بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يترك الداعية الأبراج العاجية التي يتشبث بها و ينزل إلى الميدان
يجد العديد من المنكرات والمصائب العظام..لذلك عندما يراها يثور
الدم في عروقه ويغضب..وقد يشتد غضبه..ولا شك أن الغضب لله مطلوب
عندما تنتهك حرماته..لكننا مطالبون بضبط النفس فنحن في كثير من المواقف
بحاجة للتروي لنعالج المشكلة بسلام ولا نزيدها تعقيدا..أو نزيد أصحاب
المنكر عتوا وتجبرا وعنادا..لذا علينا أن نكتم هذا الغضب ونسيطر على أنفسنا
ونبحث في الوسائل المتاحة للإنكار ..ثم نختار أسلم وأنفع وسيلة ممكنة للإنكار
ولنضرب مثلا على ذلك..قد يدخل الداعية إلى أحد الأماكن العامة ويجد قوما رافعين
لأصوات الموسيقى حتى أنهم يسمعون القاصي والداني ..أول ما يراهم قد يغضب
ويثور..لكن عليه التروي والإنكار عليهم بالحسنى..لأننا بإنكارنا عليهم بالحسنى
سنكسب أمرين..
الأول..إعطاء صورة جيدة عن أدب المستقيمين وأخلاقهم فنحببهم إلى قلوب أولئك..
الثاني ..أن يستحي صاحب المنكر من فعله ويستحي من الأسلوب الحسن الذي قوبل به
فيكون ذلك أسرع لقبوله..
بالإضافة إلى أن ذلك يجعله عند مغادرتك يفكر لم هؤلاء المستقيمين ينكرون علينا هذه
الأمور ألأنهم لا يرغبون بها ولا يحبونها أم ليس لديهم شهوات كما لدينا أم لأن عندهم أمر
ما يمنعهم من الوقوع فيها..ثم يا ترى ما هذا الأمر الذي يمنعهم ليس هناك أحد يطاردهم
ويمنعهم من ذلك إذا ما هي هذه السلطة.......ويبقى في تفكيره ذلك وصراعه مع نفسه
فربما اهتدى بعضهم إلى الصراط المستقيم بسبب هذا الصراع الذي تثيره نفسه..
أسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين..وأن يجعلنا ممن يتبعون القول بالعمل..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

بارك الله فيك أخي الكريم وأثابك ..

جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم أخى الكريم