انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: حرية ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الردود
    1
    الجنس

    حرية ...

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    المرأة.. بين حرية البحث والتقليد


    تعالت نداءات المرأة مطالبة بحقوقها في شتى ضروب الحياة، بعد أن عاشت عقوداً من الأزمان ترى نفسها مهضومة تعيش على هامش الحياة في طريق سعادة الرجل،
    فطالبت بحقها في العمل، والمشاركة السياسية، وبحقها في إدارة عجلة الاقتصاد، وتسيير المجتمعات.
    فرأت في نفسها أن تتبرج وتعيش مع الرجل حياته خطوة بخطوة، حتى أنها لم تتنازل عن الأعمال التي قد لا تتناسب مع تكويناتها الجسدية كالأعمال التي تتطلب العنف،
    ظانة أنها قد تصل إلى حقوقها بهذه الطريقة.
    فأصبحت هذه النداءات واقعاً نعيشه يوماً بعد يوم في بلادنا الإسلامية، وبعيداً عن مناقشة هذه الحقوق ومدى سلبياتها وإيجابياتها،
    فقد أصبح هذا الأمر واقعاً مفروضا علينا شئنا أم أبينا، ولكن بنسب متفاوتة من بلد إلى آخر وذلك على حسب موقعها بين أصالتها الإسلامية ومدى تأثرها بالثقافة الغربية.
    وهنا سؤال يفرض نفسه في هذا المقام،
    فمن بين كل تلك الدعاوي التي تعطي المرأة كل الحق في ما تشاء لم نسمع للمرأة نداء يطالب بحقها في اختيار دينها ومذهبها؟!
    فبإطلالة سريعة على تاريخ المرأة الحضاري والفكري لا نجد تجارب ملموسة تؤكد كفاح المرأة في اختيار دينها بعيداً عن تأثيرات مجتمعها وأسرتها،
    وإن كانت هنالك نماذج فهي محدودة لا تشكل حالة عامة حتى تصبح معياراً نرجع إليه، فالمقولة الحاكمة في هذا الميدان (أن المرأة على دين زوجها)
    وهذا في الواقع صورة مقلوبة تجسد مأساة المرأة التي طالبت بكل شي ولم تطالب بأي شي.
    فحق المرأة في التفكير والبحث العقائدي في الوسط الإسلامي يبدأ منه كل شي وينتهي عنده كل شي،
    فالمرأة لا تتساوى مع الرجل إذا شاركته في لبسه وعمله وكل ضروب حياته لأنها ستنهزم أمامه عندما تقلد معتقده من غير سؤال أو اعتراض،
    هذا بالإضافة إلى إن هذا الحق أمر فطري وضرورة عقلية، بل فيه مساءلة شرعية، فالخطاب القرآني متساوي بين الرجل والمرأة وآيات البحث والتفكير تخص المرأة كما تخص الرجل،
    قال تعالى:{إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات
    والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً}،
    فالمفاضلة يوم القيامة لا تكون إلا بالأعمال الصالحة قال تعالى:{من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} سورة النحل آية 97.
    وتجاهل المرأة لهذا الحق يمثل حالة من السذاجة والقشرية التي تعيشها المرأة المسلمة اليوم.

