هل ترضين بأن تحتفلِ بعد هذا ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين أمـا بعد :
إن النصارى في هذه الأيام يحتفلون بأعياد رأس الميلادية ، و إن مما يدمي القلب و يحزن النفس أن نرى كثيرا من المسلمين يشاركون هؤلاء النصارى في تلك الأعياد ، وهم متفاوتون ، فمنهم من يفعل ذلك بدافع الشهوة ، و منهم من يفعل ذلك لأغراض أخرى .
و غاب عن هؤلاء أن مشاركتم في أعيادهم هو أمر متعلق بالدين ، وأنه يترتب عليه أمور خطيرة .
أختي الحبيبة:
اعلمي أن الله بعث لنا خير رسله ، و خاتم أنبيائه ، وجعلنا من خير الأمم { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وجعل الله هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع ، وجعلها كاملة و شاملة على مر العصور، و حتى يرث الله الأرض و من عليها ، ليس ذلك في مجال المعاملات و العبادات حسب ، بل في الأعياد و جميع شؤون الحياة ، { اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا }
أختي الحبيبة:
إن حضور أو مشاركة النصارى في أعيادهم محرم في شريعة الله و الأدلة على هذا كثيرة منها :
1- قال تعالى [ والذين لا يشهدون الزور ] قال غير واحد من السلف:( الزور هو أعياد الكفار )
فتسمية هذه الأعياد( زورا) دليل على تحريم حضورها فكيف و قد جعل الله ترك شهود أعياد الكفار وصفا يمدح به عباده الصالحين ، والله لا يمدح إلا بما هو محبوب إليه ، ولهذا قال الله تعالى: ( واجتنبوا قول الزور ) ففعل الزور أولى بالاجتناب .
2- عن أنس بن مالك قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم و لهم يومان يلعبان فيه فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : ( كنا نعلب فيهما في الجاهلية ، فقال : قد أبدلكما الله بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر ) رواه أبو داود و هو على شرط مسلم .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقر الصحابة على العيدين الجاهليين ، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين .
3- و قصة الرجل الذي أراد أن ينحر إبلا ببوانة فاستفسر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم: هل بها وثن من أوثان الجاهلية؟ فقالوا: لا .
فقال : هل كان بها عيد من أعيادهم فقالوا : لا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوف بذرك ، فإنه لا وفاء في معصية و..) فالرسول صلى الله عليه وسلم حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار.
4- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) خرجه أبو داود و أحمد.
.
5- ذكر ابن تيمية مفاسد كثيرة تنتج عن حضور المسلمين لأعياد الكفار منها :
أ- أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عموم الناس ، و تناسوا أصله حتى يصير عادة بل عيدا فيُضاهى بعيد الله ، بل يزيد عليه.
وصدق رحمه الله تعالى فنحن نرى المسلمين الذين يشاركون النصارى في عيد رأس السنة لا يعلمون أن النصارى يحتفلون بولادة عيسى من الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ب- أن الأعياد لها- في الجملة - منفعة في الدين و الدنيا و قد شرع الله لنا على لسان نبيه أفضل الأعياد التي بها أعظم الصلاح لنا ، فإذا أخذنا بأعياد غيرنا ؛ قلة الرغبة في أعيادنا وانتفاعنا بها بقدر ما أخذنا من تلك الأعياد .
وصدق أيضا رحمه الله فإننا نشاهد و نعرف من كثير من شبابنا من لا يحرص على حضور أعياد المسلمين و لكنه يسعى بل و ينفق و يسافر من أجل المشاركة في أعياد النصارى .
أختي الحبيبة:
هل بعد هذا تطيب نفسكِ بحضور هذه الأعياد .
هل ترضين أن تحل عليكِ اللعنة و أنت معهم تشاركينهم في أعيادهم ، يقول عمر رضي الله : ( لا تدخلوا على المشركين في أعيادهم ، فإن السخطة تتنزل عليهم ) رواه البيهقي بإسناد صحيح . .
هل ترضين أن تحتفلي بنسبة الولد إلى الله ، هذه الفرية العظيمة التي افتراها النصارى اسمعي ما ذا يقول الله عن مخلوقات عظيمة - هي أعظم منك - حيال هذه الفرية
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض و تخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا . و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا . أن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم و عدهم عدا ).
وهذه بعض الفتاوى عن تحريم المشاركة مع الكفار في هذه الأعياد
حكم مشاركة الكفار في أعيادهم
سؤال
شاهدت الكثير من المسلمين يشاركون في احتفالات الكريسمس وبعض الاحتفالات الأخرى .
فهل هناك أي دليل من القرآن والسنة يمكن أن أريه لهم يدل على أن هذه الممارسات غير شرعية ؟
الجواب:
الحمد لله
لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :
أولاً : لأنه من التشبه و " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود ( وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .
ثانياً : أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق … ) الآية .
ثالثاً : إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث : " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة فاسدة شركية كفرية .
رابعاً : ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها .
وقد سبقت إجابة عن سؤال مشابه فيها مزيد من التفصيل تحت رقم 947 .
الشيخ محمد صالح المنجد
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم
سؤال:
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .
الجواب:
الحمد لله
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .
الشيخ محمد صالح المنجد
منقول للفائدة
الروابط المفضلة