بسم الله الرحمن الرحيم

هناك ما يغذِّي العصبية، ويجب "اجتثاثه" ــ أولاً ــ؛ ثم هناك أسباب ودواعي للعصبية يجب معالجتها معالجةً جذرية..
إن التحرر من العصبية أمرٌ محتوم، قُضي اليوم أم بعد سنين؛ قَدَرٌ على الإنسان لا مفرّ منه!
فالقدَرُ أن تستمر الحياة، ولا حياة للإنسان مع العصبية والتطرف.
القدَرُ أن يرقى الإنسان، ولا رُقي له مع العصبية والتطرف..
قد نستطيع ــ بعصبيتنا وجهلنا ــ تأجيل أو تأخير حدوث التغيير لكننا لن نستطيع منعه إلى الأبد!
فلا بدَّ أن يعود الإنسانُ إلى طبيعته الفطرية الأولى، البديعة السَّمِحَة المتسامية؛ لا بُدَّ له أنْ يسيطر على غرائزه وشهواته ومخاوفه.. فإلى متى سيبقى أسيراً إما للغريزة العمياء وإما للجهل المطبِق؟!
إلى متى سندفع ثمن "التأخير"، بغض وحقد وضعف وأذى؟!
إلى متى سنرى "المشكلة" أكبر من حجمنا وإمكاناتنا؟!
إلى متى سنبقى مستسلمين منفعلين، عمياناً موسْوَسين موسْوِسين؟!
أما آن الأوان لأن نخلِفَ اللهَ في أرضه بالطريقة التي يريدها ويرضاها؟!
أليس الله بممد الكافرين كما هو ممهل العاصين..، ورزاقٍ للجميع؟!
أنجعل من الإسلام "بوتقة" لأننا لا نستطيع العيش بحرية وسِعة وتنوّع وسلام..؟!
إلى متى سنبقى نستخرج من نصوصنا ما يدل على صحة ما نذهب إليه فكرياً وعملياً[1]؟!
إلى متى ستتضارب أقوالُ المسلمين بتضارب مشاربهم وأهوائهم..؟![2]

ما هو الحلّ وكيف يمكن تطبيقه؟ هذا ما سأحاول ــ جهدي ــ الإجابةَ عنه!






أبناء الشر وإخوة الظلام

للعصبية إخوة كثيرون، منهم: التطرف والجهل والظُّلْم؛ أولئك "الإخوة"، إخوة الظلام، مجتمعون أو متفرقون، يقودون "عبيدهم" و"أسراهم" إلى مهاوي التخلّف والانغلاق والتقوقع..
وثمةَ صفات للمتعصِّبين أو المتطرِّفين، منها:
الانغلاق الفكري، والاعتقاد بصحة "مقولتهم" وبطلان مقولات سائر الخلْق الآخَرين، ورفضٌ للآخَر..
وهذا يؤدي إلى:
أفكار ثابتة (قناعات مطلقة)، وتشبّث بالرأي، ورفض الحوار أو جعله عقيماً[3].
يبدأ الأمر بالجهل، فالتقوقع والانغلاق، ثم الأفكار الثابتة فالقناعات المطلقة، وينتهي الحال إلى العصبية والتطرف ورفض الآخَر وفقدان التوازن النفسي والاجتماعي الكفيلين بالمحافظة على الجنس الآدمي "سوياً"، وبخسران ذاك التوازن ينعدم التأقلم والانسجام وتنشأ التباينات فالعداوات..



