القناعة كنز وهمي ...
يقال أن ... القناعة كنز لا يفنى ...
وأنا أعتقد أن ... القناعة كنز لايفنى ...
كنز وهمي .. ما لم يقابله الرضا ...
الإنسان في الحياة تسيره قناعاته .. فهو يعيش حسب ما يعتقد ويقتنع به .. لا يمكن أن يقدم على فعل حتى يقتنع به ...
وأنا أعارض الذين يقولون أن الإنسان لا يحتاج أن يقتنع حتى يقوم بفرائض الله ويطبق تشريعاته .. لأننا لو فكرنا قليلا لوجدنا أننا نحتاج إلى قمة أفضل صور القناعة والرضا .. والتي هي أعظم منهما .. ألا وهي الإيمان بالله عز وجل وتوحيده .. والإيمان بضرورة طاعة الله ووجوبها .. حينها لن يهم ما هو هذا الأمر بقدر أهمية أنه صادر من الله عز وجل ...
وكذلك أخالف من يقول بأنه حتى يطبق هذا الأمر يحتاج إلى أن يقتنع به على وجه الخصوص وسبب وجوبه .. ذلك أني أو ضحت أن تطبيق الأمر لا يحتاج إلا للإيمان بالله عز وجل ... أما كيفية الانتفاع وأوجه الانتفاع من هذا الأمر فقد يحتاج إلى معرفة سبب وجوبه وفرضه ....
على سبيل المثال .. ( الحجاب ) .. فعندما تعلم الفتاة المؤمنة بالله .. أنه أكر شرعي وواجب .. عليها القيام بتنفيذه .. ثم تسأل عنه لأنها لو لم تعرف أهميته واعتقدت أنه مجرد غطاء للشعر لن تحقق الغرض الشرعي من الحجاب ألا وهو الستر عن الآخرين .. لما فيه من كرامة للمرأة وحماية لها من أهواء الآخرين .. وأنه الحاجز لها ولغيرها عن الحرمات .. فلو علمت تحقق النفع ....
القناعة في حياتنا اليومية ...
كما قلت فإن الإنسان تسيره قناعاته .. لا يمكن أن يقدم على فعل حتى يقتنع به ...
عندما نستيقظ صباحا في وقت معين .. أو عنما نأكل .. نشرب .. نمشي .. ندرس .. نعمل .. نساعد .. نتحدث .. نسأل .. نجيب .. نختار .. نحب .. نكره .. نفضل .. وحتى ننام ليلا .. ومن لا يتفق معي .. فليفكر قيلا في الأمر ...
حتى أحيانا عندما نغصب على القيان بأمر ما .. ونقوم به .. نكون قد اقتنعنا بأننا سنفعله على الرغم من عدم رغبتنا بذلك ...
وأحيانا أخرى فإننا قد نكون مقتنعين بأمر لكننا نرغب في أمر آخر .. وهنا سنحتاج إلى الرضا حتى ننتفع من قناعاتنا ...
فمثلا لوخيرت في الاختصاص الذي ستدرسه بين (أ) ، (ب) ... وكنت تفضل (أ) .. إلا أن الآخرين يرون أن (ب) أفضل من حيث الدراسة .. وحاجة سوق العمل .. والراتب المخصص لهذا الاختصاص .. فيحاولون إقناعك بكل هذه الأمور بأفضلية (ب) .. فتقتنع .. لكنك تكون غير راض في قرارة نفسك .. هذا سيؤدي مستقبلا إما للفشل في الدراسة .. أو عدم ضمان الاستمرارية في العمل والإخلاص والنجاح فيه ...
طبعا من غير أن ننسى دور قضاء الله وقدره عز وجل وضرورة الرضا به ... لأن الخيرة فيما اختاره الله ...
أنا لا أقول أننا يجب ألا نقتنع ... لكن اعتقد أنه يفضل أن نرضى بما اقتنعنا به ... لأنه بذلك يتضاعف الخير ...
وقرار القناعة + الرضا ... كقرار العقل + القلب ...
والقرارات التي يسهل تطبيقها هي قرارات الرضا والقلب ...
والقرارات التي يصعب تطبيقهاهي قرارات القناعة والعقل ...
أما القرارات التي يتحقق بتطبيقها ما هو أفضل فهي قرارات ...
القناعة بجانب الرضا ...
العقل بمرافقة القلب ...
الروابط المفضلة