نحن نبدأ في بناء فلسطين ...

فلسطين .. قضية .. قضية العرب والمسلمين .. قضية نأمل وندعو أن تحل .. قضية لا نحلها ...

فلسطين .. دولة .. سلبت من شعبها ...

المُطّلع على بداية الاحتلال الإسرائيلي وكيفيته .. يجد أنه بدأ من دعوات أفراد عن طريق كتب واجتماعات استطاعت أن تزرع أفكارا معينة وخططا وطموحات في عقول الكثير .. ثم بدأ التنفيذ بشكل غير واضحة أهدافه عن طريق شراء بعض الأراضي في فلسطين ومحاولة زرع الإسرائيليين فيها .. وخلال ذلك كانت هناك بعض الجيوش والفرق التي تعد والتي وإن كانت صغيرة إلا أنها أصبحت فيما بعد مؤثرة .. والدور الأكبر الذي جعل الاحتلال يتفشى ويصبح واقعا هو التحالفات مع الدول القوية التي كانت تطمع في ثروة المحتلين .. حتى صارت إسرائيل دوليا دولة ذات حكومة وسيادة ...

بغض النظر عن الأطراف .. ومن هو صاحب الحق .. إلا أنه يبدو لي وبكل وضوح أن كل هذه النقاط والخطوات هي سبيل للنجاح في الوصول للهدف .. وهو بناء دولة .. بل حتى أن بها من الذكاء والحكمة الكثير ...

ولكننا لا نرى منها أي صحة .. لأن الغاية منها لم تكن صحيحة .. ولو اتفقت هذه الطرق مع الغايات الصحيحة .. أما كانت فلسطين حرة ....

الكل يعلم عن دور القدوة وتأثيرها على الآخرين .. ومن أعظم قدوة لنا غير رسولنا محمد – عليه الصلاة والسلام – الذي استطاع أن يبني دولة إسلامية عظيمة .. فهل كان هذا من فراغ .. لقد اعتمد – عليه الصلاة والسلام – على خالقه وتوكل عليه .. فدعا من الناس والقبائل حتى وجد من يناصره ويواليه في البيعتان .. ثم هاجر إلى أرض له أن يبني فيها ويؤسس دولة إسلامية عليها .. آخى بين المهاجرين والأنصار فتوحدوا ليكونوا شعب هذه الدولة .. وقام ببناء المسجد ليكون مكان الاجتماع ورمز الدولة .. وسار على أعظم دستور وهو القرآن الكريم .. وأعد الجيش .. وامتلك أسباب القوة .. وبدأ بالغزوات حتى استطاع أن يفتح مكة ومن ثم تبعتها الفتوحات الإسلامية ...

إن بناء دولة يحتاج إلى جهد ...

وعندما نرى ونقارن بين واقعنا .. ومدى ما نملكه من أسس بناء دولة .. نجد أنه يساوي صفرا .. فنحن قد نملك أملا وأمنية .. لكن دون هدف نسعى لتحقيقه .. دون خطة نسير عليها .. ودون قوة نتسلح بها ...

نريد أن يكون شعارنا ..

نحن نبدأ في بناء فلسطين .. لن نقول أننا بدأنا لأنها كذبة .. ولن نجعلها سوف نبدأ .. لأن التسويف لا يؤدي إلا إلى سوف أخرى ...

كيف تكون البداية ..

البداية تكون في الرغبة الحقيقية والإرادة .. يتبعها وضع خطط أو أفكار ولو متفرقة .. وليس من الضرورة أن تكون علنية .. فأي محارب قد يخبر عدوه بخطته .. وعلينا اكتشاف نقاط قوتنا وتطويرها واستغلالها .. نحن نملك المال والنفط .. بالمال نستطيع أن نشتري الأراضي في فلسطين وخصوصا المستعمرة من الإسرائيليين .. وبه نعد الجيوش .. وأما النفط .. وهو قوتنا الدولية .. يجب أن يكون السبيل للحصول على التحالفات مع الدول القوية .. وإن لم تكن بصفنا لا تكون ضدنا .. ولكن قبل أن نراهن على النفط .. يجب أن نحقق كفاياتنا من الموارد .. حيث أننا مستوردون من الدرجة الأولى .. وكل هذا يحتاج لعقول مفكرة متعلمة ....

عندما نحقق كل هذا .. سنكون على استعداد لاسترداد الأراضي ولو بالقوة .. وستكون جيوشنا مستعدة للقتال ..

لكن الفعل ليس بسهولة القول .. ويتطلب من الوقت الكثير من السنين والأعوام .. لذلك وجب علينا أن نبدأ الآن .. ونبدأ بأنفسنا كدول قوية مكتفية ذاتيا ...

حتى يصبح غدا شعار أبناؤنا ...

نحن نبني فلسطين ...

وهذه مسؤولية الشعوب كما هي مسؤولية الحكومات التي عليها بذل جهودها وتحفيز شعوبها .. مع علمها بصعوبة الأمر وتعقيده .. وتقبله وإيجاد طريقة للتغلب عليه .. والعلم بأن الغايات الكبيرة تحتاج لجهود أكبر ...

حتى إن بعض الأمور الصغيرة يكون تأثيرها الأكبر .. كالرياضة .. وإبراز فلسطين كدولة عن طريقها .. وكذلك غيرها من المجالات .. لأن الدولة تبدأ بالأفراد ...

إن كنا نريد فلسطين .. فهذه الطريقة .. وهي تحتاج للتطبيق .. وستأخذ أعواما طويلة .. لذلك لنبدأ الآن ...

ونجعل شعارنا .. نحن نبدأ في بناء فلسطين ...

ليكون شعار أبناؤنا ... نحن نبني فلسطين ...

أتمنى ألا تكون مجرد مقالة أخرى ...

ســراب

ملاحظة : غير محلل أي شخص يقوم بنقل الموضوع ونسبه لاسمه دون ذكر التوقيع أو التنبيه بأنه منقول

مشكورة ع الموضوع

الأخت حنونة الأمورة ...
شكرا على المرور
والله يعافيك