ومازالت المذابح مستمرة وقوافل الشهداء تسير في أرتال إلى الشمس ** مازالت دماء الأبرياء تروي الأرض الطاهرة لتخرج منها براكين الغضب من جيل ثائر .
ما أعظمها من ملاحم تسطر أحرفها في صفحات خالدة في تاريخ المجد إنه يوم مجيد فعلاً لأن هؤلاء الأبطال يقدمون أنفسهم بالعشرات والمئات في اليوم الواحد من أجل حقهم في الوجود ** لكم الله يا أهل غزة ** ولكم العزة والشرف والإباء فأنتم الشموخ دائماً **
ان الوضع الذي نشاهده عبر الفضائيات هو أعمق وأبعد وأخطر من مجرد القصف ** إنه يشير إلى إبادة شعب في حرب غير متكافئة أراد لها الصهاينة أن تكون طويلة بداية من الحصار والتجويع الكامل والمفروض على غزة منذ شهور** وهو درب من دروب الإبادة الجماعية والموت البطيء ليأتي بعدها قصفاً من السماء والأرض** كل ذلك يحدث والعرب قد فقدوا البوصلة التي تسير إلى الاتجاه الصحيح وصاروا يهتدون ببوصلة الاستسلام والخنوع تحت عدة مسميات أقلها التهدئة وأكبرها الاعتراف بالعدو الصهيوني وإقامة علاقات دبلوماسية معه .
إن ما رأيناه من مسيرات غضب في الشوارع العربية لدليل على وقفة الشعب العربي الحر ، وإن الشعب العربي مازال هو الشعب منذ قدم التاريخ ولكن الحكام هم الخانعون ** إن الانقسام العربي وغياب الموقف الموحد والتراجع خلف الصفوف والاعتماد على مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي في حل قضية الشعب الفلسطيني وضغط اللوبي الصهيوني على الإدارات الأمريكيةالسابقة واللاحقة وسيطرة رأس المال اليهودي على مصادر القرار السياسي وخوف بعض العرب من الإدارة الأمريكية التي تجيد الضغط على شحمات أذانهم كلها عوامل أدت إلى الهجوم على غزة أمام العالم وأن العدو أجاد استغلال هذا الفراغ وعمل على تعميقه .. إن كل ما يحدث من اجتماعات وإصدار بيانات ولقاءات لا يقدم شيئاً للقضية الفلسطينية ما لم تحول قراراتها إلى إجراءات نافذة إن كيس دم واحد يقدم لجريح فلسطيني أفضل ألف مرة من قرار إدانة وشجب وتنديد وما على العرب إلا الآتي .. عليهم قطع علاقات تطبيع بين الدول التي طبعت والعدو ، كذلك يجب أن تفتح المعابر والسماح بتدفق الأدوية والأغذية والأغطية وحليب الأطفال لأهلنا في غزة ، كذلك استخدام سلاح النفط والغاز لصالح معركة الأمة ، فتح أبواب الجهاد والتطوع أمام كل الشباب القادر .. وليكن في علم الجميع أن ما يحدث حالياً في غزة و مؤامرة أكبر من فتح وحماس وأكبر من باقي الفصائل الفلسطينية .. إنها مؤامرة على الأمة العربية ومؤامرة على كل صوت عربي شريف يقول لا للمؤامرة ،لا للتطبيع ، ولا لبيع الأرض والعرض .. وما يجري الآن في غزة إلا جزء من حلقة في هذه المؤامرة والبقية تأتي ولكن رغم ذلك فإن الشرفاء في غزة صامدون شامخون لن يتنازلوا ولن يركعوا لأنهم يدركون تماماً أنهم آخر معاقل المقاومة وبسقوطهم ستنهار الأمة .. لذلك فضلوا الموت من أجل انتصار الأمة العربية . وستبقى غزة شامخة فوق القمم ، وستبقى عصية على الكسر والإبادة ، ولن تموت فيها روح المقاومة مهما قصف العدو ودمر وأباد ستبقى غزة الأسطورة وعشق الشهداء ، وستبقى غزة عنواناً للنصر ، وستدوم وفية للشهداء والأسرى والجرحى
الروابط المفضلة