الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد :
اخوتي اخياتي على درب الحق ...
إن من اعظم نعم الله عز وجل ...
أن فتح باب التوبة وجعله فجرا تبدأ معه رحلة العودة ..
بقلوب منكسرة ودموع منسكبة وجباه خاضعة ..
قال الله تعالى :
" نبيء عبادي اني انا الغفور الرحيم "
وقال تعالى :
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
ويقول تعالى حاثا على التوبة والرجوع والاوبة :
" وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون "
ورمضان فرصة عظيمة للتوبة لمن صدق مع الله تعالى
فهـاهو الان يريد التحدث والحوار ...
مع كل صائم يريد التوبة والخلاص من الاثام ...
ومع ذلك الحوار اترككم لنصل الى خلاصة الكلام بارك الله فيكم
رمضـــان :
أنا شهر التوبة وشهر الرحمة جئتك أيها الصائم لأفتح قلبك للرحمن .
الصـائم :
أهلا ومرحبا بك .
فما أجمل قدومك ... فأخبرني عن حالك ..
رمضــان :
أنا شهر التائبين .
شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتوصد فيه أبواب النار ...
وتغل فيه الشياطين وتصفد فيه مردة الجن ...
فزماني خير زمان للتوبة والإقبال على الله ..
الصـائم :
لكني قد غلبتني الشهوات وتسلط علي الشيطان
فاخبرني كيف الخلاص ...
رمضــان :
أيها الصائم ما أسهل طريق التوبة ..
فشهر رمضان تضعف فيه الشهوات وتصفد فيه الشياطين..
فتقوى نفسك الطيبة ...
فما عليك إلا أن تعـزم التوبة وتقاوم الشيطان ...
فهو أمامك ضعيف في رمضان ...
فإذا أضفت الى ذلك قراءة القرآن ومداومة الصلاة ...
فقد جمعت أعظم سلاح لوأد الشيطان ...
ومن هنا يتولى قلبك الرحمن فيضفي عليه الرحمات ...
ورب رحمة واحدة كانت سبب سعادتك في الدنيا والآخرة .
الصائم :
أنا أريد التوبة ... أريد أن اسكب دموع التائبين ...
ولكني أشعر بضعف الإرادة ... فكيف النجـاة .. ؟؟
رمضــان :
ألم تسمع ما قاله الناظم عني :
أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد
فما عليك إلا ان تصلح صومك وتكثر من قراءة القرآن والصلاة في المسجد ..
وان تبتعد عن جلساء السوء وتجالس الصالحين .
عندها سوف تقهر الشيطان ويفرح بقدومك الرحمن ...
فيزيدك قوة الى قوتك و إيمان الى إيمانك ...
فهيا أقبل تعال ... فأنا أنتظرك ولا تتأخر ...
فما أسرع رحيلي عنك ... فاسرع قبل فوات الأوان ...
الصائم :
أجل سأحاول ...
أرجوك ساعدني ... أمسك بيدي فأنا أشعر بنشوة التوبة ...
قلبي بدأ ينفتح ... فلمساتك الحانية وصلت الى فؤادي ....
ربــــاه ها أنا عبدك الظالم لنفسي جئتك مسرعا تائبا فاقبل توبتي ...
الهي من لي سواك فاقبل توبتي واغفر ذنبي ..
أجل ... سوف ازرع رمضان بالطاعة وأسقيه بدموع التوبة ....
يــا رمضان ... أدخلت السرور لقلبي وزرعت الإرادة الصادقة ...
فبعدا لك أيها الشيطان ...
فاليوم يومك ان تصفد ويومي ان أكون حرا طليقا ...
فمنذ اليوم ساكون عليك قويا سأحمل عليك بسلاح الطاعة والإيمان ...
وستبقى ضعيفا أمامي وأمام التائبين الأقوياء
" إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
أخي أختي في الله ..
كلنا أصحاب ذنوب وخطايا وليس منا من هو معصوم عن الزلل والخطأ ...
ولكن خيرنا من يسارع الى التوبة ويبادر الى العودة :
تحثه الخطى , وتسرع به الدمعة ...
ويعينه أهل الخير رفقاء الدنيا والآخرة ...
فإن من واجب الاخوة في الله عدم ترك العاصي يستمر في معصيته ...
بل يحاط بإخوانه , ويذكر وينبه ولا يهمل ويترك فيضل ويشقى .
أرأيت إن نزل به مرض او شأن من أمور الدنيا كيف تقف معه وتعينه ؟!
فالآخرة أولى وأبقى
أخي أختي الصائمة :
بادر إلى التوبة ودع عنك سوف ولعل ...
ولا يغرك طول الأمل فإن الموت يأتي فجـأة ...
والموت يطلبك في كل لحظة .. !!
مضى امسك الأدنى شهيدا معدلا ... ويومك هذا بالفعال شهيد
فإن تك بالأمس اقترفت إساءة ... فثن بإحسان وأنت حميد
ولا ترج فعل الخير منك الى غد ... لعل غدا يأتي وأنت فقيد
فلنجد في التوبة ولنسارع إليها...
فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى ...
ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد ...
فسارع الى التوبة وهب من الغفلة ...
واعلم ان خير أيامك يوم العودة الى الله جل وعلا...
فاصدق في ذلك السير...
وليهنك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "
" لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم
كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه
فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ,
فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده
فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح :
اللهم أنت ربي وأنا عبدك , أخطا من شدة الفرح "
ألا يبهركم هذا الترحاب الغامر ..!!
أتروا سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟
إن أنبل الناس عرقا و أطهرهم نفسا ...
قلما يجد فؤادا يتلهف على لقائه بمثل هذا الحنين .
فكيف بخطاء أسرف على نفسه وأساء الى غيره ؟
إنه لو وجد استقبالا يستر عليه مامضى..
لكان بحسبه ذلك الأمان المبذول ليستريح ويشكر
أما ان يفاجأ بهذه الفرحة وذلك الاستبشار فذلك ما يثير الدهشة ..!!
لكن الله أبر بالناس وأسر بأوبة العائدين إليه مما يظن القاصرون !!.
جعلني الله وإياكم ممن إذا زل ثاب وتاب
ورزقنا توبة نصوحا قبل الموت وتقبل منا صيامنا وقيامنا
وتجاوز عن تقصيرنا وآثامنا وغفر لنا ولوالدينا وإخواننا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
[ram]http://awam.motken.com/yasadeq.ram[/ram]
الروابط المفضلة