انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: موضوع يستحق القراءة ......... انتظر الردود

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2001
    الموقع
    الرياض
    الردود
    956
    الجنس
    أنثى

    موضوع يستحق القراءة ......... انتظر الردود

    العقلية الريعية في الثقافة العربية

    صحيفة الوطن السعودية
    الجمعة 27 ربيع الأول 1429هـ الموافق 4 أبريل 2008م العدد (2744) السنة الثامنة


    عبد الرحمن الوابلي
    يحكي لنا التاريخ وبفخر، أن الخليفة العربي العباسي الفذ والشجاع والطاهر والسخي والمتدين، أمير المؤمنين، هارون الرشيد، الذي كان يحج عاماً ويغزو عاماً، ويصلي باليوم أكثر من مئة وستين ركعة لله سبحانه وتعالى، كان يوماً جالساً تحت شجرة، فعبرت من فوق رأسه سحابة، فقال يخاطبها، بفخر وعزة واثقة " أمطري يا سحابة أينما تمطرين، فسوف يأتيني خراجك." وأخذ العرب مقولته هذه ليثبتوا ويدللوا بها على عزة ملكهم وسعته وقوته وسطوته آنذاك. هذا طبعاً بعد ما أفلسوا وأصبحوا لا يملكون أو يحكمون حتى بيوتهم. ولو كانوا يعقلون ما يقولون لما وصلت حالتهم إلى ما وصلت إليه، ولما افتخروا بمقولة هي بالأول والأخير سبب ما هم فيه من انحدار وإفلاس.
    وذلك لكون اقتصاد الدولة يعتمد على دخل واحد وهو المطر. وهذا المصدر الوحيد، هو ريع، أي لا يعتمد لا على جهد عقلي أو حتى بدني لا من الناس ولا حتى من قبل الدولة نفسها. وهذا ما يسمى بالاقتصاد الريعي. والدولة التي مصدر دخلها ريع، يكون الناس فيها آخر مصب اهتماماتها. حيث هم إن لم يكونوا عبئا على دخلها، فهم لا يقدمون ولا يؤخرون لا في وفرته ولا في ندرته. إذاً فسكان الدولة الريعية هم رعية، مثلهم مثل باقي الرعايا فيها، هذا إن لم يكونوا أقل منها إنتاجية.
    وعكس الاقتصاد الريعي هو الاقتصاد الإنتاجي. أي أن يكون مصدر دخل الدولة هو إنتاج الناس من سلع أو خدمات والذي يتخصصون فيه ويتميزون، ويسعون دوما لتطوير أنفسهم وأدواتهم وآلياتهم ومناخاتهم الحياتية والسياسية والتعليمية والثقافية، من أجل تحسين منتجهم، حتى يظل في المقدمة ولا ينافسهم عليه أحد. والدولة التي يعتمد دخلها على الاقتصاد الإنتاجي يكون سكانها ومصالحهم مصب اهتمامها. حيث هم سبب وجودها وقوتها وعزتها. ولذلك فهم مواطنون وهم مركز الاهتمام والرعاية وحفظ الحقوق من قبلها.
    وخطورة المصدر الاقتصادي الريعي على الدولة والرعية ليست فقط إمكانية نفاد هذا المصدر في أي لحظة لسبب طبيعي أو آخر. وإنما تبعاته السلوكية والذهنية على الناس. حيث يتبعه وبالضرورة ما يسمى بعلم الثقافة "العقلية الريعية".
    فالخليفة هارون الرشيد عندما شاهد السحابة، تأكد من أن خراجها سوف يأتي لخزينته، ثم يصرفه على من شاء ومتى شاء وأين شاء وكيفما شاء، ويحرم منه من شاء ومتى شاء وكيفما شاء. إذاً فهو وحده في الدولة كلها، المعطي والرازق والواهب والمانع كذلك. وهكذا اكتسب أمير المؤمنين لقب "ظل الله في أرضه" وعن جدارة.
