بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ وأنت الحكم
قصتي في العراق

عندما سمعت بالحرب على العراق أخذتني الغيرة على أهلنا في العراق وهببت لنصرتهم , تمكنت من دخول العراق وتوجهت إلى الفلوجة مع مجموعة من الشباب الذين جاءوا معي لنفس السبب , استقبلونا المقاتلين في الفلوجة وهم مايسمى بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين , ووضعونا في كتيبة الاستشهاديين تحت إمرة أبو حفص المقدسي ( الذي قتل فيما بعد في معركة الفلوجة الثانية ) كانوا يسمون هذه الكتيبة ب ( الدكمة ) .
تم إرسالي مع أربعة من الشباب وهم أبو عماد الجزائري وأبو محمد المكي وأبو عمار المدني وأنا , تم إرسالنا إلى الرمادي حيث أخبرونا أنه سوف يتم تجهيز السيارات المفخخة ويرسلوها في حين اكتمالها , كان دور الأخ الأول هو أبو عماد الجزائري , جاءوا بسيارته وهي من نوع مازدا لونها بيضاء ووضعوا فيها عبوة مضادة للدروع لاستهداف دبابة تقف على الخط بين الرمادي والخالدية , للأسف كان الأخ لا يعرف قيادة السيارة وأخبرنا المسئول عن العملية بذلك ولكنه لم يعر انتباهاً لذلك , كانت السيارة مصممة للتفجير عن بعد , وبعد أن تم رصد الهدف أخذوا أبو عمار الجزائري ليفجر نفسه على الدبابة , وتكلمت مع المسئول عن العلمية بأن الأخ أبو عمار لا يحسن قيادة السيارة فكيف سيقود سيارته إلى الهدف , فقال لي : ( لا عليك عندما يرى الهدف سيعرف كيف يقود السيارة ) , فتعجبت من هذا , وعندما ركب أبو عماد الجزائري سيارته وقام المسئول عن العلمية يشرح له كيف تعمل السيارة في حوالي خمس دقائق , وتم إرساله إلى الهدف .
قاد أبو عماد الجزائري سيارته إلى الهدف وعندما اقترب من الهدف كانت الدبابة قرب النهر وكان في النهر شباب يسبحون ويلعبون في الماء , وعندما اقترب أبو عماد بسيارته فقد السيطرة عليها وسقط في النهر هو وسيارته , ثم هرع الشباب الذين كانوا يسبحون في النهر لإنقاذه وإخراجه من السيارة قبل أن يغرق , ولكن حدثت الفاجعة !!!! أتعلمون ماذا حصل ؟؟؟ قام المسئول عن العلمية بتفجير السيارة عن بعد بمن فيها ومن حولها من الشباب , انفجرت السيارة بعيداً عن الهدف المحدد حوالي 300 متر وأودت بحياة حوالي عشرة من الشباب الأبرياء ومعهم أبو عماد الجزائري رحمه الله .
وبعد الإنفجار هرعت إلى المسؤول عن العملية وقلت له ( اتق الله ) كيف تفجر السيارة بين هؤلاء الناس الأبرياء , كان بإمكاننا إنقاذ أبو عماد قبل أن يغرق , فقال لي : ( لا أريد أن يكتشف الشباب الذين جاؤوا للإنقاذ بأن السيارة مفخخة ولا أريد أن يعرفون أنه غير عراقي ربما كان بينهم عميل ) فقلت له : ( هل هذا عذرك أمام الله يوم تسأل عن استهتارك بأرواح الناس ؟ , وما ذنب هؤلاء الشباب ) فقال لي حرفياً : ( يبعثون على نيتهم ), وصارت مشادة في الكلام بيني وبينه وقال لي : ( أنت تحسن القيادة ولن تخطئ الهدف !!! ).
قال لي المسئول عن العلمية : ( لا تخبر الباقين بهذا الأمر لكي لا تهبط عزيمتهم وقل لهم أنه أصاب الهدف ودمر الدبابة ) فقلت : ( حسبي الله ونعم الوكيل ) .
كان أبو عماد الجزائري رحمه الله قد أعطانا رقم أهله في الجزائر لكي نتصل عليهم بعد وفاته , وقام بالاتصال المسئول عن العملية وكذب عليهم وقال لهم أنه قتل من الأمريكان عشرون شخصاً ودمر دبابتين ولم يخبرهم بحقيقة الأمر .