أنواع العصبية

العصبية أولاً عصبية انتماء!
فالمتعصِّب[4] يتعصَّب لِما يراه حاجةً ضروريةً للمحافظة على خاصيته أو هويته أو الجهة التي ينتمي إليها ــ ديناً أو مذهباً أو قوميةً أو غير ذلك ــ، وبهذا يتشكَّل الدافع النفسي "الذاتي المزمن" للتعصُّب.
والسؤال الخطير هو:
هل يمكن أنْ يكون هناك تعصباً فكرياً؟ وهل يمكن أن يلتقي "الفِكر" بــ: "التعصب"؟!
سمعنا بـ: "الفكر الإرهابي" ومعروف أن الإرهاب[5] تعصُّب، فكيف كان ذلك؟
الجواب: ثمة "إشكالية" بالتسمية، فــ: "الفكر" بحقيقته وذاته لا ينتج تعصباً!
فالتعصُّب ضد الفِكر[6]، وهما نقيضان؛ ولكن "الفكر" بحد ذاته أنواع! نوع أصيل، هو: "الفِكر الحر"[7] والذي أشرنا إليه بأنه ضد التعصُّب.
وأنواع أخرى، هي بحقيقتها: "مسميات" للفِكر، مجازية، كــ: "الفكر المتطرّف"..!
والحقيقة أن تلك "المسميات" ومضامينها ما هي إلا مبادئ لا أفكار، جرى تأطيرها بفكر عام أو خاص!
بمعنى: جرتْ مزاوجة أو تلقيح بين بعض جوانب فِكر ما أو أفكار بعينها وبين "مبادئ" خاطئة لم تقم بأساسها على أصل فكري سليم وصحيح. وإليكم مثالاً:
(حالة معينة بوصفها، ورؤيتها ــ عِلمياً وإسلامياً ــ):
(المشكلة):
مبدأ التفوُّق[8]، ينشأ عنه مجموعة مبادئ "مرضية" لا إنسانية، بمعنى: أوهام، تمازَج بــ: "فلسفة الأخلاق في الإسلام"[9]، أو تمازَج بــ: "فلسفة المعرفة عند المسلمين"[10]، فتنتج صورة فكرية "مزيفة"، ظاهرها سليم وحركاتها منسجمة، لكن حقيقتها موهومة ومتناقضة؛ ينخدع بها البعيد أو الغريب عن "الفكر الإسلامي الأصيل"، الذي هو بحقيقته: "فِكر إنساني أصيل".
(الرؤية العِلمية والمنطقية):
يرى العِلمُ الناسَ "سواسية"، تحكمهم الوراثة والتربية والبيئة والتغذية..
غرائزهم واحدة، وإنْ تفاوتت بحُكم ما أشرنا إليه لتوِّنا، وتطلعاتهم "العامة الأساسية" ثابتة[11].
فغريزة القطيع ــ مثلاً ــ[12]، أو ما تسمى: حُبّ الاجتماع، غريزة فطرية عند كثير من الكائنات الحية ومن ضمنها الإنسان، لكن ما يميزها عنده هو الضوابط التي انبعثتْ عن ذاته ــ أصلاً ــ!
فضمير الإنسان وتوقه للترقي والسمو كانا الدافعين الأساسيين لتقبُّل الدين أو لاختلاق أديان في حالات ما.
بمعنى: الإنسان السليم القويم ــ كما يراه العِلم ــ هو كائن محب لجنسه، متفاعل في مجتمعه، مترقٍّ في عقله وذهنه..
(الطرح الإسلامي):
نجد في الإسلام "الطرحَ العلميَّ" بأوضح معانيه، والصورة المتكاملة اليسيرة لمنظومة الأخلاق العامة بأبهى حُللها..
بمعنى:
طَرَحَ الإسلامُ حقيقةَ الخلْق من نفسٍ واحدة، على أصل: شعوباً وقبائل للتعارف، وإن "أكرم الخلْق" عند الله هو "الأتقى". أي: أكثر الناس حذراً من مخالفة ناموس الخالق[13] في التعاطي مع سائر المخلوقات والمكوَّنات والموجودات هو الأتقى عند الله[14].
(الخلاصة):
تجلَّت المشكلة عندما أُخذتْ بعض النصوص ورُكِّبتْ بما يخالف أصلها ثم نُسبتْ إلى دين الإسلام أو إلى الإنسان ــ فكِراً أو غريزةً ــ..!
بمعنى:
بدل أنْ تؤخذ تلك القيم المثلى كما هي وتطبَّق بشروطها يؤخَذ منها ما يلائم في ظاهره الغايات أو المبادئ اللا إسلامية فيزخرَف الأخير بالأولى، ويُنمَّق الخطاب، ثم يقال: "فِكر إسلامي"![15]
أيْ: هناك مَن يفلسف الأمور ــ إسلامياً ــ، أو يطرح النصوص الشرعية ــ فلسفياً ــ، على غير الأصول التي قامت عليها.
فقوامية الرجل على المرأة ــ مثلاً ــ، المحدودةُ والمشروطة والخاصة المخصوصة، أتت من أصل بيولوجي فيزلوجي ــ اجتماعي فردي ــ معين، لتكون ندية منطقية وواقعية على أساس التكامل والتحابّ[16].
وكذلك مبدأ الأمة الوسط، وخير أمة أُخرجت للناس.[17]