    هل المرأة على دين زوجها؟

    هنالك مساحة كبيرة جداً بين الأمر الذاتي في الشيء الذي لا يقبل التحول، وبين الأمر الغالب الذي درجت عليه العادة والتقليد،
    وهذه نقطة حاسمة لفهم كثير من الأحكام الشرعية التي راعت الحالة العرفية، فحكم الإسلام الذي يفرق بين الرجل والمرأة في حكم الزواج من الكتابي
    حيث يجوز للرجل المسلم دون المرأة المسلمة، وذلك لأن الإسلام يتعامل مع واقع المرأة التي عادةً تقلد زوجها في معتقده ودينه.
    ولكن.. هل هذا واقع محتوم على المرأة بحيث لا يمكن أن تشق طريقها وتثبت جدارتها في الحقل العقائدي؟
    الإجابة على هذا السؤال قطعاً لا، فالدين الإسلامي يحاسب المرأة كإنسان ليس له تبعية، ولها الحرية التامة التي كفلها لها الإسلام في اختيار المعتقد الذي تريده.
    وقد وضح لنا القرآن الكريم نماذج في التاريخ لانتصارات منقطعة النظير في هذا المجال، (كآسية بنت مزاحم_رضي الله عنها)،
    وهي زوجة أكبر طاغية في التاريخ، بلغ به الطغيان والكفر حداً جعله ينصب نفسه إلـهاً {أنا ربكم الأعلى}،
    فتحدت هذا الواقع الكافر وقامت بالتمرد على زوجها الطاغية وعاشت مؤمنة، ولاقت ما لاقت في هذا الطريق حتى تكون سراج هداية في دروب النساء المطالبات للحق،
    يقول تعالى:{وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين} سورة التحريم.
    فضرب لنا هذا النموذج القرآني أروع مثل لإمرأة مؤمنة لم يتزحزح أيمانها بسبب طغيان زوجها فأثابها الله تعالى بأن جعلها من أفضل نساء أهل الجنة.
    وكذلك المثال بالعكس فإن كان زوج المرأة مؤمناً لا يكون عاصماً لها من النار إذا لم تكن تستحق الجنة،
    وإيمان زوجها أو أبيها لا يكون شافعاً لها حتى لو كان زوجها نبياً من الأنبياء، مع كون الأنبياء شفعاء لأممهم
    قال تعالى:{ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوحٍ وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين} سورة التحريم.
    فبالبحث وإحترام العقل به تنال المرأة حقها الحقيقي، فالمعيار الحاكم في هذا الإطار ليس الأنوثة والذكورة وإنما الإنسانية بمعناها العام.
    ورغم كل ما ذكرت فإن هذا لا ينفي المفارقة الواقعية بين المرأة والرجل، وإن كان هذا لا يرضي كثيراً من النساء المطالبات بالمساواة المطلقة
    باعتبار أنه لا فرق بين المرأة والرجل سوى المفارقة الشكلية، فحقيقة الإنسان تكمن في عقله والعقل واحد بين الجنسين.
    مع أن هذا الطرح يناسبني كامرأة ولكن الأنصاف يمنعني من الالتزام به على إطلاقه، فلو سلمنا بأن العقل واحد فالعاطفة ليست واحدة،
    فعاطفة المرأة تفوق بكثير عاطفة الرجل وهذا ثابت بالبديهة، وبما أن هنالك نزاع بين العقل والعاطفة فتارة يتغلب العقل وتارة العكس مما يؤدي إلى أضعاف للعقل؛
    وبالتالي إن لم نقل أن عقل المرأة ضعيف يمكننا القول بأنه معرض للضعف دائماً، ولا يعتبر هذا نقصاً وإنما كمالاً في المرأة،
    لأن كل شي يفهم في إطاره فإذا كانت المرأة قليلة العاطفة والرجل كثير العاطفة لكان هذا هو النقص بعينه، وكذلك الخشونة في المرأة نقص وفي الرجل كمال.
    وبالتالي لا يمكن المفاضلة مع قطع النظر عن الخصوصيات، فالدعاوى التي تقول أن الرجل أفضل من المرأة أو العكس؛ دعاوى لا تستند على أسس علمية،
    لأن الرجل كائن له خصوصيته وكذلك المرأة ولكل منهما إطاره الخاص ذو القوانين والمفاهيم الخاصة والخلط بين هذه المقاييس مقدمة خاطئة تؤدي حتماً إلى نتائج خاطئة،
    لأن التفاضل عادةً لا يتحقق إلا بين أفراد متساوين في الهوية والشخصية، فمثلاً يصح القول أن هذا الرجل أفضل من هذا الرجل أو تلك المرأة أفضل من هذه المرأة،
    وهكذا المعادلة بين الأجناس فلا يمكن أن تقول بأن الليمون أفضل من التفاح فالحموضة في الليمون كمال وفي التفاح نقص.
    ومن هنا نعرف عندما يكون الحديث حول المرأة والرجل يكون حديثاً عن كيانين بينهما خصوصيات متباينة،
    نعم هنالك قواسم مشتركة بين الرجل والمرأة ونقاط تلاقي منها كان الاشتراك في الأحكام الشرعية، ولكن هذا الاشتراك لا يمنع أن الشارع يراعي هذا الاختلاف الذي ذكرناه،
    فجعل شهادة امرأتين في مقابل شهادة الرجل الواحد، وكذلك لم يوجب عليها الجهاد ومبارزة الأعداء.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هل نسبة الضعف العقلي المحتمل عند المرأة حاجز ومانع عن البحث العقائدي؟
    أن الله سبحانه وتعالى خالق حكيم عندما جعل للمرأة عاطفة جياشة إنما جعل ذلك حتى تتمكن المرأة من القيام بمهام خاصة بها
    وعلى رأس تلك المهام وأعظمها شأناً هي الأمومة التي تعتبر عمود المجتمعات وكهف الأسرة الحنين، فجعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات، فهذا هو الإطار الذي نفهم فيه العاطفة،
    فالبحث العقائدي الذي يستدعي مجهوداً عقلياً ليس هو حكراً على الرجل (باعتبار أن عاطفته قليلة) لأن قلة العاطفة وكثرتها ليست لها مدخلية في استقلالية العقل بذلك،
    فالحد الذي يكفل للرجل البحث هو ذاته عند المرأة لأنه الحد الذي تشترك فيه التكاليف الشرعية بين الرجل والمرأة.
    وإيماناً بهذا المبدأ وتأصيلاً لهذا المنهج أحببت أن أسجل تجربتي الشخصية في هذا المجال التي مررت بها في نهاية دراستي الثانوية،
    وهي لا تتعدى كونها تجربة خاصة إلا أنها يمكن أن تكون نموذجاً للنساء الطالبات للحق.

