*بسم الله الرحمن الرحيم*
جاء شهر رمضان الكريم و لقد مرت أيامه بسرعة البرق و ها أنت الآن في منتصفه ، أختي و أخي في الله :
هل أديت الكثير من العبادات من أول الشهر وحتى الآن ، لا يهم إن كانت الإجابة بنعم أو بلا ، لكن المهم هل تقبل الله أعمالنا ،إنه لأمر مخيف عندما يعمل العبد و لا يؤجر على عمله ، أليس كذلك؟!
أختي المسلمة أخي المسلم: ليس كل عمل عمل و ليس كل الأعمال نؤجر عليها ، فالكل يذهب الى المسجد و الكل يصوم و الكل يقرأ القرآن و الكل والكل و الكل......
لا يقبل الله الأعمال إلا من المتقين ، فالمتقي أولاً: هو الذي عند أداء عبادته يستشعر بمحبة الله ، فانظري أختي المسلمة و أخي المسلم إلى من يتوجه كل حبك ، من الذي تنتظرينه في شغف و ينبض قلبك بشدة له حتى اذا بدأ القلب بالضخ و الخفقان يرتفع الدم إلى الوجنتين لتمتلئا بلون أحمر ، فهل تنتظرين وقت الصلاة لتكوني مع محبوبك الأكبر ، و هل عندما تقرأين القرآن أو تستمعين إليه يخترق الصوت الآذان ليصل إلى القلب و يستشعر بلذة و حلاوة كلام الله ألا و هو القرآن . ثانياً: هل تشعرين بخوف و رهبة من الله سبحانه و تعالى عند أداء صلاتك أو قراءتك للقرآن أو في جميع أعمالك، فهو القادر على كل شيء و لا تعلى عليه قوة ولا طاقة ولا قدرة فوقه فهو القادر المتين القوي .
ثالثاً: هل تستشعرين بإنكسار و رجاء عند دعاء الله و تعالى أو عند أداء أي عبادة من العبادات .
الله سبحانه و تعالى يريد العمل الأحسن و ليس الأكثر فقط .
إذا فالله لا يتقبل الأعمال إلا من المتقين الذين يكون في قلوبهم خوف و محبة و رجاء من الله سبحانه و تعالى .
عند حلول شهر رمضان من كل سنة يحدث انشراح بالقلب ، فأبواب الجنة مفتوحة و المَرَدَة و الشياطين مصفدين ، و تزيد أعمال الخير و يتحرك ويخفق القلب عند سماع القرآن ، ولكن قلبك منشرح هذه السنة ، هل تحس بأن هذا الشهر متميز عن باقي الشهور هل شعرت بلذة وبركة شهر رمضان ، فليس جميع الناس يحسون بهذه الأعراض ، فإن كنت العام الماضي حسيت بذلك و لم تحس به السنة ، فلماذا ؟؟؟ ألا تعرف الجواب !! هل يصل صوت القرآن عند سماعه إلى قلبك ؟؟؟ هل تتحرك أحاسيسك ؟؟؟ هل تزيد خشيتك ورهبتك من الله ؟؟؟ هل تخشع في صلاتك ؟؟؟ فإن كانت الإجابه بلا ، فإن سبب الجمود الحسي الذي تعاني منه إنما هو من كثرة الذنوب والخطايا الملقاه على كاهلك ، فالإذن محملة بالذنوب من كثرة سماعها للأغاني ، و الفم مذنب من فحش القول ، و اليدين تبطش ،والعين ترى الفواحش و الرجل تذهب إلى الأماكن المحرمة و المختلطة لغير سبب ،والقلب ملوث بالذنوب و الخطايا، و لا يدخل الجنة إلاّ المتطهرين ...فهل تعرف الطريقة الوحيدة لتطهيرك منها؟؟ إنها النار ... تلقى بالنار لتتطهر من الذنوب لكي تدخل الجنة ، فهل تقدر على ذلك ؟ . إنه لأمر غير هين أخواتي وإخواني أن ندخل النار أو أن تلسعنا لسعة من لسعاتها بل إنه أمر صعب جدا و لا نقوى عليه أبداً.فلأقولها باللهجة العامية ( وش حادّك ) تدخل النار على سماع مقطع أغنية ، أو رؤية محرمة ، فإن نفسك أعز و أغلى من أن تلسعها النار، لذلك لا ننسى هذا الدعاء و لنقوله دائما و أبداً(اللَّهُمَّ طَهّرْ قـَـلْبي فـَلا يَدْخُل الجَـنَّة َ إلاَّ المُـتَّـقينْ).
و لنعاهد أنفسنا و نعمل بإعداد خطة لبقية الشهر و لاتقل بأن الشهر فات نصفه و لم تعمل فيه شيء يذكر فإن أفضل الأعمال الأواخر، فهيا لنجاهد أنفسنا و لنبدأ بإعداد خطة نستطيع من خلالها كسب رضى الله سبحانه و تعالى و لا تسمع من يقول عنك بأنك (مزوّدها زيادة عن اللزوم) فأنت تعمل لخالق الخلق و ليس للخلق و كن واثقا من نفسك ، فإن القلب عندما يكون في طريقه إلى الإرتقاء و التقرب من الله تعالى ، تنازعه وتشده النفس البشرية إلى الأسفل و تذكرة بما في دنيا من ملذات ، فنازع نفسك و اطلب من الله سبحانه و تعالى بأن يعينك ، وقل هذه الأدعيه :
( اللهم إني أسألك بإسمك اللهم المستعان ،أعِنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ).
( اللهم آتِ نفسي تقواها وزَكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها أنت و ليُّها و مَوْلاها).
( يا مُقـَلـِّب القلوب ثـبِّـت قلبي على دينك).
*****************
وانشاء الله يعينني و إياكم على على العمل بالأمور السابقة و يدخلنا الجنه ويبعدنا من النار ، اللهم آمين
و لاتنسوني من دعائكم....
الروابط المفضلة