انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: رفقة الخير معكى تبقى لحياة حلاوة مهما بلغ شعث الهموم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الردود
    8
    الجنس

    flower3 رفقة الخير معكى تبقى لحياة حلاوة مهما بلغ شعث الهموم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    :
    رفقة الخير .. معكـِ تبقى للحياةِ حلاوَة مهما بلغ شعثُ الهمُوم
    افصح عن حبك يا رجل
    لي صديق يعمل عملاً إداريًّا يحتاج فيه إلى توقيع عدد هائل من الأوراق كل يوم،وكنت ألحظ توقيعه فأجده يتبادل التوقيع بشكلين مختلفين بين الفترة والأخرى، ولماسألت عن سر ذلك وعن أن أحد التوقيعين لا يمت لحروف اسمه بصلة، فأجابني بخجل وعيناهتفضلان عدم لقاء عينيَّ: إنني في أحيان كثيرة أشتاق إلى زوجتي، وأ. . .
    لي صديق يعمل عملاً إداريًّا يحتاج فيه إلى توقيع عدد هائلمن الأوراق كل يوم، وكنت ألحظ توقيعه فأجده يتبادل التوقيع بشكلين مختلفين بينالفترة والأخرى، ولما سألت عن سر ذلك وعن أن أحد التوقيعين لا يمت لحروف اسمه بصلة،فأجابني بخجل وعيناه تفضلان عدم لقاء عينيَّ: إنني في أحيان كثيرة أشتاق إلى زوجتي،وأستشعر فقدها، وأتلمس لقياها، فسألته: أمن طول غياب؟… فأجابني بالنفي وقد زادإطراقًا: والله إني لأفتقدها مع أنها تكون قد ودعتني إلى عملي في الصباح، بعد إفطارشهي وشاي صبوح وحوار دافئ، وأنا أعبر عن ذلك الفيض من المشاعر المنثالة بأن أوقعباسمها أو أجرى مكالمة هاتفية معها أبثها تحية سريعة أو كلمة حب خاطفة وسط نهارازدحم بأعباء العمل.

    وتعجبت لشدة إنسانيته وسمو عاطفته وتوهجها، خصوصًا إذاعلمت أن هذا الصديق تعدى الستين من عمره، ومضى على زواجه أكثر من 35 عامًا، كماتعجبت لخجل الرجل وحرصه البالغ على إخفاء هذه الحقائق؛ ولأنه صديقي ولأني أعرفهجيدًا فلم أفسر خجله هذا بأن هذه خصوصية يريد إخفاءها، ولكنني فسرته بأنه الخجل منإظهار هذا الحب؛ لذا فقد علقت على هذا الموقف قائلاً: إن هذه المشاعر لهي مشاعرمشرفة تستحق أن تعلن وتبرز ويشار إليها ويشاد بها، لا أن تُكْبَت وتُخْفى وتُسْجنفي أقفاص الصدور.

    جرَّني ذلك للتفكير في طبيعة عقلياتنا المترددة أمام هذاالأمر، وهو ذكر الحب والإفصاح عنه، فقد شاع عندنا -لا أدري لأسباب تربوية أمأخلاقية- أن الإفصاح عن الحب ضعف، وأن من الكبرياء والكرامة تعمد عدم ذكر هذهالعاطفة للطرف الآخر، وإذا فهمنا دوافع الكتمان بين المحبين الذين ليس ثمة رابطشرعيّ بينهما، فإننا لا نفهم -فضلاً عن أن نتفهم- أن يظل الزوجان يدوران في فلكالكتمان، بدعوى الكبرياء والحفاظ على الصورة السامية لكل طرف في عين الآخر لأنه منالعيب!!، أن يضبط أحدهما وهو ينفس عما يعتمل داخله من رومانسية رقيقة أو عواطفرقراقة صافية، وكم من حب ضاع بين مفاهيم السمو الخاطئة وبين معاني الكبرياءوالكرامة، وبين سوء حصر العلاقة بين الزوجين إلى علاقة الفراش فحسب، فتكون النتيجةأن يبحث أحد الطرفين أو كلاهما لمن يشبع فيهما الاحتياجات الأخرى: الحنان الضائعوالرومانسية المفتقدة من كلمات ناعمة، وشموع مضاءة، ونظرات مودة ورحمة.

    وإذا كانت هذه ثقافة مجتمعنا العربي تجاه هذه القضية فإن ثقافتنا الإسلاميةالأصيلة لا علاقة لها بهذه "الفبركات" التربوية وإنما بها جوانب أخرى نستعرضها.

    الله سبحانه وتعالى صرح بحبه لبعض فئات البشر "المؤمنين، المتوكلين،التوابين، المتطهرين"، كما صرَّح بحبه وتزكيته لبعض الأفعال والصفات الإنسانية: "إنالله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا …"، وإذا كان في أمر التصريح بالحب ضعف أونحوه لما صح ذلك في حق الله -سبحانه وتعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، والقرآن يصفأرقى علاقة قلبية في الكون، وهي علاقة الخالق القادر بالمخلوق الطائع بقوله سبحانه :"يحبُّهُم ويحبُّونَه".

    وسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي البيانالعملي للإسلام تشهد بعكس ما توارثناه في مجتمعاتنا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى بنشر هذا الحب، ونشر ثقافة الإفصاح عن الحب حينما أخبره أحد صحابته أنه يحبفلانًا، فسأله: أأخبرته؟ قال: لا، قال: إذن فأخبره".