التحرر من العصبية والقضاء عليها

قلنا في بداية "بحثنا" أنه يجب اجتثاث "ما يغذي العصبية" ومعالجة أسبابها ودواعيها. والآن نقف على ما ذكرناه وقوفاً تفصيلياً.
أهم ما يغذي العصبية هي العوامل التالية:
1- صورة الماضي.
2- الممارسات الخاطئة للطرف الآخَر.
3- فقدان الثقة بالآخَر.
4- سلبية نمط التفكير وخطئه.

وأهم أسباب العصبية ودواعيها الآتي:
1- وجود مادة فكرية ــ "مُسَلَّم" بصحتها لدى كل طرف ــ تأجج الفتن وتنمّي الأحقاد وتزرع الخصومات وتورِّث البغض..
2- الاعتقاد بــ: "القوة" من خلال المضي بالعصبية والتعصُّب!
3- اعتبار العصبية معيار "الالتزام والانتماء" بالمتعصَّب له.
4- الرغبة في الثأر للماضي أو ما يُسمى "إحقاق الحق"! وكأن "الحق" لا يقوم إلا بتلك الطريقة وذاك الأسلوب.

السُّبُل الكفيلة بالخلاص من العصبية:
أ ــ الالتفات إلى الماضي "لفتة" دراية وتفهُّم، تقدير وتجاوز.. واعتباره جزءاً مستقلاً عن الحاضر! فلا أهل اليوم هم صانعو الماضي، ولا أهل الماضي هم أحياء اليوم.
ب ــ اعتبار الرابط بين الماضي والحاضر هو التراث "الحضاري" الذي يُعدّ ــ بحقّ ــ جسر الإنسانية عبر الأزمنة.
ج ــ الاستفادة من الماضي عن طريق الأخذ بمحاسنه والتنبُّه من سيئاته.
د ــ تغيير نمط التفكير انطلاقاً من وحدة المصير في الحاضر والمستقبل واستبدال السيئ بالصالح كضرورة استبدال شعور الكره أو النفور من الآخَر بشعور الغيرة عليه.
هـ ــ تهذيب النفس وترقيتها بالأخلاق المثلى والقيم الفضلى لتحسين أداء صاحبها مع أخيه الإنسان وشعوره تجاهه..
و ــ بناء الثقة مع الآخَر انطلاقاً من الصورة الجديدة والأداء الجديد للشخص ذاته ومنح الآخَر الثقة، ليبادل بالمثل، وسدّ الثغرات والذرائع، والتجاوز عن الهفوات، وعدم الوقوف "الطويل السلبي" عند الأخطاء..
ز ــ ضرورة "نبذ" المادة الفكرية المؤججة لنار الفتن والأحقاد، فإنْ كانت حقيقةً فلنا الاستفادة منها ولأهلها الجرْم أو الثواب، فنحن وشركاؤنا في الحياة ــ اليوم ــ لا يد لنا فيما جرى، سيئاً كان أم حسناً.
ح ــ تصحيح الفكرة السائدة عن "التعصب" وكشف وجه "العصبية" القبيح البغيض الهدَّام[18].
ط ــ معالجة الحالات النفسية المستعصية بما يلزم، حيث لكل حالة خاصيتها.
ي ــ استبدال "العصبية" المريضة الشنعاء، بــ: عصبية سليمة حسناء تقوم على أساس التعصُّب لمكارم الأخلاق ومحامد الفِعال.
ك ــ التمييز بين "العصبية" الذميمة وبين "حب القوم والأهل والخاصة" الحميد[19].
ل ــ التمييز بين ضرورة دفع الظلم القائم المستمر وبين ممارسة العصبية والبقاء فيها، حيث الظلم الموجود هو ابن العصبية، وبالتحرر والحب والتصافي والصبر والكفاح يزول الظلم وتفنى "العصبية".
م ــ كشف "زيف" المصطلحات "السوداء" الرائجة في يومنا الحالي كـمصطلح: "ثقافة التطرف". فليس للتطرف ثقافة، حيث التطرف والثقافة نقيضان. ولكن يمكن القول: "ذهنية المتطرِّفين"، أو ذهنية التعصُّب، وهي رؤية أولئك الناس للدين والتاريخ أو نمط تفكيرهم أو أسس تعاطيهم مع الأمور وفهمهم لها.
