المنكرات المتكررة
في احتفالات عيد الفطر للسنوات الماضية
جعل الله تعالى للمسلمين عيدين يفرحون فيهما بإكمال طاعتهم لله تعالى ومعلوم أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين، ولكن هذه الصور من الفرح والسرور والبهجة يجب أن تكون منضبطة بما شرعة الله تعالى لنا، بعيد كل البعد عن جميع أشكال المنكرات والتبذير والعبث. ومع تتالي السنوات زاد اهتمام أهل الهوى والشهوات بتفعيل أيام العيد وفعالياته من مهرجانات وعروض وغيرها لتهيئة المناخ المناسب للاختلاط وخروج النساء مع الرجال وتتبع العورات وإفشاء المنكرات من الغناء والرقص والموسيقى الصاخبة والملهيات، واستجلاب الكافرين حتى أضحت برامج العيد وسائل لهدم الفضيلة وتمزيق المجتمع وتشتيت الأسر وتمزيق الأمة وإلهاء شبابها بتوافة الأمور. وهذا يصب في نهاية الأمر في مصلحة بعض الانتهازيين لمضاعفة الكسب الخبيث، ولتحقيق مآرب أصحاب الشهوات باسم الترويح عن المسلمين في أيام العيد. فبعد أن أكتسب المسلمون الشيء العظيم من الانضباط في أعمالهم وأخلاقهم وحفاظهم على الصلاة والقيام والصدقة على مدى شهر رمضان المبارك، تأتي هذه المهرجانات وما يلحق بها من منكرات لتذهب من روحانية رمضان من نفوس المسلمين باسم الترفيه. ولأهمية بيان ما يترافق مع هذه الاحتفالات من منكرات، بعضها قد أستمرئها الناس مع مرور الزمن، وبعضها جديدة تقام لأول مرة وربما تطورت على أشكال أكثر خطورة في المستقبل.
وبذلك فقد تحول العيد عند كثير من المسلمين وفي أماكن عديدة من شعيرة تعبدية فيها من العبادة والبر والصدقة والصلة إلى ما يضاد ذلك من الإثم والتبذير والتشبه بالكافرين والاختلاط والتبرج والخلوة المحرمة والاعتداء على الأعراض والانفلات الأمني وهدر الأوقات والموسيقى والغناء والرقص وجلب السحرة باسم السيرك والألعاب البهلوانية, وتتزايد هذه المظاهر بتزايد فعاليات احتفالات العيد وتنوع برامجها وخروجها عن ما هو مباح، بل لم يعد المرء يفرق بين أعياد الكافرين وأعياد المسلمين للتشابه الكبير فيما بينها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن خلال رصد ما يحدث في احتفالات عيد الفطر في السنوات الماضية، فإنه يمكن تلخيص المنكرات في المظاهر المتكررة التالية:
1- مشابهة النصارى في طقوس أعيادهم.
2- القيام ببعض العروض البهلوانية التي تتعارض مع مبادئ العقيدة الإسلامية.
3- استجلاب بعض الفرق الكافرة للقيام ببعض العروض وتقديم الهدايا للأطفال وللعائلات.
4- التبرج والاختلاط واستهداف العائلات بكثير من البرامج إمعاناً في خروج المرأة مما كان له الأثر في كثرة المعاكسات، وحالات الاختلاء المحرم ومطاردة البنات عن طريق مجموعة من الشباب.
5- عرض المسرحيات النسائية في مناطق مختلفة وبأنماط متعددة.
6- حملة إعلامية مكثفة لتوسيع دائرة هذا الاحتفالات ونشرها من خلال التركيز على الأنشطة العائلية المختلطة.
7- الانفلات الأمني وظاهرة الاعتداء على الأعراض والاحتكاك بالنساء ومضايقتهن باللسان والأبدان وأحياناً بقوة السلاح.
8- انتشار الموسيقى الصاخبة والرقص الغربي من بعض الشباب أمام المارة في الطرقات العامة المصاحبة للعرضات والمسيرات والفرق الشعبية.
9- تفشي ظاهرة التدهور الأخلاقي لدى فئة من الشباب، وبروز ممارسات مخلة بالآداب العامة.
