اليكم قصة رائعة جدا من ذكرياتي القديمة في المدرسة :
كانت طالبة جميلة
تجلس في أخر الفصل لاتكلم أحدا أبدا
ولا تشترك في المناقشات الفصلية
وإذا كلمتها المعلمة احمر وجهها وتساقطت حبات العرق تنحدر على وجهها الجميل فتزيده غموضا
لم يفكر أحد في حل تلك المشكلة
وكأنها لا تعني أحداواستمرت في انعزالها
تزداد خجلا وغموضا
وفي يوم دخلت عليهم معلمة ملتزمة متدينة
تعلم أن وظيفتها ليست التعليم فقط انما التربية
قبل التعليم
فاخذت تحدثها وتلاطفها
والطالبة تزداد خجلا ونفورا
وبعد فترة ذابت الحواجز بين المعلمة وطالبتها وحدثتها بسبب
خجلها وغموضها
انه سبب غير عادي
ولا يمكن ان تحدث به أحد
انها تحمل مشكلة عظيمة
تنوء بها الجبال
كيف تبدأ
وماذا تقول؟؟
وبعد تطمين المعلمة لها وملاطفتها سهل عليها عرض المشكلة
واخبرت معلمتها بها
انها ( تعرضت لاعتداء من عمها وهي في السادسة من عمرها)
فهي ممزقة الفؤاد محطمة النفس
يائسة من الحياة
خائفة من المجتمع
ففكرت المعلمة كيف تحل مشكلتها؟؟
كيف تخفف عنها
وجاءتها فكرة
قد تكون الطالبة بكرا
ولكن كيف تعرف ذلك؟؟
هل تأخذها للطبيب ويتم فحصها ؟؟
وأخيرا قررت أن تسدعي والدتها وتخبرها
وبالفعل استدعت
والدتها وبشق الانفس
خرجت الكلمات من فمها واخبرتها بالموضوع
طبعا لا استطيع وصف حالة الأم
شئ يرثى له بكاء وانهيار
وحالة تمزق القلب
ثم استجمعت نفسها واخذت ابنتها الى الطبيب
وهناك تفاجأت البنت التي
عاشت في وهم
عشر سنوات
انها لا تزال بكرا
فهدأت نفسها
وزالت عنها أكثر المشكلة
اما الأم فقاطعت اخ زوجها تماما وحرمته من الدخول الى المنزل
واما البنت
فزالت عنها سحائب الهموم
وعرفت انها مثل بقية الطالبات
فبدأت تختلط بهن
وتكلمهن
وزال عنها القلق
وصارت تشارك في الفصل
وتحدث زميلاتها
واندمجت مع الطالبات المتدينات
وعرفت كيف تواجه مشاكلها
بالحل وليس بالكتمان فقط
وهي الآن متزوجة ولها أربعة اولاد وبصحة نفسية
عالية
والفضل يعود للمعلمة المثالية
الروابط المفضلة