بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) في هذا الحديث الشريف يوجز الرسول صلى الله عليه وسلم الغرض من رسالته في كلمات بسيطة ذات معان عميقة
ولهذا كان المسلمون منذ الرعيل الأول ومازالوا إلى اليوم موسومين بأحسن الأخلاق وأفضلها بل وحتى مع الحيوانات والأشجار يتحلون بمكارم الأخلاق وفضائل الأعمال والسلوكيات
وليس هذا إلا تطبيقا لما جاء به الإسلام على رسول الأنام محمد صلى الله عليه وسلم .. ولما أمر الله به ورسوله من واجبات وفضائل
ونحن عندما نرى الواقع اليوم فإننا نجد نماذج عدة ... فهناك الملتزم بالأوامر والمبتعد عن المنهيات
وهناك من قلب الآية فأتى المنهيات واجتنب الأوامر والأفضليات !!!
لستُ بصدد الحديث عن هذا
لكني ابحث عن إجابة سؤال طالما تبادر إلى ذهني
سؤال يحيرني ويؤرقني
الملتزمون اليوم .. لماذا نطلق عليهم لقب ( متشددين)؟
هل هم متشددون حقا؟
متى وكيف أصبح الالتزام تشددا؟
هل من اتبع ما أمر الله به واجتنب ما نهى الله عنه متشدد؟
إننا وللأسف الشديد نلاحظ أن وسائل الإعلام العربية تصور لنا الملتزمون على أنهم متشددون وأنهم يأمرون الناس بما لا يلتزمون به
بل وينفرون الناس من الالتزام بأساليبهم الغير مقبولة
هكذا تصور لنا وسائل الإعلام هؤلاء الملتزمون حتى بتنا نخاف منهم ونحذر مخالطتهم او التعرف عليهم !
بل صار البعض منا يلمز الملتزمين ويسخر منهم .. ونسي حرمة عرض المسلم
صار منا من يسيء معاملة معهم ... بل ويتعقب عثراتهم حتى يجعل منها حديثا للمجالس وطرائف للمناسبات !!
وبالإضافة إلى هذا فقد رسخ في عقول البعض منا بان هؤلاء الملتزمون لا يتعاملون مع الناس بأدب وخلق .. واعتقد البعض بان الملتزمون يكفّرون من يقع في خطاء أو معصية وأنهم لا يصفحون أو يتسامحون
وهناك من يعتقد أن الابتسامة لا تعرف طريقها إلى شفاه من التزم
كل هذا وغيره مما تصوره لنا وسائل الإعلام المفسدة في الأرض جعلنا بعيدين كل البعد عن معرفة حقيقة الالتزام والملتزمين
أختي الغالية
هل نعيب على الملتزمين ما هم فيه من نعمة الهداية والالتزام؟
هل هم معيبون كونهم يقولون سمعنا واطعنا عندما يسمعون نداء الله لهم بـ ( يا أيها الذين آمنوا ) ؟
هل يعيبهم حفظهم لله في سمعهم وأبصارهم وكل جوارحهم؟
أم أنهم معابون كونهم أرادوا أن يفخروا بعروبتهم وإسلامهم فلم يتأثروا بما استورده غيرهم من الثقافة الغربية المخالفة للشريعة والسنة؟
هل أصبح التزام بما فرض الله وشرع تشددا وتزمتا؟
أم أننا قد وصلنا إلى عمى لا نستطيع معه أن نميز بين الحق من الباطل؟
غاليتي
إن هؤلاء الملتزمون هم قناديل الأمة وضياؤها
وهم السفراء لهذا الذين من جيل لآخر
فما هم إلا علماؤنا وأئمتنا
وهم اعلم بما خفي من أمور الدين علينا
ومنهم المجتهدون الذين يأملون في الارتقاء بأنفسهم حتى يكونوا نفوسا مطمئنة
الملتزمون اخية يفرحون ويضحكون .. دون إسراف أو تقتير
كل شيء عندهم له مقدار حتى لا يتم التعدي على حدود الله و انتهاك حرماته
لذلك نجدهم دائما مطمئنون مبتسمون
ألسنتهم لا تفتؤا تذكر الله في كل حين
وقلوبهم معلقة ببيوت رب العالمين
شعارهم دائما ... ما يرضي الله عنا أهم عندنا من راحة أنفسنا
يحرصون كل الحرص على أن يكون كل مسلم سالكا لصراط الله المستقيم
لذلك فهم آمرون بالمعروف بالإحسان والحسنى وناهون عن المنكر بالطرق المثلى
ابعد كل هذا نقول عنهم متشددون؟ مع أن حياتهم ابسط حياة لا تكلف فيها ولا تشدد
غالياتي
ليكن تلقينا للعلم والانطباعات من مصادر تخاف الله
وليتق الله أرباب الأقلام فهم مسئولون أمام الله عن ما كتبوه
وكذلك هي نصيحة لمن يكتب القصص والحبكات عن الملتزمين على انهم مخربون ومفسدون بان يتقوا الله ويراجعوا أنفسهم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم
نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين بالشرع
لا ضالين ولا مضلين ولا مبتدعين
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين
الروابط المفضلة