10- تحريض الشباب على التهور وممارسة التفحيط عن طريق مجموعة من الفعاليات المؤثرة سلباً كسباق الراليات وما يسمى بالاستعراض البهلواني للسيارات وغيرها.
11- عدم الاهتمام بإعداد أماكن مناسبة للصلاة في أماكن الاحتفالات مما أدى إلى التخلف عن الصلوات (المغرب والعشاء).
12- الاعتداء الهمجي على الممتلكات كالمطاعم والسيارات والمرافق الحكومية كالحدائق وأعمدة إنارة الشوارع.
13- المبالغة الشديدة بإطلاق المفرقعات النارية والتشجيع على حضورها ومتابعتها، وفي كل عام تزداد مواقع تنفيذها.
14- الاعتداء على الدوريات الأمنية ورشق سيارات الشرطة بالحجارة وإطلاق الألفاظ النابية على رجال الشرطة.
15- الإسراف والتبذير المتمثل فيما ينفق على هذه الاحتفالات.
ومن اطلع على هذه المنكرات العامة لا يصح له السكوت عليها، بل يجب أن يبذل جهده في منعها والتقليل منها، من خلال مناصحة ولاة الأمر والمسولين في منعها عن مثل هذه البلاد الطاهرة، لاسيما في مثل هذا الوقت الذي تكالب فيه الأعداء على هذه البلاد للنيل من دينها وطمس هويتها، وإيقاف ومحاصرة الطاهر الذي ينبعث منها لكل بلاد العالم.
وهذه جملة من التوصيات ينبغي على العلماء وولاة الأمر والناس عامة العمل على تفعيلها لتقليل المنكرات المذكورة:
1) يجب أن يكون للعلماء وطلبة العلم دور فعال في الإنكار ومناصحة المسولين قبل بدء العيد.
2) المطالبة وبشدة أن يكون للجهات الشرعية دور كبير في اختيار المناسب من فقرات هذه الاحتفالات.
3) الاتصال بأمين مدينة الرياض وتوضيح المخالفات الشرعية التي ترتكب خلال هذه الاحتفالات سيما وأنه طالب المواطنين بأن يكونوا إيجابيين وأن يبادروا في إطلاع المسئولين على أي مخالفة وذلك ضمن رد له على إحدى الكاتبات حول أحداث العيد.
4) الاتصال بأصحاب المؤسسات ومقابلتهم للتقليل من المنكرات وجعل الاحتفالات منضبطة، ومنهم -ولله الحمد- من يخاف الله ولا يرضى بمثل هذه المنكرات وقد وجدنا منهم تجاوباً في التغيير.
5) يجب أن يهتم الخطباء وأئمة المساجد بتذكير الناس وتوعيتهم وبيان ما في هذه الاحتفالات وما يرتبط بها من المنكرات وخاصة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان وفي خطبة العيد.
6) يلاحظ قلة أفراد الهيئات بشكل كبير في إجازة العيد أو في المواسم، وهذا يستدعي مراعاتهم لذلك عند ترتيب إجازاتهم.
7) أهمية وجود المحتسبين بقدرٍ كافي في الأماكن التي يتمكنون فيها من تقليل المنكر.
8) ضرورة إقامة برامج يومية ذات طابع تشويقي ومناسبة لجميع قطاعات المجتمع رجالاً ونساءً وأطفالاً، ويقع هذا الدور على أئمة المساجد والمصلحين في الأحياء، وبذل الجهد لإقامة بدائل مناسبة.
9) أهمية مساهمة أصحاب الفكر والقلم للتصدي لكل هذه الظواهر الغربية سواء قي طريقة الاحتفال بالعيد أو ما نتج عن ذلك من جرائم ومنكرات يتعرض لها المجتمع.
10) الاتصال بولاة الأمر، والإبراق لهم، ومناشدتهم الاهتمام بقضايا الأمة المصيرية، وعدم تهميش الناس، وصرف الناس عن مصالحهم بمثل هذه الاحتفالات غير المنضبطة.

نسأل الله أن يهدي العباد إلى إقامة شعائر الدين على الوجه الصحيح، ونسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا للوقوف في وجه الفساد وأن يهدينا وأياهم إلى سبل الرشاد.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

منقووووووووووووووول