منذ الصغر....وأنا أعشق القراءة وأجد سعادة في ذلك ، ولشدة ما كانت أمي تفرح عندما تراني أقرأ بشغف حتى جاء يوم سألت فيه أمي : أمي ....أين تعيش الساحرات ؟دهشت أمي لكني لم أنتظر أجابتها فقلت : إنهن طيبات جداً أتمنى لو رأيتهن ...رأيت الحزن على وجه أمي
فقالت لي : لا يا صغيرتي الساحرات لسن طيبات أبداً ....والله نهانا عن السحر وعن أتيان السحرة والعرافين . قلت : ولكن الساحرة الطيبة هي التي ألبست سند ريلا ثوبها الرائع ، وهي التي حركت عصاها السحرية فانقلبت البطيخة إلى عربة مذهبة تجرها الخيول ، ألم تقرأي يا أمي عن ( جميلة الغابة النائمة ) التي عندما ولدت أعطتها الساحرات الهدايا والمواهب ...آه ليتهن تجمعن عند ولادتي لأصبحت أميرة جميلة مثل الأميرة سنووايت . كانت أمي تنظر إلي بحزن عميق نظرات ملؤها الإشفاق ثم قالت لي : جميل أن نحب القراءة ولكن يجب أن ننتقي ما نقرأه حتى لا يفسد عقيدتنا الصحيحة وربما كان هذا خطأي منذ البداية عندما كنت أشتري لك هذه القصص والروايات كنت أهتم بالطباعة الفاخرة والصور الملونة وأهمل ما تخبئه تلك البهرجة من سم زعاف ، أدركت الآن فقط فداحة إهمالي عندما أصبح السحر شيئاً عادياً بل مستحباً وأصبحت الساحرة رمزاً للطيبة والحنان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أتى عرافاً أو كاهنا فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )ولو نظرت إلى حال السحرة لوجدتهم من أقذر وأفقر خلق الله فهم يعيشون دائماً في أفقر البيوت ويتغذون بالنجاسات ويسجدون للشيطان كي يساعدهم في أعمال السحر . علمت بعد ذلك أن هذه القصص تأتينا من الدول الكافرة والتي تبني حياتها على الخيالات والأوهام هرباً من واقعها المؤلم وإن هذه القصص هي جزء من عقيدتها النصرانية . وبعد قررت أن أستبدل هذه القصص بأخرى مفيدة تتحدث عن كل نافع بعيد عن الخيال واعد أحفظ القرآن والحديث فهلا فعلت مثلي ؟
الروابط المفضلة