إسفافٌ بذوي الأحلام وإجحافٌ لوقع الأيام ، أن أُتبع الحرف قرينه خطاباً عن مكانة المرأة تبياناً لثقلها على ميزان الحياة ..

ورقة خاصة في المؤتمر ونقطة حسّاسة إذ تُذكر ، الكلّ يدّعي لها نُصرة وأنّ دربه مسلك الفطرة ..

لن أحلق بالأفق بعيداً .. فحُـقّ لبنت البلاد أن تُـضج لها المنابر وتُفنى لأجلها المحابر ..

أغدقوا عليها وابل المطالب بقولهم حقوقاً مضيّعة ، ازدانت نفوسهم أمراً فزيّنوه لها وتنادوا إرساخاً له ، أوهموا الملأ أنّ أقلامهم سطرت وشفاههم همهمت ليرفعوا عنها حُـجُـباً ضيقت نظرتها ووطآت كتمت أنفاسها ..

وأصبحنا مجرّد ردّة فعل ومصدّة جازف ، منهم صناعة الأفكار وعلينا التمحيص بقبول أو رفض ( دروعٌ بلا نصل ) ..

ولنا في قيادة المرأة للسيارة مثل .. كنا نظنها إشاعة أطلقها أحد التافهين ومن تاه في بحور سفهه ، فأُلجمنا أن صار الحد الفاصل لأن تكون المرأة قائدة للمركبة رضا بني قومي ، بحديث لم تحويه بعد الآذان ولم يكن له بالبال خاطر ..

وفي تدرجات لأهل السفالة تراهم سعوا لصروح رياضية نسائية ، لـتُـظهر المرأة فنوناً كامنة ، وأسدلوا على سوء النوايا بستارات ضمان خصوصيتها وإطباقة الأعين عنها ..

وسنتجرّع الآلام .. إن أطلقنا للأذهان ذكرى ..

ومازلنا على العهد .. أصحاب مبدأ نفنّد ذوي الفكر المشوب ..

ولكن .. أيفهم الناس ما نريد ؟؟!

ألبسونا ثياباً لطختها الأوحال .. رمونا ببغض كلّ فكرة وقذفونا بحملة شعارات الـ ( لا ) ..

وللمرأة جبلة المطالبة بحقها ( وحُق لهنّ شقائقنا ) .. ذي هند بنت عتبة ، تجرّ جلبابها وتشقّ لها فجّـاً بين صفوف اصطفت أمام المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – وبتوّها قد اغترفت من مناهل الإسلام ، ومع ذا تشكي شحّ زوجها وتبحث عن حقها منه ..

فيا دعاة الإصلاح ... آن لأن يعلو هديلكم نباحهم ..

لنلتفت للمرأة .. ونطالب لها بحقّ غيّبوه ومطلب ضيّعوه ..

أ نسينا عيشة العانس ؟ محرومة الزوج المؤانس ، ذاقت دمعة اليتم تحت كنف والديها ، لننثر لها الحلول ولنجتثها من مراكن الحزن ..

المرأة ضعيفة في خلقتها ويزداد انكسارها بمرض يلمّها .. فلا تلوثوا منبع الحياء بتشخيص الذكور ، أريحوها من عناء يهدّها وطالبوا بمراكز علاج خاصة ببني جنسها قبل أن يبحثوا عن نوادٍ تلعب بها ..

بل ما ذنب امرأة تُـجهد بالعمل وقد ازدوجت عندها الآلام ( ألم حمل وألم شغل ) ، ما ملكوها إلا أياماً لراحتها بعد وضعها وكأنها مكمن المعاناة ، وتناسوا ضنا يُـسلب من حضن أمه ..

رفقاً بنسائنا .. كاد الرهق ليطيح بكيانها ، لا تساووها عندما تعمل بالرجل ، عجلوا بتقاعدها ولتهنأ بحياتها فهي الهينة اللينة ..

أما أمنوها بلزمة التحضّر ؟ .. قلا تنسوها من أوراق تطلب عنها بمكتبات خاصة لتـنعم بجوّ مطمئن وإفادة مرجوّة ..

ولأنها ذات دور لا يُـجهل فستتكبد نصباً وستحمل عبئاً .. فلنحـبّـر لأجلها طلباً بأفنية للهو مباح ، تحاط عن سوءة الأنظار لترفع عنها الخمار ..

ولنحمل مراسينا عن موانينا ونشطّ بها على ضفاف الخليج .. سائلوها أي ثمار جنتها المرأة من دعوات سبقتها ، بل ما خسرت ؟ وماذا ضيّعت ؟ ..

كذلك .. فخبروها أننا بغاة خير ، نصبنا بنحورنا عقبات أرداتها مطية للسوء ..

أفهموها أن دونها صدورنا ، نرد سهاماً همّت بعرشها تحطيماً وبتاجها تهشيماً ..

ليعلم الورى من نحن .. درجات توطأ ليرقى المجتمع ..

..
..
..

ولنا في الجنة لقيا ..

فتى ..