الكرتون الإسلامي والانطلاقة الحقيقية
نور الدين الشريف – 25 عامًا- فلسطيني مقيم بكندا
أشعر بالسعادة لما ألحظه من تزايد للوعي لدى الأمة بأهمية أفلام الكرتون وبالدور الذي تلعبه في تكوين ثقافة الطفل العربي والمسلم. وتزيد سعادتي في كل يوم أسمع فيه عن إنتاج فيلم جديد يحمل الثقافة والهوية الإسلامية. ولقد أنتجت في الآونة الأخيرة أفلام عدة مثل محمد الفاتح وأسد عين جالوت وطارق بن زياد وغيرها، كما أنتج فيلم خاص عن حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
ولكن الملاحظ في الأفلام المنتجة، بالإضافة إلى قلة عددها، أنه يغلب عليها الطابع التاريخي. وأخشى أن يكون ذلك عائدا إلى فقر في الأفكار، ونقص في الموضوعات، وتكاسل في التجديد والإبداع!
ليس كل الأطفال يحب كرة القدم، وبالتالي ليس كلهم يفضل مشاهدة النوع التاريخي من الأفلام. فقد تجد مجموعة منهم تهوى أفلام الخيال العلمي وأفلام الحركة ( أو الآكشن )، وهي أفلام نالت شهرة عريضة في بلادنا العربية في العشرين عاما الماضية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الجرندايزر، الرجل الحديدي، المازنجر، جونكر... وغيرها.
وقد تجد مجموعة ثانية تفضل الأفلام الرياضية مثل الكابتن ماجد وأبطال الملاعب، وأخرى ثالثة تفضل أفلام المغامرات مثل توم سوير وعدنان ولينا.
أضف إلى ذلك الأفلام التي أنتجت عن روايات وقصص عالمية، والتي لها جمهورها أيضا مثل جزيرة الكنز لكاتبها الأمريكي "روبرت ستيفينسون"، والأميرة الصغيرة والحديقة السرية للكاتبة البريطانية "فرانسيس بيرنيت".
خلاصة القول أننا إذا أردنا انطلاقة حقيقية للكرتون الإسلامي فعلينا أن نوفر البديل من كل نوع. فيجد الطفل في أفلامنا ما هو رياضي، وما هو تاريخي واجتماعي، وما هو فضائي وخيال علمي. بذلك فقط نوقف احتكار الأفلام اليابانية والغربية، ونقلل الأسباب الداعية لاستيرادها.
والطريق الوحيد لتحقيق هذا الهدف يبدأ بدراسة جدية وشاملة لجميع الأفلام التي عرضت وتعرض في بلادنا. نقتبس منها الأفكار الجديدة، نأخذ منها ما نراه حسنا، ونترك ما نراه سيئا.
ولا أتفق مع الرأي القائل بأن معظم أفلام الكرتون الأجنبية مبنية على الخيال المحض الذي يمتع الصغار ولا ينفعهم، وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها في شيء! أقول لأصحاب هذا الرأي ما أدرانا؟ هل بذلنا في دراستها واستنباط الأفكار منها الجهد الذي بذلناه في ترجمتها ودبلجتها؟ قد تكون لها دلالة ورمزية ولكن يصعب علينا استخراجها لاختلاف الثقافة، والبيئة التي أنتجت فيها.
إنني أرى في الأفلام القتالية مثل الجرندايزر والتي تتلخص قصصها في صراع بين قوى الخير والشر، أرى فيها مدرسة من الممكن أن تتأسس عليها "أفلام المقاومة" فترمز إلى القضية الفلسطينية والعمل الفدائي ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ما زلنا في أول الطريق.. وهو طريق صعب وشاق!! وعلينا أن نسير بسرعة فالمنافسة شديدة وفترة الطفولة غالية.
المصدر ( http://www.islamonline.net/arabic/ma...06/06/02.shtml )
الروابط المفضلة