ن ــ الكشف عن أن "الحمية"، حمية الجاهلية المذمومة، هي العصبية؛ وأن المؤمنين منهيين عنها مبرَّأين منها.. قال تعالى:
"إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميةَ حميةَ الجاهلية فأنزل اللهُ سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى[20] وكانوا أحق بها وأهلَها وكان الله بكل شيء عليماً".[21]
وقال رسول الله ــ ص ــ:
"مَن قُتل تحت رايةٍ عُمِّيَّةٍ، يدعو عصبيةً، أو ينصر عصبيةً، فقِتلةٌ جاهليةٌ".[22]
وقال أيضاً:
"ليس منا مَن دعا إلى عصبيةٍ، وليس منا مَن قاتل على عصبية، وليس منا مَن مات على عصبية".[23]
وقال الإمام علي بن أبي طالب ــ رض ــ:
"أطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية وأحقاد الجاهلية، فإنما تلك الحميّة تكون في المُسلم من خطرات الشيطان ونخواته، ونزغاته ونفثاته".[24]
وقال أيضاً:
{فإن كان لا بدَّ من العصبية فيلكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور، التي تفاضلتْ فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل؛ بالأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، والآثار المحمودة.
فتعصَّبوا لِخِلال الحمد من الحِفظ للجوار، والوفاء بالذِّمام، والطاعة للبر، والمعصية للكبر، والأخذِ بالفضل، والكف عن البغي، والإعظام للقتل، والإنصاف للخلْق، والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الأرض.}[25]
إذاً، تجوز العصبية، بمعنى يُحمد التشدد، لمكارم الأخلاق. ونختم هذا الفصل بحديثين لحبيب الرحمن المرسَلِ رحمةً للعالمين ــ ص ــ:
"إنما بعثتُ لأتمم صالح الأخلاق".[26]
"ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ تَصِلُ مَن قطعك وتعطي مَن حرمك وتعفو عمَّن ظلمك".[27]







خاتمة

حاولتُ في بحثي المتواضع ــ هذا ــ أن أسلِّط الضوء على أمر خطير وحساس؛ ومع عِلمي بأني لا أُجيد الكتابة والتأليف، وبأن مادتي العِلمية ضعيفة وخبرتي العملية قليلة، تجرَّأتُ على خوض تلك الغمرات إسهاماً مني في إعلاء كلمة الحق ونشر الخير والسلام.. والله من وراء القصد.
لذلك أرجو من الإخوة القراء أن يتجاوزوا عن زلاتي، ويقيلوا عثرتي، ويسامحونني على ما أخطأتُ به أو أسأتُ.. وأنْ يأخذوا من كتابتي ما صح ويتركوا ــ بعفو ــ ما لم يصح.
أخيراً، أحيي كل صادق؛ والسلام.

الفقير لله تعالى
خادم الإسلام والمسلمين
سام محمد علي

[1] هناك مَن يذهب أبعد من ذلك حيث يحاول إيجاد نص شرعي، أو نصوص، لتأصيل ما ابتدعه.. (بمعنى: لجعله أصلاً. لا مجرد البرهان على صحة ما ذهب إليه..)

[2] من مسلمين اليوم مَن يقبل الآخَر و يرى الإسلامَ دينَ محبةٍ وسلام وحرية.. ومنهم مَن يرى غير ذلك أو عكسه!

