انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: العقد (قصة قصيرة)...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2001
    الموقع
    ستوكهولم في السويد
    الردود
    301
    الجنس
    امرأة

    Post العقد (قصة قصيرة)...

    وقفت ريم أمام المرآة ممسكة بثوب الزفاف تارة تحمله بين يديها وتدور به في فرح ... وتارة أخرى تضمه إلى صدرها في حنان .
    دخلت أمها مبتسمة : ربنا يسعدك يا ريم يا ابنتي .
    احمرت وجنتاها من الخجل وارتمت على فراشها : انظري أمي أليس جميلا ً؟
    - نعم والأجمل منه التي سترديه ...
    ازداد خجلها الفطري فهي رقيقة بطبعها : ماما خجّلتيني
    خرجت أمها مرددة : كفاك دلالا ًوهيا استعدي فموعد العرس غدا ً وهناك أشياء كثيرة لم تنجز.
    أغمضت عينيها وراحت تحلق مع أحلامها : غدا ً سأُزف إلى خالد بمشيئة الله أتمنى أن يوفقني الله لإسعاده فهو شاب ملتزم وخلوق و ... طرقات على باب غرفتها أخرجتها من أحلامها : تفضل ... فُتح الباب
    من؟ أحلام
    ـ نعم أحلام يا عروس ... صديقتك التي نسيتِ أن تدعيها إلى عرسك .
    رحبت بها بشدة
    ـ والله بنت حلال كنت بحاجة إلى نصائحك فأنت لكِ خبرة سابقة في الحياة الزوجية .
    جلستا تتعاتبان في أدب وفجأة سألتها أحلام ؟
    ـ صحيح زوجك وحيد والدته يا ريم كما سمعنا ؟
    ـ نعم ووالدته سيدة رائعة نحسبها على خير .
    ـ وهل هناك حماة رائعة يا مسكينة ؟!
    ـ بالتأكيد هناك الكثير ووالدتي مثلا ً علاقتها بزوجات إخواني علاقة أمومة وود دائم .
    ـ في خبث ودهاء : والدتك حنونة بطبعها وظروفها تختلف عن أم خالد .
    اعتدلت ريم في جلستها وباهتمام شديد سألتها :
    ـ وكيف ذلك ؟
    ـ زوجك وحيدها وكما سمعنا أنها أفنت عمرها كله في تربيته احسن تربية .. ولن تسمح لأحد بأخذ أي دور في حياته .
    تابعت بصوتها المتصنع :
    آسفة يا ريم لكن أنا أحببت أن أنبهك لأني أعرفك طيبة وحسنة النية .
    أسلمت ريم آذانها لذلك الفحيح وانطفأ بريق فرحتها وتابعت أحلام بث سمومها .
    ـ اسمعي يا ريم من أول يوم عرفيها انك سيدة المنزل وان خالد اصبح له زوجة تهتم به لكن احذري أن ينتبه خالد لتصرفاتك .
    دخلت الأم عليهما بالضيافة فسكتت أحلام عن الكلام استأذنت .
    رحلت وتركت ريم في حالة يرثى لها فقد تشتت أفكارها ودب الخوف في قلبها .
    هل يُعقل أن تقف أم خالد عقبة في طريق سعادتي أنا وخالد ؟
    وبعد أن كانت تتخيل تلك اللحظة التي تدخل فيها بيت خالد .. كبَّل الخوف فرحتها .
    مرت السويعات المتبقية ... أخذها النوم .
    أفاقت على دفء صوت أمها ولمساتها الحنون على رأسها :
    ـ هيا انهضي يا عروس اليوم يومك .
    تثاءبت في كسل وبدا عليها الإرهاق .. قبلت يد أمها وهمت بالكلام :
    ـ أمي ..
    ـ نعم يا حبيبتي ؟
    ـ لا شيء .
    اقتربت أمها أمسكت بيدها
    ـ ريم ماذا بك ِ؟ ولماذا أنت قلقة هكذا ؟
    ـ أمي أنا خائفة .. هل تعتقدين أن خالتي أم خالد ستكون متسلطة في حبها لخالد ؟
    ابتسمت الأم وقالت :
    ـ هل هذا ما يقلقك ؟
    هل تعتقدين أن أما ً أفنت عمرها كله في سبيل تربية وحيدها ستقف عقبة في سبيل سعادته ؟ أم خالد هي الشمعة التي ستنير حياتكما اعتبريها مثل أمك بل هي أم ٌ لكِ حقيقة لا مجازاً ودائما ً حثي خالد على طاعتها .
    ابتسمت ريم فقد طمأنها حديث أمها التي طلبت منها النهوض والاستعداد .
    التف البنات حولها يشاركن في زينتها ويساعدنها .. ما بين مهنئة ومازحة في أدب .. الكل فرح .