    ولذلك فقد ازدحم بلاط الخليفة وضج بجميع فئات وأنواع المجتمع، على مختلف تخصصاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم، من فقهاء وعسكر وشعراء وفلاسفة ومؤرخين وحكماء ومهرجين ومنجمين وتجار ومغنين ومغنيات وحتى جوار وراقصات. كل منهم يسعى لهدف واحد، وهو الاستمتاع بمشاهدة نواجذ أمير المؤمنين البيضاء تلمع من فرط الضحك والسرور. لأن نتيجة لمعانها، حتماً سيتبعها لمعان دراهم الذهب والفضة التي ستدخل جيوبهم أو جيبه. وكلٌ طبعاً يتحاشى أن يشاهده مقطب الجبين، لأن ذلك يعني تحول حالته من مرتاد لبلاط أمير المؤمنين، وهذا بحد ذاته شرف لا يعلوه شرف وفرصة لا تضاهيها فرصة للثراء السريع الفاحش. وهو حصن منيع، لا يحتاج أحد منهم بعده لواسطة ولا شفيع، إلا متسول وضيع، يتحاشى التصدق عليه الكبير والرضيع. هذا إذا كان محظوظاً ولم يقطع رأسه بإشارة من رمش عين أمير المؤمنين يلتقطها بحس أمين سيافه حامل سيفه ذي النصل المتين.
    وكل من في الدولة يسعى لرضاء أمير المؤمنين، وبنفس الوقت، يخشى غضبته من ولي عهده حتى أصغر راع فيها. لم لا وهو الوحيد القادر على تحويل الإنسان من حال إلى حال من دون حاجة لجواب أو سؤال. وذلك لكونه ليس بحاجة لخبرة أحد أو تميز أحد أو صدق أحد أو وفاء أحد، ما دام خراج السحاب يدر على خزائنه أينما أمطرت. فبالخراج وحده يستطيع أن يستبدل ويغير من يشاء. خاصة كون من لديهم استعداد لخدمته يقفون طوابير خلف بوابة ديوانه. وهكذا تزداد المؤامرات والدسائس في بلاطه وقصوره. ويشترك في نسجها وحياكتها حتى الخدم والجواري.
    وهذا ما حدث بالضبط لعائلة البرامكة، الذين خدموا هارون الرشيد لخمس وعشرين سنة وأسلافه من قبله في إدارة الدولة. حيث قام بتصفيتهم عن بكرة أبيهم. وكانت تبريرات حكماء وفقهاء و مؤرخي بلاطه جاهزة لتبرير فعلته الشنيعة هذه. أي بعد ربع قرن من خدمته وهم متواجدون معه في بغداد ويوميا يحضرون بلاطه، ويناقشون معه دقائق وتفاصيل أمور الدولة، اكتشف وبإلهام من الله تعالى أنهم هم مصدر البذخ والتبذير والفسق والمجون وتشويه سمعته والتآمر عليه. لم لا وهم سلالة فارسية مجوسية همها التآمر على الإسلام والمسلمين.
    ولذلك يزداد المنافقون نفاقاً والكذابون كذباً، والأثرياء ثراءً والدجالون دجلاً والأغبياء غباء والمهووسون بحب السلطة هوساً. ويصبحون هم نخبة المجتمع وقيادات الدولة. وتصبح مزاياهم وأخلاقياتهم هي الطاغية في ثقافة المجتمع، حيث يتم تلبيسها لباس الصلاح والعفة ويصبغ بعضها بصبغة دينية. وتنعدم أخلاقيات العمل وحب الإنتاج والاستقلالية. ويصبح مثلاً المنتج بيده، وضيعاً وحقيراً لا يزوج، ومناسبته مدعاة للمعرة والمضرة. والتسول واللصوصية والنفاق والكذب والغش في كسب الرزق، أفضل وأشرف بمراحل من العمل اليدوي. وتصبح ميزة الفرد المطلوبة هي عدم تميزه. إلا بإبراز ولائه وانتمائه العصبي أو العقائدي التقليدي.
