بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله مآسي الطلاق أصبحت في مجتمعنا تدمي القلوب وتجري المدامع . ما
ان يتلفظ الزوج
بالطلاق الا ونجد أهل الزوجة الى بيتها يهرعون ولملابسها وأغراضها وأمتعتها في
الحقائب يجمعون
مع أنهم في بداية المشكلة للاصلاح غائبون . تسارع الزوجة بعد وقوع الطلقة الرجعية
الأولى أو
الثانية بترك بيتها ومملكتها ملبية لنداء الكرامة المزعوم وفي الحقيقة تلبية لنداء الشيطان
المذموم ,
يحرص كثير من الأزواج أن يستوفي شروط الطلاق السني من حيث الطهر من الحيض
والطهر الذي
ليس فيه جماع لكنه للأسف يغفل وأهل الزوجة يغفلون عن ابقاء الزوجة في مسكن
الزوجية كما
أمر الله جل وعلا حيث قال ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا أن يأتين بفاحشة
مبينة وتلك
حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )
وهنا سؤال
الى أختي الزوجة يوم ان طلقك هذا الزوج وتلفظ بأ بغض الحلال هل هانت عليك تلك
الأيام الجميلة
وتلك المودة والرحمة لتسارعي بترك مملكتك التي لطالما حلمتي بها ؟ لماذا غفلتي عن
تطبيق حد من
حدود الله في بقائك فترة العدة وافهام زوجك بحكم الله ؟ لماذا يوم أن يفكر الزوجان
بالتفاهم على
الرجوع يجتمع الأهل وكلا منهم يضع الشروط وتتباهى الزوجة وتتفاخر ويتباهى هو
ويتفاخر
وتتسابق العائلتان في الصاق التهم واللوم على أحد الزوجين في حين أن الزوج والزوجة
كلاهما
يعيشان تحت سقف بيت واحد .. أنا لست ضد تدخل الأهل للاصلاح ولكن ضد
تدخلهم لزيادة حجم
المشكلة , لو تأملنا قول الله جل وعلا في تحكيم الأهل لوجدنا أن هناك شروطا غفل عنها
الكثير
يقول جل وعلا ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها , ان يريدا اصلاحا يوفق الله
بينهما )
فوضع الله جل وعلا ضوابط للحكم منها العقل والعدل ومعرفة حال الزوجين ..
أحبتي كلنا نعلم أن هناك من المشاكل الزوجية لها خصوصية وسرية قد لا يستطيع
الزوجين البوح
بها للأهل لذا كان من الأفضل أن تكون هناك مصارحة وتنازلات من كلا الطرفين في
المبادرة الى
التفاهم أو اللجوء الى الاستشاريين في مجال الأسرة فليس عيبا أن يلجأ الزوجان الى أهل
العلم
والاختصاص وليس عيبا تصحيح الأخطاء والاعتراف بها وانقاذ بيت الزوجية من
الانهيار ... وقبل ذلك
كله الاعتراف بالذنب واللجوء الى الله جل وعلا بالتوبة النصوح ... ترى هل فكر
الزوجان بمجرد
وقوع الطلاق بأن يجلس كلا منهما ويحاسب نفسه ويتوب الى الله من ذنوب فعلها
وتقصير في جنب
الله ؟ هل فكر الزوجان ان ما حصل لربما عقوبة من جبار السموات والأرض او ابتلاء قد
يكون بسبب
غفلة وتهاون في طاعة واستصغار لمعصية ؟؟ هذه دعوة لأختي المطلقة أوجهها لها وأقول
اذهبي يا
غالية الى بيتك وانظري نظرة تأمل في كل مكان بالبيت , ادخلي غرفة نومك حيث تنامين مع
شريك
الحياة وتحلمين بمستقبل جميل , ادخلي مطبخك حيث كنت تعدين الطعام لذاك الحبيب
وتقدميه بكل حب
وشوق , تأملي في أرجاء المنزل فهنا كنت تضحكين وهنا كنت تمازحين وهناك بين
ذراعيه ترتمين
واليوم لكل ذلك تهدمين ,, ماذا يمنعك من الاعتراف بالخطأ والتقصير فلسنا من الخطأ
معصومين
أم أنك تعتبرين حكم الله في بقائك في بيت زوجك فترة العدة مهانة لك ؟؟ معاذ الله
ياغالية .....
وأنت ياصاحب القوامة أين نفسك اللوامة ؟ أين تذكرك لزوجتك وما فيها من خير وأيام
عشتها في
سعادة معها .. أما كانت هذه الحبيبة التي كنت تسرع في يوم من الايام باتمام اجراءات
الخطبة
والزواج بها على احر من الجمر ؟ أما كنت تنسج الاحلام والامال بيوم يجمعك بها لتكون
لك الزوجة
والصديقة والام الحنون ؟؟ أما كنت تقاسمها اللقمة والفرحة ؟ أخي لا تظن اعترافك
بالخطأ أو
التقصير جرح لكرامتك او رجولتك وسارع الى التصحيح قبل فوات الاوان ......
أما الدعوة الأخيرة مني هي لاخواني القضاة حفظهم الله فياحبذا لو تم تحويل الزوج المتقدم
بطلب
الطلاق أو الزوجة الى المكاتب الاستشارية الاسرية بحيث يكون هناك تنسيق وتعاون بينهما
قبل
ايقاع الطلاق او حتى لو طلاق رجعي وبذل الجهد في توعية الزوجين لحفظ كيان الأسرة من
التمزق
ويكفي تلك الأثمان الباهضة التي تدفع ليكون نتاجها ابناء وبنات مثقلين بالام وجراح ضحايا
لا ذنب لهم
ختاما أحبتي لا تتركوني من صالح دعائكم ....
اختكم سميرة أمين داعية وكاتبة ....
الروابط المفضلة