" يا ناس أبغى حل .. أكره شيء على قلبي .. لما يجيني زوجي يطلبني في الفراش .. رحيته الخايسة وريحة فمه الخايسة تخليني أتضايق كثير منه وما أرتاح .. وما أصدق يفارقني .. تكفون عطوني حل "
لحظة ..
هل أُصبتم بالصدمة عندما قرأتم العبارات أعلاه ؟! ..
هل حصل لكم إحراج وخجل من تلكم المفردات وما وراءها من معاني ؟! ..
لا ألومكم .. حُقَّ لكم أن تخجلوا .. وحُقَّ لكم أن تُحرجوا .. فهي فعلاً مُخجلة ومُحرجة .. ولا يجب أن تُعرض هكذا على الملأ وبهذا الأسلوب ..
وأنا أتقدم بوافر اعتذاري لعرضها على أنظاركم الطاهرة العفيفة ..
ولكن ..
ما قرأتموه أعلاه وسبب لكم الصدمة والخجل والإحراج ليس من عند نفسي .. إنما هو مجرد عينة انتقيتها لكم بعناية من ضمن رسائل قصيرة كثيرة تُعرض ليل نهار على بعض القنوات المُحافظة للأسف الشديد .. ويقرأها أهلنا وأطفالنا وكل من هب ودب ممن يعرف القراءة صغاراً وكباراً ذكراناً وإناثاً ..
تعرض تلكم القنوات رسائل قصيرة تحوي الكثير من الأمور المتعلقة بشئون الزوجين ومُشكلاتهما العاطفية وعلاقتهما الحميمية .. والمشاكل الصحية النسائية الخاصة جداً على سبيل طلب الحل و"الفزعة" دون أي اعتبارٍ لذائقة عامة .. أو أدب .. أو حياء .. ودون اعتبار بأن هناك أطفالاً ومُراهقين من الجنسين يقرؤون تلك الرسائل ويطَّلعون للمرة الأولى على ما تحويه من مشاكل زوجية وجنسية وصحية لم يكن ينبغي لهم أن يطَّلعوا عليها في سنهم ذاك .. وذنبهم الوحيد أن اختار لهم أهلوهم تلكم القنوات المحافظة حفاظاً على أخلاقهم .. فإذا هي تعرض من الرسائل القصيرة ما يندى له الجبين الحُر ..
وعندما قلت "انتقيتها" فقد عنيت ذلك تماماً .. حيث هناك من الرسائل التي تُعرض على تلكم القنوات ما يستحي صاحب كل مروءة أن يقرأها لوحده .. فضلاً عن أن يقرأها مع أهله وولده .. وفضلاً عن أن يكتبها ويُرسلها ..
أصبح الواحد منا بين نارين .. إما أن يستفيد وأسرته مما يُعرض على تلكم القنوات من مواد ومحاضرات ودروس مُفيدة وفي ذات الوقت يتعرض هو وأفراد أسرته للأذية – على أقل الأحوال ذوقاً- مما يُعرض في تلكم الرسائل .. وإما أن يُضحي بذلك الخير ويحرم نفسه وأهله منه تفادياً لما يُعرض فيها من رسائل ..
والغريب العجيب في الأمر .. أن الغالب الأعم من تلكم الرسائل لا يتم الرد عليها .. وإن حصل وتم الرد على بعضها فمن قِبَل أُخريات مررن بذات التجربة أو عشنها مع قريبات أو معارف لهن .. دون اعتبارٍ إلى أن ما يصلح لشخصٍ ما قد لا يصلح لآخر ..
فبالإضافة إلى ما تحويه تلكم الرسائل من أمور أقل ما يُقال عنها أنها مُخجلة وغير صالحة للنشر على الملأ .. فإنها قد تحتوي أيضاً على مخاطر صحية .. حيث يتم وصف أدوية ويُنصح باستخدامها دون إشراف طبي ودون إلمامٍ تام بعواقب استخدامها وما قد تحتويه من أضرار جانبية وإنعكاسات سلبية .. فيحصل بذلك عكس ما كان يُرجى ..
إن تساهل القنوات في عرض مثل هذه الرسائل وما تحويه من مشاكل خاصة جداً تتعلق بالحياة الحميمية والعلاقة بين الزوجين والمشتملة على ألفاظ جارحة للمشاعر وخادشة للحياء ومؤذية للعين .. قد يُشجع ضعاف النفوس من الجنسين على استغلال ذلك التساهل لبث رسائل تحتوي مزيداً من الجرأة وتتطرق إلى موضوعات أكثر حساسية وخصوصية بذريعة البحث عن حلٍ لمشكلة .. والضحية الأولى لذلك التساهل هي ذائقتنا العامة وحياؤنا وفطرة أبنائنا وبناتنا وبرائتهم ..
لقائل أن يقول .. يا أخي .. وما الذي يُجبرك على قراءة تلك الرسائل ؟! .. شاهد وتابع واستمع لما يُعرض من محاضرات ودروس ودع عنك الرسائل وما تحويه ..
فأقول ..
المسألة ليست متوقفة عليَّ أنا وحدي .. ولست هنا أتكلم بلسان حالي وحدي .. بل أنا أتكلم بلسان الكثيرين من أمثالي ممن يسوءهم عرض أمثال تلك الرسائل المُخجلة .. التي لا تتوقف قراءتها عند رب الأسرة وإلا لهان الأمر قليلاً .. بل قد يقرأها من الأسرة كل من يعرف القراءة من الأطفال والمراهقين من الجنسين .. ممن لم تصل أعمارهم إلى سن تسمح لهم بالاطلاع على محتويات تلكم الرسائل .. ما قد يُفتِّق أذهانهم ويجرهم إلى أمور لا تُحمد عُقباها ..
ومن هنا .. وعبر هذه "الرسالة القصيرة" !! .. فإنني أُناشد القائمين على تلكم القنوات التي اخترناها ورضيانها لأهلنا وأولادنا وأدخلناها برضانا إلى بيوتنا .. أن يتقوا الله فينا وفيهم .. وأن يُراعوا مشاعرنا .. ويحفظوا لنا حيائنا .. وينتقوا لنا من الرسائل ما ينتقوه لنا من البرامج الهادفة والنافعة ..
فهل يُسمع لنا .. أتمنى ذلك ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة