كثيراً ما يتشدَّق البعض بأنَّه لا مكان للحبّ في الحياة الزوجية التي سرعان ما تغرق في دوامة الرتابة، وتفتقد التجديد اللازم لإشعال فتيل الحب بين الزوجين.
والمشكلة لا تكمن في ما نلقيه على الزواج من تهم تتعلق بالرتابة والملل العاطفي، فالخلل يبدو فينا - نحن البشر - حيث انغمسنا في حمأة الحياة المادية، وما نجم عنها من آثار مدمرة كان من ضمنها تراجع العاطفة في حياة الناس.
وقد وصف أحد الكتاب حالة "الاهتراء العاطفي" بقوله: إنَّ الزوجين يكونان فيها كسفينتين تمران في بحيرة واحدة، بهدوء تام، وفي ظلام دامس، لا تتخلله أيَّة أضواء، وكأنَّ أحدهما لا يشعر بوجود الآخر!
والسؤال الذي يداعب خيال الرجال والنساء منذ أقدم العصور هو : كيف يمكن أن يستمر الحب بعد الزواج حتى نهاية العمر؟ بدلاً من أن يظلَّ حالة مؤقّتة تسبق الزواج، فلا يجتمع الزوجان لأكثر من شهر في العمر يطلقون عليه "شهر العسل" الذي يمثل الفترة الانتقالية التي تفصل بين حالة الحبّ وواقع الزواج!!
بإمعان النظر في العديد من المشكلات الزوجية نجد أنَّ معظمها يرجع إلى افتقاد كلا الزوجين للرعاية والعناية، فكثيراً ما نجد الزوج في غياب خارج المنزل، والزوجة مشغولة بتربية الأبناء وأمور البيت، ويزداد انشغالها إذا كانت تعمل ولها اهتمامات خارج إطار بيتها وأبنائها، الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية إمَّا متأزمة أو متِّجهة نحو التأزُّم، وهو ما يحتِّم البحث عن حلٍّ مبكر وعاجل.
فالحياة الزوجية بحاجة إلى الرعاية المستمرة بسقي بذور الحبّ بالعناية والاهتمام ، والعطف والحنان ، والدفء والوصال.
فالرعاية والعناية لبُّ الحياة الزوجية، وهناك العديد من الكلمات والمفردات لها تأثير عجيب في التغلب على الرتابة والملل وغيرهما من المشكلات الزوجية.. ولكن للأسف الشديد لا نستخدمها في حياتنا اليومية، بل نحتفظ بها في "أرشيفنا اللغوي" !!
ولعل البعد عن استخدام الأساليب الحادة والعبارات العنيفة التي تعمِّق الخلاف وتؤصله ، مثل أساليب التهكم والسخرية أو الإنكار والرفض وغيرها. من شأنه أن يقرب المسافات بين الزوجين ، ويضفي على الحياة الزوجية شيئا من الهدوء والاستقرار .
روى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً"، وكان يقول: "إنَّ من خياركم أحسنكم أخلاقاً".
إنَّ سعة الصدر والحلم والكرم والعفو والإحسان والرحمة والتسامح والتفهُّم.وغيرها من مكارم الأخلاق ومن مقتضيات الإيمان والحكمة التي من شأنها تقوِّية الروابط الأسرية والعلاقات العاطفية بين الزوجين .
تحياتي للجميع منـــقـــول
الروابط المفضلة