    ولا شك أن الإفصاح عنالحب يعمق الروابط بين القلوب، كما يؤكد على المشاعر التي قد لا يشعر بها البعض أولا يُقدّر حجمها -وهي مكنونة في الصدور- إلا إذا أظهرها اللسان وعبَّر عنها، والأمرلدى الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ليس وسيلته الوحيدة اللسان ولكن الهديةوسيلة، "تهادوا تحابوا"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أدلكم على شيء إذافعلتموه تحاببتم"، والصحابة -رضي الله عنهم- في شوق يسألونه بلى يا رسول الله .. قال : "أفشوا السلام بينكم"، وإذا كان أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم - بالإفصاحبين الصحابة –رضي الله عنهم- بعضهم البعض، فهو في معاملته لأزواجه كان نموذجًافريدًا .. فهو يقرأ القرآن في حجر عائشة، ويلعق أصابعها بعد الأكل، ويغتسلا سويًّافي إناء واحد، ويتسابقان خلف القافلة حيث لا يراهما أحد .. ويدللها ويناديها: ياعائش .. كيف نصف هذه اللحظات؟؟ إنها رومانسية فائقة، لحظات من الحب النادر، لمتمنعه أعباء الدعوة، ولا تبعات الجهاد، ولا مكر الأعداء، ولا الوقوف الدائم بين يديالله من أن يكون عاطفيًّا يتفنن (صلى الله عليه وسلم) في إظهار مشاعره في كل لفتةأو همسة، لم يخش أن يوصف بالإقبال على زوجاته أو إظهار حبه لهن !! لسبب واضح أنهليس عيبًا بل درسًا يُعَلَّم..

    ولله تأمَّل موقفه صلى الله عليه وسلم وهومعتكف في المسجد، تأتيه زوجته المحِبَّة "صفية" – رضي الله عنها - توصل له طعامًاأو تأنس بالحديث معه، ثم إذا خرجت لم يتركها تذهب وحدها وإنما قطع اعتكافه، ولميمنعه وجوده بين يدي ربه من أن يخرج ليمشي معها قليلاً ويوصلها إلى بيتها، في حديثمتصل حميميّ، ومشاعر نابضة لا تنقطع، ولم يخشَ أن يقال إن الرسول صلى الله عليهوسلم خرج من معتكفه وقطع عبادته؛ لأنه لا يخشى في الله لومة لائم، ولكن حين يقابلبعض صحابته يُعْلِمْهم ويعَلِّمهم: هذه صفية .. هذه صفية.

    والرسول صلى اللهعليه وسلم مع كعب بن مالك -أحد المخلفين الذي أمر الله بمقاطعة الأمة المسلمة لهمجميعًا- له أمر عجيب يدل على مدى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرامرضوان الله عليهم -، واستعمال وسيلة النظرة الحانية في إظهار هذا الحب يقول أبي: "إنني كنت أجلس مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في المسجد، يُهَيَّأ إليّ أنالرسول صلى الله عليه وسلم ينظر لي، وحين ألتفت إليه أجده أشاح بوجهه كأنه لا ينظرإليّ.

    فالرسول صلى الله عليه وسلم يقع بين أمرين حبه لكعب، وحرصه عليه،وشفقته من عدم احتماله للمقاطعة العامة ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى أمر اللهتعالى بالمقاطعة وعلمه صلى الله عليه وسلم أن ذلك الأمر أصلح تربويًّا ونفسيًّالأبي، والرسول صلى الله عليه وسلم يُفْهِمنا أن النظرة الحانية وسيلة ساحرة، وأنصدق أشعتها ينفذ إلى القلوب حتى ولو لم ترها العيون.
    وللصحابة رضوان الله عليهمفي الحب سيرة عجيبة نكتفي بهذه العلاقة الحميمة بين عمر وأبي عبيدة رضي الله عنهمافكان الحب والود بينهم لا ينقطع، ويعبران عن ذلك في مناسبات شتى فعمر رضي الله عنهحين يتمنى كل صحابي شيئاً تمنى عمر رجلاً مثل أبي عبيدة، وحين مات أبو عبيدة رضيالله عنه فحَدِّث ولا حرج عن مشاعر الحزن والوجد عند عمر الفاروق رضي الله عنه،ولكن الموقف الأوضح في هذه العلاقة ما قرأته في "الإحياء" عن أن عمرًا رضي الله عنهذلك الشديد القوي الذي لا يتوانى عن القتال والجهاد، والذي لا يعبأ من عاقب بدرتهما دام قد أخطأ، عمر هذا هو نفسه الذي كان إذا لقي أبا عبيدة رضي الله عنه انتحى بهجانبًا من الطريق وجعل أحدهما يقبل يد الآخر - إجلالاً وإكبارًا - ويسمع صوتبكائهما!!

    فالثقافة الإسلامية ليس فيها ما يمنع من "الإفصاح" في إطار منضبطمن كونه في إطار العلاقات السوية المعلنة، وفي إطار القول الطيب وعدم إشاعةالفاحشة, فلنفصح عن مشاعرنا ولنفتح قلوبنا، فإن كثيرًا من الأوراق تذبل، وكثيراً منالمشاعر تموت لأننا لا نزكيها بالذكر، ولا نرويها بالتعبير عنها.

    أعجبنى الموضوع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الردود
    98
    الجنس
    امرأة
    رائع ما نقلتي لنا اختي بارك اله فيك

مواضيع مشابهه

  1. :: حفظ الأربعون النووية لـ رفقة الخير ولكل من تحب الخير ::
    بواسطة ناااصحة في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 42
    اخر موضوع: 08-08-2007, 10:17 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