يجب أن تجف الأقلام ..
و تطوى الصحف ..
و تتوقف الأحلام ..
و تـُـمحى الحروف ..
و يـُـلغى الكلام ..
لتـُـرفع السيوف ..
فالمسألة لم تعد مسألة شرف يـُـغتصب ..
أو عرض يـُـنتهك ..
أو أرض تـُسرق ..
أو مال يـُـسلب ..
أو تجارة تبور ..
أو مؤمن يموت ..
أو مؤمنة تنوح ..
أو طفل يـُـشرد ..
وأخر يـُـجوع ..
أو قوم يـُـبادون ..
وأخرون يـُـحرقون ..
لا ..
المسألة أكبر ..
المسألة مسألة وجود ..
مسألة محو أمة من الوجود ..
مسألة ظلم يسود ..
ليسود اليهود ..
ليت شعري لماذا نحن قعود ..
متى نفيق ؟ ..
الحكام أمامنا .. والمنافقين خلفنا .. واليهود عن شمالنا .. و أحزاب الكفر عن يميننا ..
لكن الله فوقنا .. يدعونا .. لا تخافوهم وخافون .. فخفناهم .. فزادنا الله ذلا وخوف ..
ألم يأن للذين أمنوا حمل السلاح ؟

والله إن الحال سيء .. ومن سيء لأسواء .. ومن أسواء لعذاب لا يـُـطاق
أنا لا أتحدث هنا عن اليهود أو الكفار اللذين يـُـحاربوننا ليل نهار
لا ولا عن الحكام الخونة الفاسدين الفاسقين اللذين باعوا أوطانهم على موائد القمار
ولست أتحدث عن المنافقين وبني علمان اللذين كفروا بالله وبإنسانيتهم وأزالوا عن كفرهم الستار
لا ولست أتحدث عن علماء السلطان اللذين قلبوا المفاهيم و لغزوا الواضحات .. وحملوا علمهم كما الكتب فوق ظهر الحمار ..
بل أتحدث عن مصيبة وطامة وخطر مـُـخيف ..
أتحدث عن فتحة النفاق التي إتسعت وأصبحت تجر إليها الراسخين في العلم ..
أتحدث عن زمن تغير فيه وجه الأرض .. فما هي بالأرض التي عهدنا .. ولا هي بالأرض التي رغبنا ..
أتحدث عن علماء ربانيون مؤمنين عاشوا سنين وهم يحملون قضية لم يتنازلوا عنها ..
أتحدث عن علماء نـُـحبهم ونحترمهم ونراهم رموز الصمود والكبرياء ..
ثم ..
في يوم إنقلبوا .. وتغيروا .. وظهروا بوجه غير الذي أحببناهم به ..
ولن أزيد .. فالألم شتتني وضيع أفكاري ..
لكن أقول لهؤلاء العلماء .. لماذا ؟
لماذا تغيرتم ؟ ..
لو أنكم إكتفيتم بالصمت .. وإكتفيتم بأن يربطكم بالإيمان أضعفه .. لما تعرض لكم أحدا ..
لماذا حينما خرجتم عن صمتكم المـُـذل .. نطقتم بذل ؟

أيها العلماء .. هي غضبة واحدة .. وثورة واحدة .. وإنتفاضه واحدة .. صـُـناعها المؤمنون الصادقون ..
فإما أن تكونوا مشاركين فيها .. أو .. لا تطلبوا الرحمة ..
فأنتم من تأمل فيهم المؤمنون الخير .. رغم سكوتكم وتجاهلكم لهم ..
ورغم إبتعادكم عن قضايا الإسلام .. وترككم الساحة للمنافقين ولعلماء السلطان ..
إلا أن المؤمنون كانوا يأملون فيكم الخير ..
فماذا تظنون أنهم -المؤمنون- سيفعلون بكم بعد أن رأوكم تـُـشاركون مع المنافقين وتؤيدوهم وتدعموهم بأقوالكم ؟
كيف تتوقعون أن يفعل المؤمن بمن من لم يكتفي بالنظر لعملية قتله .. بل حمل سلاح القتل مع الحاملين ؟
لا تظنوا أن الحساب فقط يوم تجف الأقلام وتطوى الصحف ؟
بل هناك يوم للحساب .. أقرب من ذلك اليوم ..
الحساب سيكون يوم تجف الأقلام وتـُـطوى الصحف و تـُـحمل السيوف .. ويصيح المؤمنون ..
قد غضبنا اليوم غضبة لله ولرسوله ..
فشاركوا في هذه الغضبة القريبة .. ولا تـُـفكروا بطلب الرحمة .. فالخارج من ذل وهوان .. لا أعتقد أنه سيرحم ..

وحسبي الله ونعم الوكيل ..

منقول