المجاعة وحش.. يجتاح القارة السمراء.. تصرخ أفريقيا مستغيثة تطلب المعونات.. فتسرع الولايات المتحدة مستجيبة لكن.. كلها محاصيل ومواد غذائية مهندسة وراثيًّا!! يتحير الإفريقي الجائع هل يقبل تلك المعونات؟ أم أنها ستقتله مثلها مثل الجوع؟

ففي خضم معركة الكرامة -كما يحلو للبعض أن يسميها في الوسط الثقافي الأفريقي- نجد أن حجم المجاعة ونسبة انتشارها في القارة لا تزال في حالة تصاعد وارتفاع ، حيث تعد إفريقيا في مقدمة القارات المتضررة والأكثر معاناة من أزمة الغذاء.

يشير أحدث تقرير لوكالة الغذاء العالمية التابعة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر 2002 إلى وجود 38 مليون حالة مجاعة في القارة ككل، منهم 18 مليون شخص يعانون من مجاعة تامة في كل من أثيوبيا وإريتريا والسودان، هذا إلى جانب حوالي 17 مليون شخص مهددون بالدخول في الدائرة الحمراء (حالة المجاعة التامة) معظمهم يعيشون في سبع دول يمثلون الإقليم الجنوبي للقارة، وتلك الدول هي: ملاوي، زيمبابوي، زامبيا، ليسوتو، سويزيلاند، موزمبيق.

ورغم أن المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيا باتت تستخدم في مختلف البلاد منذ فترة ليست قليلة، حيث بدأ استخدامها بشكل موسع منذ عام 1995م، إلا أن جدلا كبيرا يسود الأوساط الأفريقية حاليًّا بشأن الاعتماد على معونات من تلك المحاصيل واستهلاكها آدميًّا.

انقسم الشارع الإفريقي بين مؤيد ومعارض فمن بين دول مجموعة سادك التي تضم: جنوب أفريقيا، زيمبابوي، زامبيا، سويزلاند، ليسوتو، موزمبيق، نامبيا، أنجولا، وتنزانيا إضافة إلى موريشيوس وملاوي، قبلت كل من زيمبابوي وموزمبيق وملاوي المواد الإغاثية من الأطعمة المعدلة، في حين تعد زامبيا الأشد رفضاً لقبول مثل تلك الأطعمة لسد حاجتها الغذائية، حتى إنها منعت استخدام موانيها للدول المجاورة في استيراد تلك المحاصيل، وبقيت دولة ليسوتو وسوزيلاند دون تحديد موقفهما من القضية بشكل نهائي.

زامبيا.. الأعلى صوتاً


وتكمن مخاوف الفلاحين المحليين في زامبيا من أن تمتد مضاعفات استخدام تلك المحاصيل لتلحق أضرارا بالنشاط الزراعي للفلاحين التقليديين الذين يعتمدون على الوسائل التقليدية في الزراعة، خاصة أن النقاشات الدائرة تركز على زاويتي الصحة والبيئة، وتتجاهل ما يمكن أن يحدث لهياكل وأوضاع الإنتاج الزراعي في البلاد؛ لذا نهض أكثر من 300 ألف فلاح للتنديد بهذه المعونات ومحاولة وقف دخولها البلاد.

ومن جهتها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأن الموقف السلبي الذي اتخذته بعض دول الجنوب الأفريقي إزاء قبول تلك المحاصيل المهندسة قد يؤثر على حركة المواد الإغاثية نحو أفريقيا إذا استمرت موجة المعارضة كما ذكرت مجلة "فورتشن"FORTUNE MAGAZINE الصادرة في هولندا.

المؤيدون: هي الحل الجذري


وحش المجاعة يلتهم الأطفال

ومن ثم جندت أمريكا العديد من الجهات والوسائل سواء من داخل القارة الأفريقية أو من خارجها للضغط على تلك الدول الرافضة لقبول تلك المحاصيل، ومن جانبها دعمت وكالات الأمم المتحدة مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة والبرنامج العالمي للغذاء الموقف الأمريكي وأيدته.. بل وأكدت أن استخدام تلك المحاصيل لا يشكل خطورة على الإنسان.

