::
الحمد لله الذي اختار لنا هذا الدين ووفقنا لاتباعه
والصلاة والسلام على من علم العباد كيف يكونوا لله بحقٍ ..عبيد
وعلى آله وصحبه وسلم ..
::
أروي لكِ أخيتي بداية قصة مررت بها أنا شخصيا ..
ووالله إني صادقة فيما أقول ..
::
ذهبت يوما إلى كلية الشريعة ( التي كانت قريبة من كليتنا ) لأقابل إحدى أخياتي .. فعرفتني على صديقتها ووقفنا نتبادل أطراف الحديث ..
صديقتها هذه أثارت انتبهاي بملامحها الطفولية ووجهها المستنير .. كانت البراءة والنور في وجهها يسعد القلب حين ينظر إليه ..
ثم .. ودعتهم للحاق بمحاضرتي ..
وبعد سنة أو أكثر أو أقل .. لا أذكر جيدا
لكني أذكر تماما ماحدث ..
بينما كنت أسير في الجامعة .. استوقفتني فتاة تسألني عن أمر معين ..
أجبتها وأنا مستغربة .. كأن هذا الوجه قد تحدثت إليه سابقا .. !!
قلت : وكأني أعرفك ..؟
قالت : نعم .. ألا تذكرينني .. ( فلانة ) صديقة صديقتكِ
نظرت لها نظرة تعجب كبيرة .. وقد كان ذلك واضح على وجهي .. حيث لم أستطيع إخفاء استغرابي بما أرى ..
أين ذلك النور الذي كان يشع من وجهها ..؟
أين الطفولة والبراءة التي كانت تنبعث من ملامحها الهادئة ..
كانت كمصباح أنتهى زيته فخفت نوره حتى أظلم ..
قلت :
أأنت فعلا ..؟.
لا أدري .. ما تغير فيكِ ..؟
قالت بصوت خافت ( ولا أدري كيف ستقولها لله غدا ) :
( إنهما حاجباي )
سبحان الله .. رأيتها وقد رفعت منهما أكثر مما أبقت ..
فكان سببا في التغيير الذي جعلني ُأنكرها أولاً ولا أعرفها
لقد ( تغير الشكل لحدٍ كبير )
::
تلك الحادثة أكدت لي أمرين ..
الأول : ( إن الوجه مرآة القلب ) ..
الثاني : حكمة من تحريم النمص إنه تغيير لخلق الله .. وهذا مالايخفى على عاقل
أخيتي .. تأكدي أن الوجة مرآة القلب ..
وليتكِ تضعين هذا نصب عينيكِ وأنت تقرأين حديث النبي عليه الصلاة والسلام :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) * ( حسن ) _ التعليق الرغيب 268/2 و 74/4 .
نكتة سوداء في القلب .. تبقى تلازمه مادمتِ مصرة على الذنب ..
نكتتة سوداء جديدة تحل بالقلب كلما حل الذنب من جديد .. ثم نكتتة ونكتتة حتى يغشاه الران .. ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )!!
::
أخية .. أتبتغين بالنمص جمال الوجه ..؟
وتظنين أنكِ ستنالين الجمال بمعصية الله .. خالق الجمال ..
بالله .. ألا يردعكِ حديث الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) :
[ إن الله لا ينظر إلى ( أجسامكم ، ولا إلى ) صوركم وأموالكم ، ولكن ( إنما ) ينظر إلى قلوبكم ( وأشار بأصابعه إلى صدره ) وأعمالكم ] . أخرجه مسلم وغيره.
هل اخترتِ أن تفسدي الداخل ( وبه يوزن العباد عند الله ) لأجل مظهركِ الخارج ( الذي وعد أبليس أنه سيغوي الخلق ليغيروا فيه ويبدلوا إغضابا لله وإرضاءا له - - نعوذ بالله منه ومن أن نتبعه أو نطيعه -
قال تعالى محدثا عما قاله إبليس : ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)
إعلمي يا رعاكِ الله .. ..
إن مخالفة أمراً لله تعني بالضرورة إتباع أمرا للشيطان
وإن..
معصية الله لا تأتي إلا إذا أطعتِ أمرا لإبليس ,,
فهل ستختارين درب من وعد أن يكون سبب ضلالنا وحرماننا من الجنة ..؟
هل ستبحثين عن تعاليم إبليس ومايرضيه ويسعده ؟
أم ستبحثين عما ينجيكِ من النار .. ويخرجكِ من غضب الجبار .. ويرضي عنك الرحيم المتعال ..
