كن مع الله ولا تبالي
نعم في يوم الأحد من هذا الأسبوع
تحققت من معنى هذه الكلمات الجميلة
صدقت معي هذه المقولة على أرض الواقع
والقصة كما يلي ولكم الحكم:
أعمل محاسبة في إحدى الشركات
ولأن زميلي في العمل مريض فقد أصبح
معظم العمل على كاهلي وزميلي هذا هو أخ
لمدير الشركة ولكون المدير مسافراً فقد
ترك لأخيه مجموعة
من الشيكات الموقعة على بياض تحفظ في خزنة
الشركة وعند كتابة أي شيك يتم نسخه وتوضع
النسخة على الأرواق الثبوتية لغرص الصرف
وللعلم زميلي هذا محل ثقة لم يسبق له
أن يخل بالأمانة حتى لا يتبادر إليكم
بأنة سبب موضوعي،
ولسبب مرضه أوكل بمفتاح الخزنة إلى زوج أخته
(هي شركة عائلية) وهو أيضاً موضع ثقة
(المهم أن كل العائلة أناس أفاضل يحجون
كل سنة ويزكون من مالهم ويقدمون
الصدقات بكثرة ليس هذا مما أسمعه
ولكني أراه بعيني، ولذلك كما يقول زوجي
إن الله يبارك لهم دوماً من أفعالهم الطيبة،
حتى إن مكاتبنا مثلاً غير مختلطة فكل شخص
لديه مكتبه ولا يشارك به غيره)
– عفواً خرجت عن الموضوع –
المهم إحتجنا إلى عدة شيكات وكان علي
كتابتها وأخذ النسخ ولكن هذه المرة
نسختان نسخة الملف ونسخة لزوج أخت زميلي
لأنه مؤتمن على الموضوع كما كان علي توزيع
هذه الأموال التي سحبت من البنك على
أصحابها وتلك عملية روتينية تعودت عليها،
ولكن هذه المرة كان علي الإنتظار لبعض
يوم ثم أسحب الأموال طبعاً إحتفظت بالشيكات
الغير مصروفة في درجي وكان من بينها عدد
من الشيكات (كاش) أي يستطيع أي
شخص صرفها، وفي اليوم التالي صرفت
عدد منها وليس كلها، ثم أنني تغيبت يوماً
عن العمل بسبب ولادة أختي أي إنشغلت
واحتاج مديري إلى شيكاً بعينه فأخبرته
وكان لديه نسخة من مفاتيح مكتبي فأخبرته
بمكان الشيكات وفي اليوم التالي حينما عدت
قمت بصرف شيكات أخرى وكتبت أيضاَ شيكات
أخرى جديدة وينفس النمط صرفت بعضها والباقية
بقيت في درجي، وفي يوم الثلاثاء بنهاية الدوام
سألتني إحدى الزميلات عن مبلغ معين فقلت
لها الشيك جاهز ووعدتها بأن أعطيها في
اليوم التالي.
وبحثت عن الشيك ولم أجده في درجي
بحثت في كل مكان ولم أجده وحلت إجازة
الأسبوع ويوم السبت بحثت أيضاً و قلقت
فأنا متأكدة إنني لم أصرف الشيك لأسباب
معينة كما يثبت ذلك تقرير البنك، كما أن
مديري 100% لن يأخذ الشيك ولمدة 3 أيام
أبحث عنه ولم أجده ولم أخبر مديري لشعوري
بالإحراج لأنه شيك يصرف كاش وقررت أن
أصرف المبلغ من راتبي وأسلمه لصاحبه
وحينما أجد الشيك أصرفه لأنني كنت متأكدة
من وجوده في مكان ما (أي سقط سهواً
في أي مكان بين مكتبي و مكان وجود الخزنة
مع إنني بحثت) ولأن أي شيك يستحق إلى
6 أشهر من تاريخه، عدت في اليوم التالي
وقد عقدت العزم على دفع المبلغ من جيبي
كما أسلفت ولكني عقدت العزم على البحث
ثانية وقبل البحث كان في يدي كتاب الأدعية
فقلت في نفسي لابد من وجود دعاء في
حالة كهذه بحثت ووجدت الدعاء عند الخوف
أو الكرب فدعوت الله بتلك الأدعية وفور إنتهائي
بحثت عن الشيك ولم أجده وفوضت أمري إلى
الله وبعد نصف ساعة تقريباً ناداني مديري
وقال يوم الخميس بعد ذهابك إلى البيت جاء
زميلك إلى العمل ووجد على مكتبه إحدى
الشيكات الموقعة ووضعها مع المستندات
المرفقة معها في الملف
(تصورا يوم الأربعاء بحثت عن الشيك في الملف
ولم أجده) وقال لي المدير لقد نسيت إخبارك
بالأمر عليك الحذر في المرات المقبلة قلت له
منذ 3 أيام وأنا أبحث عن الشيك ولم أجده
مع إنني دخلت مكتب زميلي لأخذ الملف عدة
مرات ولم ألحظ وجوده لأنني لم أكن أحب البقاء
في ذلك المكتب طويلاً لأن زميلي لا يحب
دخول أحد مكتبه في غيابه إلا للضرورة
وهو من يوم الخميس لم يحضر- فسبحان الله
الذي دلني عليه حين دعوته وأنسى مديري
حينما نسيت دعوته فقلت في نفس
حقاً من كان مع الله كان الله معه.
فكم من المرات نكون في حرج وضيق
ويكون الدعاء هو نصيرنا وحاجتنا ومعيننا
وينسينا الشيطان لعنة الله عليه الإلتجاء
إلى الله وأخبرت زميلتي عن الدعاء
فقالت سبحان الله كم نغفل وينسينا
الشيطان ذكر الله وتعاهدنا أنا وزميلتي
أن نداوم على الدعاء مهما كانت الظروف
فمن كان مع الله كان الله معه.
عذراً للإطالة
الروابط المفضلة