قبل عده ايام ظهرت ظاهره الاسلام والعرب ابعد ما يكونوا عنها. ففي مباراه كره قدم بين الاهلي والزمالك, قام الجمهور بنعت احد اللاعبين المصريين من الفريق الاخر (كونه اسود اللون) بعبارات غريبه وحقيره اقرب ما تكون للغرب منها للعرب والمسلمين. فبدلاً من التقرب الى الله في هذه الاوقات العصيبه, يقوم الجمهور المصري, المعهود عنه صلابه الوحده والمحبه والاخوه باطلاق اسماء لا تمت لنا بصله. لا اظن بان من خلف هذه التصرفات هم من المصريين, وان كانوا من المصريين فانهم مدسسوسون, عملاء لجهه لن دلت فامنا تدل على انها وجه اخر من وجوه الاستعمار الذي ما برح ينحت بهذا الطور الاسلامي العملاق, حتى يصبح عباره عن حجر صغير لا اهميه له.
فنصف مصر ذات لون اسود, او بالاحرى اسمر. فتعالوا معي في رحله قصيره كيف اتحف اللون الاسمر مكتبتنا العربيه بالكثير من الجمال.

فها هي شريفه فاضل تشهد لنا بان الاسمر جميل حينما غنت:

اسمر يا سماره يا بو دم خفيف
حبيتك يا سماره وانا قلبي ضعيف.

او
ابو سمره السكره
ابو ضحكه منوره

ما بالكم لا ترددون معي


اذا كان هذا غير مقنع فلنرى من الرجال السمر ما خلّف هذا الوطن الكبير

العندليب الاسمر المرحوم عبدالحليم حافظ.

ماذا عما قبل الاسلام من رجال:

عنتره العبسي.
قيس بن الملوح

ولكن ما خلف لنا الاسلام؟.

فبعدما فتح صلوات الله عليه سيدنا محمد مكه, ودخل من دخل الاسلام, توجه عليه صلوات الله الى سيدنا بلال وقال "نادي في الناس يا بلال". لم يعرف ماذا يفعل عندها بلال رضي الله عنه, فصعد الى اعلى سطح الكعبه وراح ينادي بالاذان. الاذان لم ياتي به الوحي سيدنا جبريل عليه السلام, على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وانما ما جادت به قريحه سيدنا بلال الحبشي.

ينادي اليهود الى صلواتهم بنفخ البوق, وينادي النصارى الى صلواتهم بقرع الناقوس, اما نحن المسلمين, فننادي الى الصلاه منذ اكثر من الف واربعمائه عام, الى يومنا هذا وحتى يوم الدين بما نادى به سيدنا بلال الحبشي, الا وهو الاذان.
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمد رسول الله
حي على الصلاه
حي على الفلاح
قد قامت الصلاه
الله اكبر الله اكبر

فعندما عرج عليه الصلاه والسلام لملاقاه ربه ليله الاسراء والمعراج, وعاد. ساله الصحابه ماذا رايت او سمعت يا رسول الله, فقال " والله لقد سمعت صوت بلال يؤذن بالناس في الجنه"

ينعت بعض التفهاء لاعب كره شاب منهم ومن جلدتهم بلونه الاسود فماذا نقول لآل ياسر, ماذا نقول لاول امراءه وعدها سيدنا محمد بالجنه؟, ماذا نقول لاول شاب في الاسلام؟ ماذا نقول لمن استشهدوا في سبيل الله لرفعه هذا الدين؟ ما هو موقف هؤلاء امام الله من هذا؟ ما هو موقفهم امام الصحابي عبدالله بن مسعود الذي رفض ان يرتدي صولجان كسرى؟

عندما وعد رسول الله سيدنا عبدالله بن مسعود بصولجان كسرى, وعندما هزم سيدنا عمر بن الخطاب كسرى, امر باحضار صولجان كسرى وقال الي بعبدالله بن مسعود, وعندما حضر, اعطاه صولجان كسرى وقال له ما وعدك به رسول الله يا عبدالله, نظر عبدالله الى الصولجان المطرز بالذهب الخالص والياقوت والزمرد, ثم اعاده الى سيدنا عمر بن الخطاب وقال له "ما لي حاجه به" فقال سيدنا عمر خذه انه لك, فقال سيدنا عبدالله بن مسعود, اعطه لمال المسلمين.
ولكن ما حصل ايم الرسول صلى الله عليه وسلم اعظم من هذا.

حينما مر رسول الله على مجموعه من الصحابه وهم يتاضحكون تحت شجره من النخيل, فسئل رضوان الله عليه عما يتضاحكون, فقال له احدهم انهم يتضاحكون على سيقان عبدالله بن مسعود الحبشي الدقيقه, وهو يصعد اعلى شجره النخيل لقطف ثمارها لهم. لم يضحك سيدنا محمد رضوان الله عليه ساعتها وانما غضب وقال " والله ان ساق من سيقان عبدالله بن مسعود باثقل عند الله من جبل احد" صدق رسول.

فاذا اردتم ان يكون اسيادكم ذوي العيون الزرقاء والشعر الاصفر, اؤلئك الاقوام الذين بالكاد يعرف احدهم اباه, اذا كان له اب, اولاد الزنى., فذلكم امر يخصكم وحدكم, اما ان تجروا نحو الحضيض اناس رضوا بالاسلام دينا ومحمد رسولاً, فهذا امر مرفوض.

فاتبعوا اهل الزنا, ولنرى الي اي منقلب تنقلبون, والله اني لاراكم كالغراب الذي حاول ان يقلد مشيه الحمامه, فلم يتسن له ذلك وفوق هذا نسي مشيته, فاصبحت مشيته مضحكه ايها المهرجون.