ومضت عدة أيام ثم جاء دور أبو محمد المكي الذي كان يحسن القيادة وكان الهدف على سيطرة ( نقطة تفتيش ) أمريكية عراقية على مدخل المدينة , كانت السيطرة ذلك اليوم مليئة بالناس وكانت تقف السيارات في طوابير بانتظار التفتيش وكان أفراد من الجيش العراقي يمشون بين السيارات ينظمون الطوابير .
كانت الخطة أن يدخل أبو محمد المكي بسيارته وحين يتم تفتيشها يفجر عليهم سيارته , وكانت السيارة معده للتفجير عن بعد ايضاً , انطلق أبو محمد المكي بسيارته ودخل بين الطوابير ينتظر دوره للتفتيش , في هذه الأثناء كان أفراد الجيش العراقي ينظمون عملية سير السيارات و تنظيم الطوابير فوقف أحد الجنود يشعل سيكارته بجانب سيارة أبو محمد المكي , وحين رأى المسئول عن العملية ذلك شغل جهاد اللاسلكي ( سيناو ) للتفجير عن بعد , فصرخت به قائلاً : ( اتق الله ماذا ستفعل يوجد كثير من السيارات المدنية حوله ) فقال : ( يبعثون على نيتهم ) قلت له : ( انتظر لنرى ما يحصل ) ولكنه لم يلق لكلامي بالاً , وقام بتفجير السيارة عن بعد , فصرخت به قائلاً : ( لماذا فعلت ذلك ) فقال لي : ( أظن أن الجندي الذي توقف بجانب السيارة قد اكتشف أن السيارة مفخخة ) فقلت : ( حسب الله ونعم الوكيل سوف تحاسب أمام الله على كل هذا ) .
راح ضحية هذا الانفجار خمس سيارات مدنية بمن فيها من النساء والأطفال والرجال وجندي عراقي واحد فحسبي الله ونعم الوكيل ورحمك الله يا أبو محمد المكي , وكالعادة تم الاتصال على أهله وأخبرهم أنه قتل عدد كبير من الجنود الأمريكان ودمر عدد كبير من الآليات ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وكانت هذه العلميتين مصورة بالفيديو لكن المسئول عن العلمية قام بتكسير الأشرطة وقال في ( الأيام القادمة سوف نحصل على تصوير أفضل ) .
بعد أن رأيت هذه الأحداث وما فعله المسئول عن العلمية الذي يعد من أهم القادة العسكريين في ذلك الحين , راجعت نفسي وتشاورت مع أخي أبو عمار المدني وقصصت عليه ما حدث فعندما سمع ما حدث غضب غضباً شديداً لذلك , ووصلنا إلى قرار أنا وأخي أبو عمار المدني بالرجوع إلى ديارنا لكي لا نلقى الله وقد سفكنا دماً مسلماً أو استبحنا دماً بريئاً .
وتمكنا والحمد لله من الرجوع إلى ديارنا ولم نخبر أحداً بالقصة هذه ولكن بعد أن طفح الكيل وبدأ الاستهتار بدماء المسلمين علناً في العراق والتدليس الإعلامي الذي تنشره ما يسمى بدولة العراق الإسلامية , شعرت أنه آن الأوان لي أن أنشر هذه القصة لكي لا يقع الشباب في ما رأيته بعيني وسمعته بأذني .
فيا أخوتي في الله ليس كل ما تسمعونه تصدقونه وإن صدق فإن كثير من الأشياء السيئة التي تحصل لا تنشر كعملية أبو عماد الجزائري وأبو محمد المكي , هذه العلميات المصورة لو نشرت لقلبت الموازين رأساً على عقب وعلم الناس بحقيقية ما يحصل في العراق هذه الأيام , فما رأيته كان دليلاً لمن يتهم الإعلام الغربي هو من يخفي الحقائق ولكن الإعلام العربي إعلام ما يسمى دولة العراق الإسلامية في العراق كذلك يخفون الكثير من الحقائق عن الناس وعن المتابعين , فيا أخوتي في الله لا يسعني في النهاية سوى قول ( اسأل مجرب ولا تسأل طبيب ) فأنا جربت وسمعت وشاهدت لم يخبرني أحد ولم أسمع من أحد , وأنا مستعد للنقاش عن هذه الحوادث وعن حقيقتها وكل تفاصيلها لمن أراد النقاش , فإن قلتم علي كاذب أو منافق أو مدلس للحقائق فقولوا ما تشاءون هذه تجربتي نقلتها لكم وبين أيديكم لعل هذا يسهم في حقن دماء المسلمين في العراق وتوعية الشباب على ما يحصل هناك .

عذراً يمنع طرح الموضوعات السياسية في منتديات لكِ