    ولا يكون هنالك مجال للتغيير أو التطوير في حسابات العقلية الريعية. وتتمسك بميزتها التقليدية الوحيدة وهي التقليد. ففي فهمها، لن ينفع الخلف أفضل مما انتفع به السلف. ومن شذ شذ بالنار. وترمي بالكفر والزندقة والردة كل من سولت له نفسه تغيير ما عليه وما خبرته الأمة من قبل. أو تجرأ على عرضه على العقل وطرحه للجدل أو النقاش.
    ولا يمكن المراهنة على أي تغيير أو إصلاح سياسي أو قانوني أو ثقافي في المجتمع الريعي إلا بتحويل مصدر دخله الريعي الوحيد إلى إنتاجي ومتنوع. عندها تعلو قيمة وميزة الإنسان المنتج. والذي يصبح حينها مصدر دخل الدولة والعماد الرئيسي لعزتها ومنعتها ودوامها. ففي المجتمع الريعي لا يمكن اكتشاف الخلل والمرض بسهولة وجلاء. حيث الأموال التي تدر عليه كفيلة بالتغطية الآنية على كل عيوبه وتشوهاته. وكما يقول المثل الشعبي " الدراهم مراهم تداوي كل الجروح." ولكن عندما تنتهي أو تقل هذه الدراهم، سوف تنفجر الدمامل بصديدها وقيحها وعفنها وتنزف ألماً وكوارث تقضي على الأخضر واليابس.
    لقد أثبتت لنا بعض البحوث التاريخية الحديثة أن هارون الرشيد لم يحج ولا مرة. وكذلك لم يغز حيث لم تسجل أي معركة مشهورة أو غير مشهورة في عهده الطويل. هكذا يكتب المجتمع الريعي تاريخه وهكذا تتقبله العقلية الريعية وتردده بِبَبَّغائية، يحسدها عليها أجود فصائل الببغاوات ترديداً في العالم.
    وفي الختام من الواضح أن بلادنا تمر بحالة تحول نحو الاقتصاد الإنتاجي وفقا لسياسات التي يضخها علينا كل يوم خادم الحرمين الشريفين تارة بأنظمة معلنة وتارة بتصريح واضح منه، وتارة بتشجيع التعليم والجامعات.
    والاقتصاد الريعي مهما بلغت ثرواته فهو لا يمكن أن يشبع كل مواطن، وإنما مبادرة الفرد وإنتاجه وبذله الجهد والعرق في ظل دولة مستقرة وعادلة هي التي ستوفر لكل إنسان نصيبه وفق جهده.
    * كاتب سعودي



    --------------------------------------------------------------------------------

    حقوق الطبع © محفوظة لصحيفة الوطن 2007

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    القاهره
    الردود
    239
    الجنس
    انتى غريب
    سبحان الله
    الله يهديك

    من انت علشان تنتقد هارون الرشيد

    وتجيب قصص مكذوبه كمان

مواضيع مشابهه

  1. موضوع يستحق القراءة
    بواسطة ملاذالدنيا في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 3
    اخر موضوع: 22-02-2011, 08:26 AM
  2. موضوع يستحق القراءة ......... انتظر الردودو
    بواسطة anna في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 0
    اخر موضوع: 07-04-2008, 11:02 PM
  3. موضوع يستحق القراءة
    بواسطة ضبي الهدا في نافذة إجتماعية
    الردود: 5
    اخر موضوع: 01-11-2006, 06:58 PM
  4. موضوع مهم يستحق القراءة
    بواسطة ام شوق في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 01-08-2001, 03:46 AM
  5. موضوع يستحق القراءة
    بواسطة حروف1 في نافذة إجتماعية
    الردود: 1
    اخر موضوع: 28-06-2001, 01:09 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