في يوم الأرض ... فلسطينية لم تنسها الأيام حكاية أرضها المصادرة
[/COLOR]فجر كل يوم تنطلق الفلسطينية الحاجة أمينة عبد الرحيم من قرية شمال نابلس في الصباح الباكر إلى أرضها التي تفلحها، وتعود منها ببعض النباتات البرية التي تعدها في طعامها المفضل بعد ساعات طويلة تقضيها في رعاية أشجار الزيتون التي تستبشر بها خيرا هذا العام.
ولكن ما زال في حلق الحاجة أمينة غصة، منذ أن صادرت قوات الاحتلال جزءا كبيرا من أرضها قبل نحو ثلاثين عاما لتقيم عليها مستوطنة إسرائيلية.
أمينة تقترب من عقدها السابع، وإلى الآن لم تضع المنجل من كفيها، لتستريح ولو في أواخر عمرها من عمل طالما أرهقها وأحبته.
حدثتنا أمينة بعد أن تنفست الصعداء لتقول "منذ الصغر كنت أذهب إلى الأرض وأفلحها وأعتني بها، وكان أبي دائما يصطحبني معه، ويرى فيّ الأمل المتبقي له في الحفاظ على الأرض، وكان يوصيني دوما بأن لا أتركها، وبالفعل فقد كنت أشعر بأني قريبة منها، وأعتني بها كما لو كانت أحد أبنائي".
وفي ذكرى يوم الأرض يحدو الحاجة أمينة أمل زيارة أرضها المصادرة وتضيف "رغم أني أواسي نفسي أحيانا كثيرة بالعمل في الأرض التي لم تصادر، إلا أن حنيني لأرضي المصادرة لا توقفه حدود، ولا تكفيه الذكرى، وأنا متيقنة أنه وفي يوم قريب سأغتسل بتراب تلك الأرض، وأعود لزراعتها مجددا كما كنت".
وتشير أمينة إلى أن الاحتلال صادر أرضها التي تزيد عن عشرين ألف متر مربع، بأمر، ووضع يده عليها دون سابق إنذار "فقد كنا نجلس في البيت، وإذا بمختار القرية يأتي لنا ويقول بأن عددا من الجنود الإسرائيليين يخيمون في أرضكم، ويمنعون أحدا من الاقتراب منها وفورا توجهنا أنا وأبي وأمي والجميع إلى الأرض، وبالفعل لم نستطع أن نقترب منها، فقد وجدنا المئات من المستوطنين في الأرض، وكان يحرسهم جنود الاحتلال" وعندما حاول أبي الاقتراب هددوه بإطلاق النار، وقالوا له كلمة لا زال صداها يرن في مسامعي "هذه أرض مصادرة بأمر من الحاكم العسكري الإسرائيلي، ارجع للبيت".
وتتابع أمينة "لم يكن بيد والدي حول ولا قوة، خاصة أن آلاف الدونمات من أراضي القرية تم مصادراتها في ذلك الحين (الدونم يساوي ألف متر مربع) وسرقت الأرض أمام أعيننا ولم نستطع تحريك ساكن".
وإن كانت أمينة تستودع الله في أرضها المصادرة، فهي تخشى في الوقت نفسه أن يصادر الإسرائيليون الأراضي المتبقية، خاصة بعد تسليم أهالي القرية إخطارات مصادرة من الإدارة المدنية الإسرائيلية للعديد من الأراضي فيها، وذلك لتوسيع المستوطنة المقامة سابقا.
وتعيش الحاجة أمينة وغيرها من رفيقات دربها من جيران الحي حالة من القلق والخوف، خاصة بعد سماعها أبناء جديدة تتحدث عن نية إسرائيل تحويل مسار الجدار الفاصل عبر أراضي القرية.
من جانبها قالت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية إنه منذ عام 1967 أقيمت في أراضي الضفة الغربية -تشمل شرقي القدس- 135 مستوطنة إسرائيلية أقرت بها وزارة الداخلية الإسرائيلية، بالإضافة لذلك أقيمت في الضفة الغربية عشرات البؤر الاستيطانية.
وقالت المنظمة في بيان لها "سُلبت -في ظل نظام عنصري- مئات آلاف الدونمات من أراضي السكان الفلسطينيين، واسُتخدمت لإقامة عشرات المستوطنات وتوطينها بمئات آلاف المواطنين الإسرائيليين، ومُنع كافة الفلسطينيين من الدخول لهذه الأراضي واستعمالها، واستٌُغل وجود المستوطنات لتبرير المس بقائمة طويلة من حقوق الفلسطينيين، بما فيها حق السكن، وحق كسب لقمة العيش وحق حرية التنقل".
المصدر: الجزيرة نت
الروابط المفضلة