أعلم أنكِ ترين الأغلبية تفعل مانهى نبينا ( عليه الصلاة والسلام )عنه من النمص
وأعلم أنكِ قد ترين من تحسبينها على صلاح .. قد سقطت في في تلك الفتنة .. فلم تستطع المقاومة .. واستهانت بهذا الذنب العظيم .. والذي يكبر ويعظم مع الإصرار ..
ويُغفر ويُمحى ( بإذن الله ) مع التوبة والإستغفار .
أقولك لكِ أخية :
المنهيات نحن مؤمرون باجتنابها .. وإن كثُر مقترفوها ..
والحق أحق أن يتبع .. وأن عزّ السائرون بدربه ..
وثقي اننا في زمان غربة الدين الذي أخبرنا به الذي لاينطق عن الهوى ( عليه الصلاة والسلام ) حينما قال :
إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس ] . ( صحيح ) .
فاجعلي من هذا الحديث درعا قويا يرد عن أذنكِ كل كلمة ذم أو سخرية قد تسمعينها لأنكِ اخترت الغربة ..
واجعليها دواءا لقلبكِ إن هو أعياه وساوس شياطين الإنس والجن لتسايري المخالفون عن أمر الله
واحجبي به عن عينيك الزخارف الخادعة .. والجمال المزيف الذي يترائى للأنظار ليخدعها .. وهو في حقيقته ليس إلا سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء .. !
يا من تحبين نبيكِ ( عليه الصلاة والسلام ) ..
وتتمنين شفاعته يوم القيامة .. وتحلمين بالورود على حوض الكوثر لتنالي تلك الشربة الهنيئة ..
يامن أعزكِ الإسلام بتعاليمه وأوامره .. ورفع شأنك .. وأعلى قدركِ .. وأوصى بكِ خيرا ..
استمعي لما يقول نبيكِ ( عليه الصلاة والسلام )
(( عن ابن عباس قال لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء )) . ( صحيح )
هذا هو الحق الذي ينبغي أن يحرص العبد على اتباعه .. ..
أمر لا جدال فيه .. ولا يمكن أن نحكم فيه هوى النفس .. ليكون الحكم للنفس وماتشتهي .. !
:::
تأملي ياغالية هذه الآية .. واقرأيها بقلبكِ ..
قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآيات :
أَيْ وَمَنْ سَلَكَ غَيْر طَرِيق الشَّرِيعَة الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ فِي شِقّ وَالشَّرْع فِي شِقّ وَذَلِكَ عَنْ عَمْد مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ
نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّم وَسَاءَتْ مَصِيرًا " أَيْ إِذَا سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيق جَازَيْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ نُحَسِّنهَا فِي صَدْره وَنُزَيِّنهَا لَهُ اِسْتِدْرَاجًا لَهُ
::
أخيتي .. تفكري في الجنة ونعيمها .. ويوم المزيد ولذة النظر لوجه الله تعالى .. ألا يستحق كل ذلك قهر الهوى ..
وتخيلي جهنم وحرها .. بزقومها وحميمها .. ألا تخافين أن تُكتبي من أهلها
نعوذ بالله أن نكون من أهلها ..
::
ياحبيبة .. إشرحي صدركِ لأمر الله ..
وازهدي في معصية يعقبها ظلام في القلب .. والوجه ..
وروضي هواكِ ووجهيه حيث أمر الله ورضوانه
ولا تسمحي له أن يقودكِ للهاوية ..
واحرصي على الدعاء بأن يثبتكِ الله ويقويكِ لقهر شهوات نفسكِ التي لن تنتهي ..
لأنكِ إن أشبعتِ الأولى ... طمعت الثانية .. وجرتها للثالثة ..
حتى تألف النفس الذنوب .. ثم لا تستقبحها القلوب ..
وهذه مصيبة نعوذ بالله أن نصاب بها ..
::
ودمتِ بالله متعلقة .. ولأمره متبعه .. ولهواكِ والشيطان مخالفة ..
ولأجل الجنة عاملة .. ومن النار مشفقة ..
::
::
منقوول
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة