ما أشبه اليوم بالبارحة !!!
قال ابن كثير ( رحمه الله ) في البداية والنهاية :
في عاشر محرمها – سنة 382 هجرية - أمر الوزير أبو الحسن علي بن محمد الكوكبي ويعرف ( بابن المعلم ) - وكان قد استحوذ على السلطان - أهلَ الكرخ وباب الطاق من الرافضة بأن لا يفعوا شيئا من تلك البدع التي كانوا يتعاطونها في عاشوراء ؛ من تعليق المسوح وتغليق الأسواق والنياحة على الحسين ، فلم يفعلوا شيئا من ذلك ولله الحمد ، ، وقد كان هذا الرجل من أهل السنة إلا أنه كان طماعاً ، رسم – أي فرض بأمر وزاري –أن لا يقبل أحدا من الشهود ممن أحدثت عدالته بعد – ابن معروف – وكان كثيراً منهم قد بذل أموالاً جزيلة في ذلك ، فاحتاجوا إلى أن جمعوا له شيئاً – أي رِشوَة - ، فَوَقَّعَ لهم بالاستمرار ، ولما كان في جمادى الآخرة سَعَتْ الدَيلَم والتُرْك – وهم جُند البلد – على ابن المعلم هذا ، وخرجوا بخيامهم إلى باب الشماسية – دار الدولة - وراسلوا بهاء الدولة ليسلمه إليهم لسوء معاملته لهم ، فدافع عنه مدافعة عظيمة في أيام متعددة !! ولم يزالوا يراسلونه في أمره حتى خنقه في حبل ومات ودفن بالمحرم 0!!!
وفي ذي القعدة قام صاحب الصفراء الأعرابي والتزم بحارسة
الحجاج في ذهابهم وإيابهم 0!!!!
ثم دخلت سنة أربع وثمانين وثلثمائة
فيها عظم الخطب بأمر العيارين - أي اللصوص ، فرهود !!! - عاثوا ببغداد فساداً ، وأخذوا الأموالَ والعملاتِ الثقال ليلاً ونهاراً وحرقوا مواضع كثيرة ، وأخذوا من الأسواق الجبايات – خاوة - وتطلبهم الشُرَط – أي الشرطة - ، فلم يفد ذلك شيئا ، ولا فكروا في الدولة ، بل استمروا على ما هم عليه من أخذ الأموال وقتل الرجال وإرعاب النساء والأطفال في سائر المحال ، فلما تفاقم الحال بهم تطلبهم السلطان بهاء الدولة وألح في طلبهم فهربوا بين يديه واستراح الناس من شرهم 0
وفي ذي القعدة عُزِل الشريف الموسوي وولداه !! عن نقابة الطالبيين ، وفيها رجع ركب العراق من أثناء الطريق بعد ما فاتهم الحج ، وذلك أن الأصيفر الأعرابي الذي كان قد تكفل بحراستهم اعترض لهم في الطريق وذكر لهم أن الدنانير التي أقْطِعَتْ لهُ من دار الخلافة كانت دراهم مطلية !! وأنه يريد من الحجيج بدلها وإلا لا يدعهم يتجاوزوا هذا المكان !!! فمانعوه وراجعوه ، فحبسهم عن السير حتى ضاق الوقت ولم يبق فيه ما يدركوا فيه الحج ، فرجعوا إلى بلادهم ولم يحج منهم أحد 0!!!
الروابط المفضلة