::
" إعادة نشر عدد من الصحف الدنماركية للرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم هي محاولة للتغطية على جرائم الاحتلال في حصار غزة"
هكذا صرحت اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة..
غير أني توقفت أمام هذا التصريح وقد تزاحمت بذهني التساؤلات..
هل كان تواطؤ الصحف الدنماركية قربان ولاء للاحتلال الصهيوني؟
أم أنهم قد اعتادوا منا الصراخ والعويل ثم مانلبث أن نهدأ هدوء البركان الخامد؟
أم أنهم ماعادوا يبالون بأمة جاوزت المليار ملأت أركان الدنيا غضبت أو لم تغضب فإن نهاية ثورتها ستؤول إلى الخضوع والتسليم كأن شيئاً لم يكن؟
إن ما نشهده اليوم ليس إلا مصداقاً لقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم : (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها)
وما كان تداعي الأمم لقلة عدد المسلمين أو شح عتادهم وإنما هو لشهوات تشربتها قلوبهم..فإن الصحابة حينما سألوه صلى الله عليه وسلم :أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: (إنكم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)
وكلنا أو معظمنا سمع بهذا الحديث .. ورآه عياناً..غير أن الكثير ارتضى لقلبه الوهن !
إن الأصوات العالية والشعارات الرنانة التي حشد لها في المرة الأولى ماعادت كافية..بل إنها وقتية سرعان ما يملّها الناس لأنها لم تحرك شيئاً في القلوب..
فمن أبلغ لوازم النصرة الاتباع..
ومن ينظر في حال بعض المسلمين يجد أنه أساء للنبي صلى الله عليه وسلم من حيث لايشعر..
كثرت في زماننا احتفالات أعياد الميلاد حتى ممن نشأوا في بيئة التوحيد والعقيدة النقية..
وبعد بضعة أسابيع تقام احتفالات المولد النبوي في بقاع شتى من دول العالم الإسلامي..
فهل هم بذلك ينصرون المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنهم يجانبون هديه وسبيله!
إن ما جرّأ أعداؤنا على جناب الرسول صلى الله عليه وسلم هو تقصيرنا نحن في اتباعه..وإن عدم مبالاتهم بمشاعرنا وهتافاتنا إنما هو بسبب ماجنته قلوبنا (قل هو من عند أنفسكم )
إن حماسنا للنصرة ينبغي أن لا يكون خاوياً بل لا بد أن يصحبه تغيير داخلي وصقل للقلوب التي أصابها الصدأ وأعرضت عن هديه صلى الله عليه وسلم.
فهل نحشد الطاقات هذه المرة للشحن الداخلي؟!
::
الروابط المفضلة