    المرأة بين ثقافة البحث.. وضغط الثقافة

    إن ثقافة البحث والجهد الفكري في الإختيار العقائدي هي من الحقوق الأولى التي يجب أن تطالب بها النساء،
    وإن كانت المرأة تسعى إلى حرية حقيقة تتشرف بها يجب عليها كسر أغلال الثقافة الهابطة التي ظنت أن بأمتلاكها نالت حريتها فانقلبت الصورة وانقلبت معها كل القيم الأخلاقية،
    حيث أصبحت المرأة في هذا العصر جُلّ اهتمامها الأمور القشرية التي تخص مظهرها الخارجي،
    فأصبح الطرح الثقافي الذي يجلب اهتمام المرأة هو الكتب والمجلات التي تقدم آخر صيحات الأزياء والموضة، تاركة مجال البحث الفكري والعقائدي للرجل فقط وكأنها غير معنية فيه.
    وعند ما تعرضت المرأة للهجمة الشرسة من قبل الثقافة الغربية التي جعلتها سلعة تباع وتشترى، لم تشهر قلمها لتدافع عن حقوقها في الإسلام،
    تاركة هذا المجال للرجل أيضاً، بل أصبحت تخلع جلباب الإسلام شيئاً فشيئاً.
    ومن هنا نخلص إلى أنه إذا أرادت المرأة مراعاة حقوقها المشتركة مع الرجل التي ترى أنها مهضومة فيها،
    فعليها بالتفكر والبحث العقائدي فهو الذي يكفل لها حريتها وحقها المسلوب منها أو بالأحرى الذي لم تطالب به،
    وفي اعتقادي أن المغريات التي كانت تدفع المرأة في الأتجاه المعاكس مع بداية النهضة الحضارية قد أستنفدت أغراضها ولم تبق بتلك الجاذبية التي بدأت بها،
    وخاصة عندما تكشفت كثير من المساويء والآثار السلبية،
    فتحتم على المرأة المسلمة أن تتحمل دورها في عملية الصراع الحضاري الذي يتجلى في أوضح صوره في الإطار الثقافي والفكري في عصر العولمة،
    ولتحقيق تلك الغاية المطلوبة لا بد أن تحسم كثيراً من القضايا العالقة في أرثنا الإسلامي وتبين رؤية موحدة تمثل الإسلام بأجلى معانيه لكي نتمكن من أدارة الصراع بجدارة،
    ولاستخلاص ذلك لا بد من البحث أولاً في الجدل المذهبي الذي يمثل عبئاً كبيراً على كاهل الاجيال المسلمة،
    فتتجلى الشجاعة هنا بخوض الممنوع وتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها لنا الأيام الخالية من غير أن يكون لنا وعي فيها،
    ولكي تتسع العقلية الاجتماعية التقليدية لاستيعاب دواعي الخلاف المذهبي لا بد أن نطرق الأبواب بقوة حتى تنفتح على أفق مشرق نكون قد ساهمنا فيه
    أو على أقل تقدير نكون قد أخترنا ديننا بمحض إرادتنا، بعد أن كنا نورث حتى أنتماءتنا وعداواتنا.

    شكرا لكم ... و للحديث بقية
    آخر مرة عدل بواسطة أم محمد علي : 11-03-2008 في 02:32 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الموقع
    وطنــ السعوديةـــي الحبيب وهل أحب سواه؟؟
    الردود
    452
    الجنس
    أنثى
    بارك الله فيك وفي انتظار ما تبقى من حديثك الرائع
    وتقبلي تحياتي......

مواضيع مشابهه

  1. مقياس الحب - قيس درجة حبك - نسبة التوافق - مقدار الحب - درجة الحب
    بواسطة كوميديا* في ركن الألعاب والترفيه
    الردود: 0
    اخر موضوع: 03-03-2010, 12:22 PM
  2. الردود: 10
    اخر موضوع: 07-04-2007, 09:47 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