فجأة طرق باب بيتنا في عزِّ الظهيرة طارقٌ
عجبت وبنات عمي من هذا الطارق في هذا الوقت وكان البيت قد امتلأ ببنات عمي وعماتي وبعض أقاربي في مناسبة خاصة للغداء .
نزلتُ سريعا إلى الباب وكان أخي قد سبقني.. فتح الباب فدخلتْ أختي علينا وهي تلهث ومعها أ خي الصغير الذي قد احمرَّ وجهه من شدة الشمس
سلمت علينا ثم جلست على الأرض وأزاحت خمارها عن وجهها كان يتصبب عرقا وقد سقطت خصلات من شعرها على جبينها وكأنها قد رُ شَّـت بالماء
سألتُ : خيراً يا سعاد
00 فلم تتكلم وأشارت إلى أخي وقالت: ا سأليه وكان قد رجع أخي إلى مجلس الرجال وتركنا
كلما أتذكر وجه أختي وهي تتصبب عرقاً وهي تـنظر برثاء وغضب ممزوج بالحزن إلى أخي الذي كأنه يعرف شيئا يخفيه عني !!
كانت أحب بنات أمي إ ليها.. لا ترفع صوتها ولاتـتـذ مر كانت طوع بنانها بحق.. تحافظ علي الصلاة .. وتساعد كل من في البيت.. كانت جوهرة ثمينة لم تكن نعرف قيمتها حتى .......؟؟!
سألتُ أخي الصغير :أين كنتم ؟ قال :ماأدري ..هناك عند الشارع البعيد .. قلت: أين ؟؟؟ فمشى قائلاًَ :ما أدري
بعد سنين ليست بالطويلة وكان أخي جالساً في البيت على غير عادته ..اقتربت منه بهدوء وذكـَّـرته بالحادثة في ذلك اليوم البعيد.. فبدا على وجهه التأثر والحزن الشديد .. وقام سريعاً وانطلق وهو يتمتم : مشغول الآ ن .. عن إذنك..
احترت والصمت يلفني .. ورأيت من بعيد وجه أختي
والجمال الوقور الذي يرف ُّ حول عينيها.. وخصلات شعرها المبتـلة تلتصق بجبينها..
كانت صورة رائعة للحب والحنان والصدق تمنيت لو كنت أجيد الرسم ..لكانت لوحة عجيبة تبقى على الزمان
... وللحديث بقية...
الروابط المفضلة