    بدأت ريم تستعيد لهفتها ولكن عيونها ما زالت تائهة تبحث عمن أشعلت شرارة خوفها من الدنيا الجديدة التي طالما حلمت بها .. فمنذ أن شبَّت عن الطوق وهي تحلم بذلك اليوم
    تعالت أصوات الجميع : العريس وصل .. العريس وصل .
    ازداد ارتباكها عندما سمعت وقع أقدام أم خالد التي ضمتها في دفء : بسم الله ما شاء الله .. ربنا يحميكِ يا عروس ابني .
    بادلتا التحية : أهلا ً خالتي
    بدأ الصديقات يهمسن في أذنها : خالد وصل .. ابتسمت في خجل زادها جمالا ً .
    اختفت تلك الابتسامة عندما دخلت أحلام التي حيت الجميع ثم اقتربت من ريم هامسة :
    ـ الله يعينك يا ريم حماتك من النوع الناعم .
    ـ بشغف وخوف : وكيف ذلك ؟
    ـ النوع الناعم ما تقدري تعرفي تخطيطها بوضوح .
    وقبل أن تكمل ناداها أخوها من وراء الباب : هيا يا عروس .
    وضعت حجابها وخرجت في يد أخيها بخطى متثاقلة ساعدها في ركوب السيارة وسلم على خالد وودعه تعجبت فلم تجد أم خالد في السيارة كما توقعت ؟ .. أكيد ستنتظرني في البيت مع المفاجآت هكذا دار في رأسها .
    طوال الطريق لم تنبس بكلمة واحدة سوى رد السلام على خالد .
    أخيرا ً وصلا إلى عشهما الذي تأمل أن لا يتحول لميدان معركة
    فتح خالد الباب وهي مرتبكة .؟. خجلة .. خائفة .. إرابتها العديد من المشاعر ولكن طغى عليها ترقب ما ستجد خلف الباب .
    بسم الله تفضلي على بركة الله يا ريم .
    بسم الله... دخلت .. كل شيء يوحي بالهدوء والصفاء .. كل شيء جميل كما تمنت في أحلامها بل أحلى من أمنياتها .
    رفعت حجابها في خجل : ذوق والدتك هذا يا خالد ؟
    الحقيقة كانت الوالدة صاحبة فكرة الفرش الجديد برغم فخامة الفرش السابق وحبها له .. ولكن هذا ذوقي أنا .. اقترب هامسا ً : وهذا من اجل اجمل عروس .
    بدأت الطمأنينة تتسلل لقلبها وزادت اكثر عندما صليا ركعتي شكرا ً لله
    استيقظا مع الفجر للصلاة ثم غفت ولم يوقظها سوى صوت خالد يرحب بوالدته .
    أهلا ً بأغلى أم .. مرحبا ً ست الحبايب حلَّت البركة
    نهضت مسرعة وقفز صوت أحلام لأذنيها : من أول يوم أعطيها انطباعا ً بقوة شخصيتك
    بدأت تستعد وتجهز قواها الدفاعية
    خرجت فقوبلت بالحب والحنان من أم خالد التي وأمطرتهما بوابل من الدعوات الصادقة التي شعرت معها ريم بتشتت أفكارها فمن تصدق ؟ إحساسها أم نصائح صديقتها ؟
    مر الوقت ببطء لم يقطعه سوى قرار أم خالد التي فاجأتهما به : سوف أعيش في بيت آخر لحالي
    انفعل خالد : أمي مستحيل أن تعيشي بعيدا عني ..لا أتخيل نفسي هنا وأنت بعيدا عني ، قولي شيء
    يا ريم .
    تلعثمت وارتبكت وقالت في صوت خفيض : اترك الوالدة على حريتها .
    نضرت إليها أم خالد في حنان مع ابتسامة مختنقة : هذا هو الكلام المعقول ، اتركني على راحتي والبيت ليس ببعيد فهو في نفس الشارع .
    انصرفت تاركة ً خلفها عطر أمومة أخاذ وغدت ريم لا تعي ماذا تفعل أو من تستفت ؟ قلبها أم خبرة صديقتها في الحياة .
    وتساءلت : ما يدريني أن أحلام تريد مصلحتي ؟
    أليس من الممكن أنها ............
    معقول تقصد الشر ؟!!!
    أحست برأسها يكاد يشطر إلى نصفين ... نهضت ثم توقفت فقد لفت انتباهها صندوق صغير مغلف في أناقة كتب عليه " إلى ابنتي الغالية ريم " سألت زوجها خالد ما هذا ؟
    أخذه منها .. فك التغليف في عناية وخرج صوته متأثرا ً :
    والدتي تحبك كثيرا ً يا ريم .
    رددت في ارتباك : وأنا أيضا ... ولكن ما هذا ؟
    هذا هو كل ما تملك أمي من ذكريات عن أبى انه (عقد) أهداه لها قبل رحلته التي لم يعد منها .
