أخيتي شيماء .. لا يعرف الأنكسار (أنكسار الخاطر).. إلا من كان له في الوداع طريق طويل يمشي فيه بأستمرار..
إليك ماكان مني من كلمات في الوداع وليس أي وداع أنه وداع أعز الأحباب
فلذت كبدي..
هنا أقول .. الوداع بكل أنواعه عذاب .. وكل مفارق لحبيبه يذوق العذاب ..
وهناك درجات في العذاب ..
ويبقى الشوق هو من يرسم ويحدد ذلك العذاب وقدره..
إليكِ عباراتي المتواضعة :
فأنا ممن يعترف بأن الحزن ليس له عنوان !!
نعم .. طريقه مرسوم بل محفور .. يبدو واضحا ..للشاهد من ذو البصيرة ورشيد العقل .. وقوي الإيمان ..
ليس للحزن عنوان .. ولا يختص بأشخاص ولا يعترف بمستويات ولا يهتم بمن أنت تكون !!
ليس له وقت .. يأتيك حينٌ على غفلة .. وحينٌ يطرق الباب (يستأذن قبل أن يحل)!!
وحين ترسمه بيدك أنت !! تختاره أنت بمحض إرادتك لتجعله يزين حياتك !!
وحين يفرضه الآخرون عليك .. ماأصعبه!!
هناك من هو مجبور أن يمشي فيه ..طريق الأحزان
والكثير يحاول أن يحيد عنه .. والأكثر يمشون فيه منهم رغبة وآخرون غصبا..ليس لديهم غيره خيار..
عندما تعيش الفرحة بكل معانيها .. وتنسى معها كل الأحداث .. الحاضرة والمستقبلية ..
عندما تأخذك الفرحة والبهجة والسرور إلى عالم آخر تنسى فيه كيف كان بالأمس حالك !!
وتمضي بك الفرحة .. مسرعة .. وتنتهي !!
تتسأل :
لماذا أفراحنا .. لها نهاية .. دائماً ؟
بينما تظل الأحزان تلتف حول أعناقنا حتى نظن أننا لم نفرح قط .. ولن نفرح من بعد !!
عندم تعيش في نعيم الفرحة .. المؤقتة .. وتعرف أنك سوف تفيق منها عاجلاً أو آجلاً ..
تماما مثل المحكوم عليه بالأعدام .. يعيش أيامه الأخيرة تلبي له كل الطلبات ..
فماذا تفيده تلك اللحظات وهو يعلم أنه مودعها .. فلا تطيب له ولا يلقى لها بال !!
عندما تعيش السعادة .. وتعلم أنك مودعها .. ومكمن الحزن كله عندما تعلم متى سوف تنتهي تلك السعادة (باليوم والساعة )..!!
عندما تستقبل حبيب وغالي وتحضنه .. وفي لحظة الأحضان .. تنتبه بأنها سوف تتكرر ولكن سوف تكون أحضان الوداع والفراق .. فتشتعل بك الأشواق وتتدفق الدموع وتنتحب الأهات .. ويعتصر القلب ألماً .. وتهتز انفاسك لتنطلق مودعة كيانك .. لايعلم الحاضرون لماذا كل هذا .. يظنون أنها فقط شوق لحظة اللقاء .. وما ظنوا إنها تمتزج .. بلحظة الفراق .. والتي سوف تحدث من بعد ذلك اللقاء ..
ماأصعب أن تمزج فرحة اللقاء مع حزن الفراق ..
وما أصعب أن تعيش لحظات الفراق من غير أن تعلم .. هل هناك من بعدها لقاء !!
من قبل ومن بعد أمنت بك ياالله
أمنت بك ياالله ..
وأعلم أن أمر المؤمن كله خير فأن أصابته ضراء صبر وإن أصابته سراء شكر وفي كل الأحوال هو له خير فيها..
في حفظ الله ياولدي وفي كنفه زودك الله التقوى وغفر ذنبك ووجهك للخير حيث و أينما كنت ..
فقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : ( " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). رواه مسلم.
اللهم اجعلنا منهم ..
ودعتك ياأعز الأحباب بكلمات ليس لي غيرها ..
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
أم بدر
الروابط المفضلة