ومن يتوكل على الله فهو حسبه..
إن بداية التغيير من دواخل نفوسنا فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فيحرص كل منا
على تعاهد نفسه وتعاهد المحيطين به من الأقارب والأصدقاء..ولو فعل كل منا ذلك لرأينا حالا غير الحال التي نعيشها..
ثانيا التجهز البدني والتسلحي..وتعويد الأبناء الصغار على الشجاعة والإقدام لا أن نوعدهم
على الجبن والضعف والخور..فالبعض من الأمهات تربي أبناءها على الجبن فإذا رأت حشرة
صغيرة مثلا صاحت بأعلى صوتها واااااااااااااا ثم جرت أبناءها بقوة مبعدة إياهم عنها فينشأ
الابن من الصغر وهو يخاف من حشرة فضلا عن غيرها مما هو أكبر!!!
والبعض الآخر من الأمهات تربي أبناءها الخوف من الظلام!!أو تهدده بأنه إذا لم ينم ستجعل
"الحرامي ياخذه"!!..فينشأ أبناء انهزاميين ..
كيف سينفع هؤلاء الأبناء أمتهم إذا حصل شيء ؟!!
بل الواجب أن يربى الأبناء على الإقدام والشجاعة ..فمثلا في البر يربون على القوة وتسلق الجبال والذهاب بمفردهم في الظلام ..أحد الإخوة يربي أبناءه بهذه الطريقة فإذا ذهب إلى البر
ليلا أخذ أبناءه وسار بهم بعيدا عن مكان جلوسهم وتوغل في الظلام الدامس فيترك شيئا من أشيائه الخاصة في تلك المنطقة وكأنه نسيه دون أن ينتبه له الأبناء..ثم يعود بهم إلى مقر جلوسهم
فإذا وصلوا قال آآآه الشيء الفلاني في ذاك المكان اذهب يا فلان وائت به..فيذهب الغلام وهو يقدم خطوه ويؤخر أخرى والأب يثني على شجاعته فيحمله الحياء على الذهاب رغم خوفه في البداية..
وبهذه الطريقة حتى تعود أبناؤه الشجاعة والإقدام..
أيضا لنترك للابن حرية التصرف تجاه بعض المواقف والصعوبات حتى يتعلم حسن التصرف وتقدير الأشياء..ولنتعلم جميعا ما هو التصرف الصحيح عند حدوث الطواريء وكيف هو التصرف الأمثل..
والتدريب على السلاح شيء مهم أيضا ومن المؤسف أن كثيرا من الناس لا يعرف كيفية استخدام السلاح!!..عجبا لهؤلاء لو قدر ودخل العدو لا سمح الله إلى بلادنا فإني لا أخالهم سيصنعون إلا
كما صنع المسلمون في عهد التتار حينما كان يقول للمسلم انتظر حتى آتي بالسكين لأذبحك..فينتظر ذلك المغفل حتى يأتيه ويذبحه كما تذبح الشاه مما وصل إليه المسلمون من الخور
نسأل الله ألا يكون حالنا قد وصل لمثل ذلك الحال..
عموما هذه الدعوة للاستعداد لم أبثها لإثارة الفتنة أو لبث القلق في النفوس..كلا والله..ولكن المؤمن كيس فطن لابد وأن يكون نبيها ومتابعا لأحوال أمته ولما يجري حوله من الأحداث..
فيعد العدة..
وهذا هو الأصل في المسلمين فإن آباءنا من السلف الصالح كانوا دوما على أهبة الاستعداد لمجاهدة أعداء الله وحراسة الثغور..أما نحن في هذه الأيام فالله المستعان..
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر..
اللهم من أراد الأمة بسوء اللهم فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره..اللهم سل عليه سيف انتقامك وأرسل عليه رجزك وعذابك الذي لا يرد عن القوم المجرمين..
الروابط المفضلة