تأملات في أبطال فلسطين
ذلك الشيخ الذي يمشي بخطوات متقاربة يمشي نحو المسجد الأقصى بسكينة واطمئنان لا يهمه
أولئك الصهاينة المحيطين بالمكان ولا يشعر بوجودهم إنهم أمام شموخه وإيمانه كأشباح اقتحمت
المكان في الظلام ولا بد للنور أن يسطع فيفضحها وتولي هاربة
تلك المرأة الصابرة الصامدة التي أعطت وما زالت تعطي كشجرة الزيتون الخضراء قلبها ينبض
بالوفاء والتضحية لوطنها فلسطين تربي الأبناء وتغرس فيهم الحب لله ولرسوله ولأرضه ووطنه
ترضعهم الحنان وتعلمهم العزة والشموخ يخرج ابنها من المنزل فتودعه بابتسامة وترقب حضوره
بالسلامة فإذا ما زف خبر استشهاده إليها ذرفت الدمع ثم تداركتها بزغرودة فرح فقد زف ابنها
اليوم إلى الحور وكتب مع الشهداء والصديقين بإذن الله
ذلك الشاب الذي قاوم كل صعاب الاحتلال وكافح وناضل بجهده ووقته وروحه
يرفع راية العز عاليا لا يرضى لها أن تسقط ما إن يسمع بعدوان من الصهاينة
على قدسية أقصانا أو اعتداء على أخوانه حتى يهب خارجا بجسده وروحه
التواقة إلى الشهادة يرضى أن يقدم دمه وروحه لكنه لا يرضى أن يدنس مسجده
أو تغتصب أرضه أو يعتدى على أخوانه كتب للتاريخ والأمة أنه البطل الشهيد
ذلك الطفل الذي ولد رجلا لا يبكي على لعبته التي
كسرت لكنه يبكي على أمته أين ذهبت ولمَ لم تجب صرخاته ونداءته
يسأل ويصرخ لم يحاصروننا بأي ذنب يقتلوننا ؟؟ ثم لا يجد من يجيب عليه
فيلتفت إلى أمه ويمسح دمعتها بيديه ويمضي خارجاً عازما أن يعيد أباه من الأسر
أو يكون شهيدا كأخيه الذي سبقه
تلك الأرض التي تحن على أبنائها فتغدق عليهم بفضل الله خيراتها
وكأنها تقول لهم قد سقيتموني بدمائكم الطاهرة فإليكم ما أجود به
وما أجمل ما تجود به تلك الأرض المباركة من خيرات تخرجها
كرما وحبا لأبنائها الأوفياء الذين صبروا وناضلوا ليبقى صوت الحق عاليا عليها
تلك هي الأرض المباركة فلسطين وذلك هم أبنائها كل منهم يحن على الآخر
وكل منهم يعطي الآخر وكلهم صامدون لا تزيدهم هجمات العدو وهمجيته إلا ثباتا
وإصرارا على عودة الحق لأصحابه
هنيئا لكِ أيتها الأرض الطاهرة أبنائك وهنيئا لكم أيها الأبناء أرضكم الطاهرة وأمكم الحنونة
فلسطين
بقلمي
الروابط المفضلة