كتب مرت الأيام مسرعة وبعد ثلاثة أعوام من الزواج وجدا نفسيهما غريبين ، لم يعد ذلك الحب الذي كان قبل أعوام ينير دربهم موجودا اليوم،ولم تعد تلك البسمة التي كانت تزين وجوههم عند اللقاء موجودة اليوم ،ولم تعد العين والقلب يحنان لصاحبهم إذا غاب عنهم،ولم يعد القلب يشعر بالوحدة وهو بعيدا عن صاحبه ...

آه ... لماذا يا قلبي ترى البيوت تنطفئ شموعها بأيدي أصحابها، لماذا نختار تعاستنا بأيدينا ،لماذا نضحي بحب ذلك الإنسان الذي طالما ضحى من أجلنا ،ولماذا نسينا المودة والرحمة التي خلقها الله في قلوبنا قال الله سبحانه

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم:21)" و قال سبحانه

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (النساء: من الآية1)"
قال عليه الصلاة والسلام
q " واستوصوا بالنساء خيرا "
q "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
q " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت"

وبعد وأنا اكتب هذه الكلمات كانت براكين من الأحزان تتفجر في قلبي ففكرت بفكرة تمنيت لو أني اطرحها على مسامع كل المسلمين فكرة بسيطة ممتنعة ،وهــــــــي

"ساعة للعتاب والصراحة أسبوعيا" .

ساعة يتجرد فيها كلا الزوجين من حميته وظلمه وحقده وجهله وعناده وقلة صبره ،ساعة نجعل فيها العدل والرحمة والحب والحق والمنطق والصدق نورنا وميزاننا نقف فيها مع |أنفسنا أولا ،ومع نصفنا الأخر وقفة محب عادل صادق نفتح القلب فيبدأ الزوج ويقول لزوجته
"افتحي قلبك لي قولي أي شيء حتى لو كان خطأ في أو خطا ارتكبته دعينا نخرج أي حقد في صدورنا فنعيدها طاهرة نقية، فيسمع شكواها بقلب محب ،يمسح دمعتها، فإذا كان خطا ارتكبته يغفر لها فالله الذي خلقنا يغفر لنا فكيف بنا نحن العباد قال سبحانه
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء:110) "


وان كان خطأ فيه يعترف به ويعتذر لها ويطلب العفو ولا يعود إلى هذا الخطأ فتلك شيم الرجال قال سبحانه ..
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:135) "

ثم يفضي لها بما في قلبه وبنفس الأسلوب فيتحاوران ويتصفيان ويطلب المخطأ العفو والسماح من صاحبه ولا يعود لخطأه، فتنتهي الساعة بقلب أبيض طاهر وحب يكبر كل يوم وبيت مؤمن صادق لا يأوي كذبا أو حقدا وتنتهي الساعة فإذا في كل نهاية ميلاد لحب جديد ..."

ولكــن ... سيقول أحدهم أن هذا كلام نظري ويقول أخر أن هذا لعبة مراهق ويقول ثالث كلام سخيف فأنا رجل كيف اعتذر ورابع يقول أي صراحة فالصراحة قد تدمر البيوت لأن الصراحة تحتاج لصدق واعتراف بالخطأ والصدق قد يدمر الحياة الزوجية ويقول أخر ....

فسبحان الله الكذب والخــداع أصبح سر استمرار الحياة و اما الصدق فهو الخطر الذي يدمر البيوت ،والقسوة وإنكار الجميل أصبح طريقة حياة اما اللين مع شريك الحياة واستيعابه اصبح منافيا للكرامة ،والفضيلة أصبحت رذيلة والرذيلة فضيلة ، فأي أناس نحن أي قلوب تلك التي تهجر كلام الله ورسوله إلى كلام الشيطان ... قال تعالى: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16)" وقال تعالى " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى (الأعلى:13) "
صدق الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على حبيبنا محمد خير المرسلين القائل عندما سئل ما النجاة ؟ قال :
"أملك عليك لسانك و ليسعك بيتك و لتبك على خطيئتك ".
نــايف أحمـد
الأردن