العبودية المعاصرة !!!!

نظام العبودية نظام موجود في الجاهلية ومتجذر فيها
جاء الإسلام و حس على تحرير العبيد من العبودية بالتدرج و أمر بالإحسان إلى العبيد و عدم الإساءة لهم .
إلى أن جاء النظام العالمي الحديث و ألغى نظام العبودية التقليدي نهائياً
و لكنه جاء بنظام عبودية بلبوس حديث ، و له أشكال و أساليب متعددة و هنا أريد أن أتحدث عن عبودية متفشية بكثرة في العالم الثالث وخاصة في الأنظمة العلمانية العسكرية و بالأخص الدوائر الحكومية فيها و من خلال هذا النظام يتم صنع أشخاص لهم قداسة .
و هذه العبودية تمارس عن طريق الوظائف فكل مسؤول يستعبد ويمسح شخصية الأدنى منه في الإدارة مستغلاً حاجة ذلك الموظف للقمة العيش ومن خرج عن الطاعة دبرت له المكائد حتى يتم إقصائه من العمل بمجرد أي خطأ بسيط أو شبهة وربما يتم إلصاق تهمة بريء منها تماماً , و الذي يعطي الولاء و الطاعة العمياء مهما كبر خطئه فهو مغفور و لا يحاسب عليه .
و أقصد بالعبودية طأطأة الرأس و التبعية للمدير في كل شيء يخص العمل أو لا يخصه و أن لا يكون للمرؤوس رأي مستقل فعليه شهادة الزور قي الوقت الذي يطلب منه ذلك و عليه أن يتستر عن الخطأ و عليه أن يوافق على الصحيح و غير الصحيح إذا أراد المدير ذلك و عليه أن يصاحب الذي يرضى به رئيسه و يقاطع الذي لا يرضى به و عليه أن يوافق رئيسه في جميع آرائه و أن لا يكون له اقتراح أو رأي يخالف رأي المدير فلا أريكم إلا ما أرى ذلك النظام الفرعوني الظالم .
و لا أقصد الطاعة التي تخص العمل فهذه طاعة مطلوبة .
ففي هذا النظام يتم هدر الطاقات البشرية و يتم وضع الشخص غير المناسب في المناصب و ينتشر شتى أنواع المفاسد و المظالم .
و الذي يشجع هؤلاء على هذه العبودية هو خنوع و رضوخ أغلب الناس لها و إلا فلو لم يرضى الناس بهذا فمن أين يأتون بموظفين ؟؟؟
و لهذا فالأحرار في هذا الزمن كالقابض على الجمر .

الكاتب:عبد الحق صادق