حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: قدم إعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر قال: فأنزله وكان عنده دجاج كثير وله امرأة وابنان وابنتان منها، قال: فقلت لامرأتي أشوي لي دجاجة وقدميها لنا نتغدى بها، فلما حضر الغداء جلسنا جميعاً أنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي،
فدفعنا إليه الدجاجة، فقلنا اقسمها بيننا نريد بذلك أن نضحك منه قال: لاأحسن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم قلنا: فإنا نرضى. قال: فأخذ رأس الدجاجة، فقطعه، ثم ناولنيه، وقال: الرأس للرئيس، ثم قطع الجناحين قال: والجناحان للإبنين، ثم قطع الساقين فقال: والساقان للابنتين، ثم قطع الزمكي وقال: العجز للعجوز، ثم قال الزور للزائر، فأخذ الدجاجة بأسرها،
فلما كان من الغد قلت لامرأتي: أشوي لنا خمس دجاجات، فلما حضر الغداء قلنا اقسم بيننا قال: أظنكم وجدتم من قسمتي أمس. قلنا: لا. لم نجد، فاقسم بيننا، فقال: شفعاً أو وتراً قلنا:وترا. قال: نعم. أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة ورمى بدجاجة، ثم قال: وابناك ودجاجة ثلاثة ورمى الثانية، ثم قال: وابنتاك ودجاجة ثلاثة، ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثة، فأخذ الدجاجتين، فرآنا ونحن ننظر إلى دجاجتيه قال: ماتنظرون لعلكم كرهتم قسمتي. الوتر ماتجيء إلا هكذا، قلنا: فاقسمها شفعاً. قال: فقبضهن إليه ثم قال: أنت وابناك ودجاجة أربعة، ورمى إليه دجاجة، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ورمى أليهن بدجاجة، ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعة وضم إليه ثلاث دجاجات، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: الحمد لله أنت فهمتها لي.
الروابط المفضلة