[3] يمكن أن نلاحظ بعض الدعوات للحوار الموجَّهة من بعض المتعصبين؛ لكنها دعوة الآخَر إلى الانضمام ــ دون شروط أو تحفّظ ــ، أو الرفض..

[4] أعني هنا المتعصِّب المريض، فمن التعصب ــ بمعنى التشدد ــ ما قد يكون مقبولاً بحال ما أو باعتبار ما، كالتعصب لمكارم الأخلاق ومحامد الفِعال، وسيأتي الحديث عن ذلك لاحقاً ــ بإذن الله ــ.

[5] الحقيقي لا ما يفتريه الغرب وأزلامه على المسلمين والإسلام.

[6] العصبية لغةً: أنْ يدعو الرجلَ إلى نُصرة عَصَبَتِهِ والتألــُّب معهم على مَن يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين. [لسان العرب] وهذا ليس من العقل والفِكر والمنطق في شيء؛ وكذلك الحال لو أُخذ التعصب على محمل "التطرف في التشدد".

[7] أعني به: "الفكر الإنساني الخالص".

[8] بعمومه، جنسي ــ ذكوري ــ أو عِرقي أو عقلي أو إيماني أو قَبلي..

[9] أعني حقيقة الطرح الإسلامي لطريقة تعاطي المسلم مع غير المسلم والتعامل معه، أو طريقة تعاطي المسلم السليم الاعتقاد مع المسلم المفتقر إلى الهدى.

[10] فَهْمُ المسلمين لاختصاص العرب بالنبوة الخاتمة أو ما يقال عن اختصاص الخلافة بقريش.. أو ربط المعرفة الدينية بأقوام بعينهم وما إلى ذلك...

[11] السعادة والخلود..!

[12] وهي التي تهم في مشكلتنا أكثر من غيرها.

[13] أبدع الله السماوات والأرض وما فيهما وما بنيهما، وجعل الإنسانَ خليفته على الأرض ليعمرها ويقضي فيها أمره وحكمته ومشيئته.. فمَن عمل وفق هذه المنظومة المتقنة لهذا الكون العظيم فقد أطاع الله بأمره وكان حقاً خليفته على أرضه، وإنْ أكرم أولئك "المطيعين الطائعين" هو الأتقى..

[14] لا يسعنا في هذه العجالة الوقوف "الشافي" على أعاجيب أسرار الخلق..

[15] كثيراً ما نرى مثل تلك الأمثلة في يومنا الحالي، وهي بعمومها تنطلي على غير الحاذق اللبيب لا سيما "صورة الإرهاب" وحقيقة: "الجهاد في الإسلام".

[16] قال الله ــ عز وجل ــ في كتابه العزيز: "هُنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهن". [سورة البقرة، 187]

[17] مقيدة بشروط وضوابط..

[18] ثبت عن أخيار المسلمين تسمية "إبليس" اللعين بــ: "إمام المتعصِّبين". منها قول الإمام علي بن أبي طالب ــ رض ــ: "إلا إبليس اعترضته الحميّة فافتخر على آدم بخلقه، وتعصَّب عليه لأصله، فعدوُّ الله، إمامُ المتعصِّبين، وسَلَفُ المستكبرين، الذي وضع أساس العصبية..". [نهج البلاغة، الخطبة 192]

[19] سئل رسول الله ــ ص ــ: أمن العصبية أن يحب الرجل قومه، فقال: "لا، ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم". [مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث: واثلة بن الأسقع]

[20]نرى هنا الأصل الذي انطلقنا منه، وهو الطرح الإسلامي لمفهوم الأفضلية.. "إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم".

[21] سورة الفتح، 26.

[22] صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين.

[23] سنن أبي داود.

[24] نهج البلاغة، الخطبة 192.

[25] المرجع السابق.

[26] مسند الإمام أحمد بن حنبل. ونحوه في الموطأ لمالك: "بعثتُ لأتمم حُسْنَ الأخلاق". ونحوه في تحفة الأحوذي: "بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق".

[27] تحف العقول عن آل الرسول، أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني، نسخة صححها وعلّق عليها: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، ص45.