أغلقت سماعة الهاتف وقد كانت معي أختي التي تدعوني للحضور
في حفلها المقام في مركزها
نظرت للساعة كنت أحدث نفسي ياااااه كم من الوقت سيأخذ هدا الحفل
ربما ستة ساعات.... يااااااااه كم هي كثيرة بعمر الزمان
ستة ساعات فوق الكرسي للمشاهدة فقط يا ليت أخد اللاب توب معي وأستغل وقتي
لكن ... لكل مقام مقال
جاء يوم الخميس.... أنهيت أعمالي بسرعة كنت أشعر بحزن شديد على عدد الساعات
ولكن كلما تذكرت أختي وفرحتها بقدومي كي أشجعها تصاغر كل شئ أمامي
حانت الساعة الخامسة
وقفت أمام المرآة وانتهيت الساعة السادسة ...ركبت السيارة وانطلقنا
قلت في نفسي: ساعة أخرى كانت أمام المرآة يا آمال لم تحسبيها ضمن عدد الساعات المهدرة
وصلنا لقد كان المكان مرتبا أحسست ببعض الراحة
أخذوا جوالي لأنه كاميرا جادلتهم قليلا لكن....... يجب أن نلتزم بالقوانين
صعدت إلى القاعة سألت ألم يبدأ الحفل ؟؟؟
قالوا لا لم يبدأ أختي تفضلي شعرت بدوار شديد لم يبدأ كنت أتمنى أن يبدأ لينقص الوقت قليلا
حسنا أين أختي ؟؟ سأسلم عليها قبل أن أراها في المسرح
سلمت عليها بحرارة وأخبرتها أني أترقبها بلهفة...
عدت إلى القاعة الوسيعة وجدتها لم تمتلئ بعد قد وصل عدد الحضور إلى منتصفها
قلت إيه يا امال لقد حضرت مبكرا
طيب أبغى كتاب... قلم ... مسبحة... أمرر وقتي
حتى الجوال لو كان معي سأجري بعض المكالمات الهاتفية
لقد تأخروا نصف ساعة كاملة عن الموعد
رددت في نفسي أبو عرب هكذا دوما لا موعد لهم
سرحت كثيرا في منظر الحضور لقد كانوا يبدون
وكأنهم في سهرة أو في زواج رغم أنها حفلة لدار تحفيظ
فتلك تسريحة وماكياج وأخرى ماكياج سهرة وفلو وأبسطهم هنداما ستكون قد قضت على الأقل ساعتان أمام المرآة
رددت في نفسي الحمد لله أن قضيت ساعة يا آمال أمام المرآة
وإلا ستبدين بدوية حضرت للتو من خيمتك
في وسط الأزياء والماكياجات .
لو أنها لم تكن حفلة أختي لما حضرت !!!
إنها دأب نساء اليوم الزينة والماركات كم نحن نعيش أزمة منكرة في البعد عن الله
قطعوا علي حبل أفكاري
بالبسملة فقد بدأ الحفل تنفست الصعداء قليلا
كانت مقدمة الحفل رائعة تلتها آيات من الذكر الحكيم
وبدأت النشايد الترحيبية
كان الأداء جيدا والأصوات عذبة
لكن آمال تعيش أزمة فنية فليس لها أي باع في الفن !!
سمعت الحضور من حولي يقولون
إنها للعفاسي وأخرى تقول لأسامة الصافي يالله رائع لقد غيروا بعض الكلمات ووو
ابتسمت ابتسامة عريضة
تذكرت أبي كان دائما يقول لي
إنك تعيشين في أمية فنية .
بدأ مشهد مسرحي وكان قمة في الروعة
لا أتذكر نصوصه حرفيا لكن كان نقاشا يدور بين معلمة وطالبة في درس النحو
حين كانت تطلب منها إعراب جمل
وكانت الطالبة تسرد معنى للجملة وتربطها بواقع الأمة
وأطالت الطالبة في دلك المشهد العتاب على أمة المليار
وأسدل الستار
سمعنا بعدها خطابا مؤثرا للغاية عن فلسطين
استمعت له بإنصات وعشت معه بكياني حيث وضعوا مقارنة بيننا وبين نساء غزة
وكانت المقارنة فظيعة ولا مجال أصلا للمقارنة
فتح الستار
وبدأت القصة
أحمد طفل في الثالثة من عمره
فقد والده وأخاه
ويعيش مع أمه في ظروف صعبة
كبر أحمد وصار صاحب سبع أعوام ثم قتله اليهود
قتلوا روح الطفولة التي لم تلد بعد في صدر أحمد
يا ترى هل قتلوا جسده ؟؟
أم قتلوا روحه المقتولة من> طفولته
لقد كان أحمد خير له أن يعيش طفولته بين يدي ربه من أن يعيشها بين يدي صهيون
انتهت القصة
كان أسلوب سرد القصة قويا ومرفقا بصور لأطفال
ثم انشدوا أبيات شعرية
لقد كان صدري يلتهب في داخله
وجسدي يرتعد ألما مما رأيت فكيف بهم ؟؟
تدفقت دموعي بغزارة
لقد كان المشهد أقوى مني
لقد لامس ألما في صدري لا يهدأ
إنها فلسطين ... قضية أمة... قضيتنا جميعا
ترى متى ستتحرر فلسطين ؟؟
....
أحضر لي الحضور مناديل وقليلا من الماء
هدأت قليلا لقد انفعلت بشدة
تلفتت حولي ... يبدو أني قد لفت أنظار من حولي بشدة بكائي
لفتني سحابة حزن
فلم أعد أرى شيئا جميلا بعدها
ثم أردفوا المشهد بدعوات للشيخ مشاري العفاسي
لفلسطين
أمن عليها الحضور وأمنت عليها بحرارة
وقد حان وقت صلاة المغرب
جلست لنهاية الحفل الذي انتهى متأخرا
عدت للبيت أسابق الريح
عذرا فلسطين
عذرا مسجدي الأقصى
سأظل حزينة ... وسأظل مرابطة ... وسأربي أولادي بأفضل ما عندي
فربما يحققوا لك نصرا لم أحققه
سأظل أتذكرك وادعوا لك وأدعمك بمالي ما حييت
ومن يدري ؟؟
لعل الله يكرمني بصلاة فيه قبل الممات .
الروابط المفضلة