أخي الكريم : بادئ ذي بدء أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك ، وأن يجعل مصابك كفران لخطاياك وذنوبك ............... آمين .
أخي : لست هنا أوجه إليك الحديث كونك متهما ً بممارسة الجنس مع مصاب بمرض الإيدز الخبيث فانتقلت العدوى إليك عقابا سريعا من الله في الدنيا قبل عقاب الآخرة إذا لم تتدارك العمر بتوبة نصوح ، بل قد ينتقل فيروس ذلك المرض عبر وسائل أخرى سوى الممارسة الجنسية .

حديثي هنا أوجهه لكل من ابتلي بهذا المرض فأصبح يائساً من الحياة ينظر إليها نظرات مودع ، يتطلع إلى تلك الشمس التي تغرب معها حياته ، فينتهي ذلك الجحيم الذي لا يطاق .

ألم من الذنب لا ينتهي ، نظرات الآخرين البائسة ، تجاهل الأطباء لحالته الصحية المحتومة ، كل ذلك وغيره يحتم مبدأ فراق الدنيا أو الانتقام من تلك الدنيا التعيسة .

أخي الكريم : أكثر التقارير الطبية تثبت اليأس من علاج مرض الإيدز وعدم اكتشاف ما يقاوم ذلك الفيروس وسؤالي هو ما العمل بقية العمر إذاً ؟

هناك أمران أتمنى أن تختم بها حياتك ؟

أولا ً : اللجوء إلى الله وكثرة الاستغفار والاطراح بين يديه مبتهلا سائلا منه العفو والصفح عما كان من الذنوب والعصيان .

أخي : ما أجمل أن تنهي حياتك بصيام الهواجر وقيام الليالي رافعا كفيك إلى من كتب عليك هذا الأمر قائلا : الهي لا تعذبني فاني مقر بالذي قد كان مني

وما لي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوك وحسن ظني

أخي : إخوانك الأصحاء يرجون أن يعلموا زمن فراقهم الدنيا الفانية حتى يستعدوا لتلك الدار ويأخذوا للطريق أهبته ، وأنت أخي العزيز أدركت قرب أجلك فهل أعددت العدة لذلك ؟ إنه السؤال الذي يجب أن نقف أمامه كثيرا ً .

ثانيا ً : إن استطعت الخروج والفكاك من المحاجر الصحية التي يفرضونها على من ابتلي بهذا المرض " المحاجر الصحية كان يعمل بها إلزاميا للجميع فلما اتسع الخرق على الراقع ولم تعد المراكز تستوعب الأعداد المتزايدة أمكن مرضى الإيدز التعايش مع الناس بصورة طبيعية .

يحكى أن المصاب بذلك المرض تصبح نظرته للحياة والبشر بصورة عامة نظرة حقد وحنق ورغبة في الانتقام لذا يسعى بعض ضعاف النفوس من مرضى الإيدز لبث الفيروس في الباقين حتى يواسونه في المصاب ومما يروى من ذلك " أن فتاة في سن الشباب أدخلت مستشفى الملك خالد الجامعي للعيون لإجراء عملية جراحية في العين ونالت تلك المريضة استحسان الأطباء والمختصين لروعة جمالها وبروز مفاتنها ، وكانت تثير الآخرين بعرض مفاتنها أمامهم فحرت كوامن أولئك فاجروا لها تحليلا في الدم فتبين أنها مصابة بفيروس الإيدز فلما اخبروها قالت : نعم اعلم ذلك منذ زمن طويل وأنا أقوم بدوري في نشره عبر طريق الرذيلة "

اخي : إن استطعت الخروج والفكاك من المحاجر الصحية التي يفرضونها على من ابتلي بهذا المرض فأوصيك أن تلحق بركب المجاهدين في سبيل الله الذين يدافعون عن إخوانهم المسلمين تركوا أموالهم وأولادهم واثروا بيع أنفسهم رخيصة في سبيل استجابة لنداء الله سبحانه " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ...." الآية .

هم خرجوا يبحثون عن إحدى الحسنيين ( النصر أو الشهادة ) وأنت ما خالك إلا ترجو الخاتمة الحسنة فهنيئا ً أن تنهي حياتك شهيدا في سبيل الله تكفر بذلك عما سبق وتحوز شيئا من فضل الله الذي انعم به على المجاهدين ومن ذلك " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها " متفق عليه .

" قال رجل يا رسول الله أي الناس أفضل قال : مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله "

" رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات فيه اجري عليه رزقه وامن الفتان .."

" ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون الدم والريح ريح المسك .

أخي الكريم بادر ولا تتردد فلا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم .

أما إذا حالت دونك السبل عن الوصول إلى تلك الديار الفاضلة فلا أقل من أن تسأل الله الشهادة وأنت على فراشك " قال صلى الله عليه وسلم " من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه " .

إلى اللقاء .

يرفع من اجل اخواننا المرضى .....