بسم الله الرحمن الرحيم
:
:
بما أنّي عُنصر مُحايد؛ فسأحاول إبداء وجهة نظر بسيطة عن أمرٍ يثير ضوضاء في رأسي!
الأمر لا يُشبه إعلانًا رخيصًا عن مُنتجات " تقليد الماركات"
- إشارة-
حينَ يأتي شخص ويتكلم عن شخص آخر بانتقاد لتصرف أو لقول، فإن أول ما سنفعله هو المقارنة بين الأعمال التي أنتجها كلا الشخصان
- ردّ فعل طبيعي تمامًا -
حينها قد نجد تنافس شديد، وربما نتفاجأ بوجود هوّه عميقة بين إنتاجات الشخصين !
لكن - والأعجب - أن نُصدم بأن التوجهات مختلفة كل الاختلاف !
وبأن كل واحدٍ منهما ينهج نهجًا وطريقًا غريبًا عن طريق الآخر فهذا هو ما سنتعجب منه غاية العجب والتعجب العجيب
فلا نقول : يعلم عن مهتنه شيئًا !
لربما مرَّ بظروفٍ مُشابهة؛ فأصبحَ من حقه أن ينقده ويرد على كلامه
لكن .. أن يفعل هذا كله ، وهو لم يُجرّب أن يضع نفسه مكان الآخر، ولم يفهم شعوره، ولم يعلم لِمَ تلكَ الكلمة " فلتت " ، بوجهةِ نظره طبعًا !
فهذا هو الشيء المُنكر الشاذ !
::::::
فلمّا أرى - ونرى جميعًا - أشخاصًا تجرأوا ( بل وأرى الأصدق أن أقول تلذذوا ) بالحديث عن العلماء !
في كل حديثٍ تتحدث به معه، لا بدّ - وأكيد - من أن يجذب إلى لسانه الشيخ فلان ، وكلما رأى مصيبة أو تخلفًا في قومه؛ أرجعها إلى الشيخ فلان!
فلأنَّ فلانًا المُفتي قال - بعد بحث وإقتناع - بأن هذا الشيء مُحرّم؛ فهو يرى بأنه قد منعَ مطرًا من النهضة والثقافة أن تُنوّر على من مشوا على فتوى ذلكم الشيخ!
ولأنَّه يرى بحلِّ شيء - أية شيء - فهو يصبُّ كل لعناته على الشيخ - سرًا بالطبع - لأن الشيخ الضعيف - لم يستطع ولا بأية وسيلة أن يمنحه الضوء الأخضر لفعل ذلك الشيء!
حينها نحتار ونُبهت !
ما كُل هذا ؟
هو يُريد شيئًا ، لِمَ لا يفعله ؟
- ما دامَ مُقتنعًا به -
ينتقد أحدهم - لأنه عالم بطريقةٍ لا تُعجبه - إذن لِمَ لا يُحاول أن يصبح مُجتهدًا مثله؟
ببساطة ولا أية تعقيدات : إنَّ أية شخص باستطاعته كتابة الآلاف من حروف الانتقاد لأية شخص شاء وفي أي مكانٍ شاء، لكنه لا يستطيع - بنفس السهولة - أن يصل لمكانة شخصٍ من هؤلاء .
وأظن باستطاعته الصراخ،وسيرى نفس النتيجة !
لكن تساؤل - مبعثه الجهل - :
هل أستطيع - أنا - أن أشرب عصيرًا باردًا جدًّا ، وفي نفس الوقت أكتب موضوعًا عن حرارة دماء شهداء الفلوجة ؟
كـجهاد يعني !!!
وأستطيع الآن -وبوجهٍ صريح- أن أقول
تبًّا لكل من يمسّهم بلسانه أو بقلمه!
لأنّي أعلم أنَّ الله قال : " يا أيها الذينَ آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "
وقال أيضًا :
" ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "
فأختار الأكثرون - ونحنُ منهم غالبًا - أن يكونوا من الأوّلين
وأختار العلماء أن يكونوا من هؤلاء !
الروابط المفضلة