حياةٌ مليئة بالصخب
مخالفات .. تعدّيات .. ظلمٌ و إرهاب و سلبٌ للحقوق بإسهاب
ثم مكرٌ و خديعة و تعجرفٌ بلا حدود
فشعورٌ بثقة و كبرٌ و غرور و تعالٍ و كأن الأرض ليست إلا مسرحاً لها و لغرورها
ها هي تلك الحياة الآن تعيش المحنة و النذير العظيم
ضجيجٌ نرى .. و ردود أفعال .. مؤتمرات و مشاورات
فقر .. فانكسار .. فأزمة تشمل المستقبل كله
لتضيع تلك الحياة و ذاك النعيم الذي صدّقوه في بحرٍ لجّي كما لو كانت ورقة سقطت في خريف عُمر !
مالها من أثر
لنتصوّر معاً تلك الحياة مع ما كانت تعيشه من الرفاهية و تدّعيه زوراً و بهتاناً
كيف ملامحها الآن ؟!
و ليتسائل مع ذلك التصوّر كل ذي لبٍّ عاقلٍ
عن سبب هذا الإنكسار ؟
عن سرِّ هذه الهزيمة ؟
و عن كنهِ هذا التحوّل السريع ؟
و ليُقر بعدها و ليقتنع تمام الإقتناع بحتمية حصول سنة الله في خلقه
فما لظالمٍ دوام و ما لمعصيةٍ بقاء و ما لمالٍ على غير شرع الله يسير إلا المحق و الزوال
و ليتذكر كل متذكر و ليعتبر كل مُعتبر
فما هذا السقوط إلا أنموذجاً مُصغراً و إثباتاً من المولى هو للمظلوم بموقع فرح وعزة
كما أنه للظالم بموقع هزيمة و ذلّ ٍ و عار
و صدق الله حيث قال في محكم تنزيله :
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " [الحج:39-41]
:
و كما أن هذا السقوط يحملُ بين دفتيه نُصرةً للذين ظُلموا في بقاع الأرض
فهو يحملُ أيضاً اعترافاً ممن ظلموا و طغوا و بالغوا في كبرهم و عدوانهم بأن الإسلام
بشريعته هو الدين الحق و سلوك نهجه ما هو إلا طريقٌ للوصول إلى النجاة
http://www.islammessage.com/articles...d=122&aid=4662
فالحمد لله الحمد لله الحمد لله الذي جعلنا من أهل هذا الدين العظيم
:
و صدق المولى حيث قال :
" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ *
أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " [فصلت:52-53].
:
" مُجرّد فضفضة " .. نفع الله بها
الروابط المفضلة