    جلست ريم بجواره مدت يدها ببطء وأخذت الصندوق ونظرت بداخله ... أضاف خالد :
    انه عقد ثمين ليس فقط في قيمته المادية ولكن فيما يمثله لها فكما تعلمين توفي أبى بعد زواجه بعدة اشهر قبل أن أرى النور .. وذلك العقد هو اعز ما تملك فقد أخبرتني انه أهداه لها بمناسبة حملها .
    احتضنت ريم الصندوق في حنو ألصقته بصدرها وانسابت دموعها .. أهي دموع ندم على تسليمها آذانها لإنسانة أرادت أن تتعاون معها على الإثم والعدوان ... أم دموع فرح لأنها تأكدت من مكانتها في قلب أم خالد ؟
    انتبهت على سؤال خالد : ألن تجربيه ؟
    ـ لا سأنتصر حتى تلبسني إياه ماما عفاف .
    ابتسم خالد فهذه أول مرة يسمعه تنادي أمه بماما .
    ـ خالد ممكن توصلني في طريقك لبيت ماما عفاف .
    ـ وهل ممكن ارفض لأجمل عروس طلب ولكن لن أستطيع انتظارك فلدي موعد عمل هام .
    ـ سأتصل على أخي ليعيدني
    أوصلها أمام الباب وانطلق لعمله .
    ارتجفت يداها وهي تدق الباب
    فتحت أم خالد .. وقفت وقد ألجمتها المفاجأة لبرهة : أهلا يا بنتي الغالية ريم ... هل خالد معك ؟
    ـ أوصلني وذهب لعمله يا أمي .
    اشرق وجه الأم وهمت تستأذن لتعد مشروبا ً .
    ـ ليس لدينا وقت فعلينا جمع أغراضك إلى أن يأتي أخي ليوصلنا ...
    ـ ولكن يا ابنتي ...
    ـ لا تقولي شيئا ً يا أمي فمكانك ليس هنا بل معنا .. في قلوبنا
    انحدرت دمعة غالية على وجه الأم : الله يكرم أصلك يا ابنتي
    ـ أشكرك على هديتك واعدك أن أحافظ عليها ...
    ـ ... هديتي لك هي خالد يا ريم .
    أوصلهما أخوها إلى المنزل وراحت تعد غرفة الأم وترتبها .. عاد خالد وكم كانت سعادته عندما وجد والدته : لقد شممت عطر البركة من أول الشارع يا غالية وانحدر يقبل تلك الأيادي التي لطالما حنت وربت في حنان من قبل
    خرجت ريم من الغرفة مشرقة الوجه وقالت لخالد : ستبقى معنا ماما عفاف دائما ً
    تركت الفرحة وذهبت لترد على الهاتف .
    جاءها صوت ناعم كفحيح الأفاعي : كيف الحال يا عروس أنا أحلام .
    وضعت السماعة وعادت لحضت تلك الأم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    السعودية
    الردود
    150
    الجنس
    ما اجمل هذه القصة
    ونرجو من هذه الإبداعات المزيد
    وبارك الله فيك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الموقع
    في عالم يلتحف النقاء
    الردود
    3,614
    الجنس
    أنثى

    عودا حميدا



    جزاك الله خير...
    قصة رائعة...وما تحمله في طياته من معاني أروع...

    وما أكثر من يحب إثارة الفتن نسأل الله السلامة...

    وكثير من الفتيات التي تأخذ صورة سيئة عن أم الزوج بأنها قاسية وظالمة..ويتعاملن معها منذ البداية على هذا الأساس فالله المستعان....

    وبانتظار المزيد منك أختنا الفاضلة.

مواضيع مشابهه

  1. ( ومن شر النفاثات في العقد )
    بواسطة الـحجاز في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 27-05-2006, 07:47 AM
  2. واسطة العقد
    بواسطة واسطة العقد في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 16
    اخر موضوع: 13-12-2005, 02:16 AM
  3. لكي لا يتناثر العقد .
    بواسطة ام سهيل في الملتقى الحواري
    الردود: 13
    اخر موضوع: 28-03-2003, 08:11 PM
  4. شوفو العقد
    بواسطة رندوش في الديكور الداخلي والخارجي
    الردود: 1
    اخر موضوع: 22-10-2002, 09:46 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