يرى المؤيدون أن هذا النوع من المحاصيل سيكون حلا جذريا لمشاكل عدد من الدول النامية خاصة دول مناطق الصحراء التي تواجه مشكلة صعبة في الحصول على محاصيل مناسبة لبيئتها، ويعترف العلماء أن هناك عدة تساؤلات حول تلك المحاصيل لا تزال غير معروفة الجواب إلا أن هذا لا يعني أنها لا تمثل تقدما كبيرا في مجال الزراعة.

وتدافع بروفيسور مومبا عميدة كلية العلوم بجامعة زامبيا في تصريحات نشرت في عدد شهر أكتوبر لـ "THE AFRICA NEWS PRESS” فتعلل مبررات استخدام تلك المحاصيل بأن ظروف البلاد وواقعها يفرض ذلك، خاصة أن الأجيال القادمة لن تغفر للجيل الحالي إذا ترك حوالي 2,3 مليون زامبي يموتون جوعا بسبب مخافة مخاطر غير مؤكدة قد تظهر بعد 30 سنة أنها غير صحيحة.

أما الوكالة الأمريكية للعون والإغاثةUSAID فدافعت بشدة عن القضية، وصرح مدير الوكالة "أندرو نستوس" بأن الولايات المتحدة ليس لديها إلا هذه الأنواع من المحاصيل لذا إن أرادت أن تقدم مساعدة فستكون بطبيعة الحال من المحاصيل المعدلة.

المعارضون.. أفريقيا ليست مزبلة

ويكاد يكون هناك شبه إجماع على رفض استخدام المحاصيل الزراعية المهندسة وراثيا المقدمة لإفريقيا من الولايات المتحدة الأمريكية رغم اختلاف حيثيات هذا الرفض، ويحتج اللوبي المعارض لاستخدام تلك المحاصيل بأنها لم تخضع لاختبارات معملية كافية لدرجة تضمن سلامتها من المخاطر، بل يتهم الدول الكبرى وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية أنها تستخدم أفريقيا كمعمل اختبار بشري ومزبلة لمخالفاتها.

ويقول البروفيسور "دروتي مولينج" الخبير والمستشار الدولي للأمن الغذائي في زامبيا وأحد كبار المتحفظين على استخدام تلك المحاصيل في مقال له بمجلة الهيئة القومية لسياسة الأغذية والزراعة لدول الجنوب الإفريقي نشر في نوفمبر: إن هناك بعض المحاصيل تم بالفعل إخضاعها لعمليات الهندسة الوراثية، مثل القطن والذرة وتمكنت تلك المحاصيل من إنتاج مواد سامة ضد الحيوانات الضارة لها، إلا أن هذا التطور في حد ذاته يطرح تحديات جديدة لم يجد العلماء جوابا لها حتى الآن، حيث إن مدى تأثير تلك السموم غير معلوم، وليس بوسع العلماء أن يجزموا بمعلومات كافية عن تلك المحاصيل في كونها مفيدة أم مؤذية للبيئة والإنسانية.

يبقى السؤال: لمن سيكون الانتصار للقوى المعارضة في المجتمع المحلي الإفريقي أم لإرادة أكبر قوة في العالم؟!


--------------------------------------------------------------------------------

* صحفي نيجيري
حسبي الله ونعم الوكيل
اللهم احفظ جميع المسلمين من مكرهم وخداعهم ....ومن جميع الأمراض والاسقام والبلايا ........واvزقهم واكرمهم يافتاح يارزاق ياكريم

لاحول ولا قوة الا بالله

اللهم ارزق فقراء المسلمين واشف مرضاهم وارحم موتاهم ..

قبل ايام رأيت مشهدا ابكاني والي الان كلما تذكرته اقشعر بدني رهبة وخوفا من الله

عزوجل ..وثم حزنا على اخواننا المسلمين ...

فقد تم عرض تقرير عن المجاعة في اثيوبيا ..

وعرضوا مشاهد لتلك المآساة والفقر الذي قضى على الكثير منهم ..

ومن ضمن هذه المشاهد رجل كبير في السن يحملونه ويقع على الارض من شدة الجوع واعتقد

انه كان اما في حالة احتضار ..او انه ساعتها قد توفي بالفعل ..

لأني لم استطع اكمال هذه المشاهد ..

يالله ياكريم يارحمن يارحيم ..انزل عليهم رزقا من السماء ...اللهم انت خير الرازقين ..