نشرت مجلة نيوزويك الامريكية مقابلة مع ايفون ريدلي الصحافية التي اعتقلت لدى حركة طالبان واعلنت اسلامها فيما بعد.

وفيما يلي نص المقابلة:

في سبتمبر الماضي وعندما كان التوتر يتصاعد في افغانستان وكانت واشنطن تعد للغزو، احتلت صحافية التابلويد البريطانية ايفون ريدلي عناوين الصحف في شتى انحاء العالم وقد قبضت طالبان على ريدلي مرتدية البرقع الذي غطاها من رأسها حتى اصابعها راكبة على بغل تحاول التسلل الى افغانستان.

في بلدها بريطانيا اثارت الحادثة انتقاداً كبيراً. واتهمت ريدلي بأنها ارتكبت مغامرة خطرة في وقت حرج، وعرضت نفسها للخطر وكذلك دليلها والحالة الهشة للدبلوماسية الدولية، والآن بعد مضي نحو سنة فان الصحافية المحنكة تعود للاخبار مرة اخرى فقد اعلنت اخيراً رغبتها باعتناق الاسلام.وجلست ريدلي مع جون غازفينيان من نيوزويك في الاسبوع الماضي لتشرح قرارها وهذه مقتطفات من المقابلة

} نيوزويك: انه امر غريب أليس كذلك، ان تتحول صحافية اسرتها طالبان بعد شهور عدة الى الاسلام؟
ريدلي: اعرف انكم لن تفهموا ذلك، انه امر غريب بعض الناس قالوا: انها تعاني اعراض ستوكهولم «حيث يفتن فيها المخطوفون بخاطفيهم» ولكنني اسأت اليهم وبصقت عليهم وشتمتهم واهنتهم وهذا ليس شيئاً يقوم به من يعاني اعراض ستوكهولم.

} اذن لماذا تحولت الى الاسلام؟
عندما اسرت زارني امام وسألني ان كنت اريد ان اعتنق الاسلام وفكرت فيما لو انني قلت فقط نعم فانه سيقول انني امرأة متقلبة واذا قلت لا فان ذلك سيكون اهانة كبيرة للاسلام. ولهذا وعدت اذا أفرجوا عني بأن ادرس الاسلام عندما اعود الى لندن وما بدأ كدراسة اكاديمية تحول الآن الى شيء روحي اكثر انني متأثرة جدا بما وجدت.

ما النقطة التي جعلت اهتمامك الاكاديمي يتحول الى امر شخصي او روحي؟

لا يمكنني ان احدد امراً معيناً، ولكن يمكنني ان احدد اللحظة التي فقدت فيها ايماني بالمسيحية كان ذلك خلال حصار كنيسة المهد حيث كان الاسرائيليون يقصفون كنسية القيامة وهي من اقدس الأمكنة عند المسيحية، ولم يُدن أي زعيم مسيحي في هذا البلد ما يحدث. الاطفال في سائر انحاء البلاد يمثلون قصة المهد في كل عيد الميلاد أي انها قصة مركزية لكل الدين، ومع ذلك لم يقف أي أسقف او رئيس اساقفة ويتكلم اذا لم يكن لديهم الاعتقاد ليقفوا ويصرخوا حول تلك الاسادة التي توجه لأقدس الأمكنة في المسيحية واذا لم يهتموا فلماذا انا اهتم؟

ما نوعية الاحاديث التي تبادلتها مع آسريك في افغانستان؟ وهل تكلمت اصلاً عن الاسلام؟
اتمنى لو عرفت آنذاك ما اعرف الآن لانني كنت عندئذ شعرت بالثقة في اثارة قضية الاسلام وسألت ماذا يعملون بنسائهم..و لكنهم كانوا متعصبين بدينهم ولهذا ابتعدت عن «الموضوع». وسألتهم لماذا دمروا تمثال بوذا. وقالوا ان العالم كله عزلنا ولهذا قررنا ان نتخلص من هذه الصخور، وفجأة اراد العالم كله الحديث معنا. كان لدينا ملايين من الناس الذين يموتون من الجوع ولم يهتم احد بذلك وعندما قلنا اننا سندمر بعض الاحجار فجأة غضب العالم كله وصار الجميع يريدون القدوم والتحدث معنا فقلنا فليذهبوا الى الجحيم.

هل تعتقدين انه كان هناك مجال للحديث او الحوار مع طالبان؟

ما حدث في افغانستان مثال رائع على ضرورة تجنب عزل اي بلد كلياً لأنها ستصبح هدفاً لجميع المتطرفين ليذهبوا اليها ويستغلوها فاذا كان الغرب قادراً على مساعدتهم واذا سمح لهم بأن يكونوا معتمدين على المساعدات الغذائية فانهم قد يكونون قادرين على العودة لكننا لن نعرف ابداً.

ماذا كان انطباعك عن الاسلام الخاص بطالبان عندما كنت هناك؟
عند كل وجبة طعام مع انني كنت مضربة عن الطعام كانوا يغسلون يدي وكانوا يسمونني بـ«الاخت» وكانوا يصلون خمس مرات في اليوم ولا يهتمون بما يحدث حولهم.
ماذا عن نشر ملابسك الداخلية لتجف امام آسريك؟
لقد كنت اغسل ملابسي الداخلية وانشرها على الحبل وطلبوا الي ان اضع منشفة فوقها او شيئاً ما وقلت لهم ان هذا سخيف جداً واعتقدت ان هذا شأن الرجال الذين ليس عليهم غسل الثياب او نشرها لتجف في جميع مراحل حياتهم، وقلت لهم فلتذهبوا الى الجحيم. وقالوا لي ان الحاكم بدأ يغضب لان جنوده يرون ذلك ويمكن لهذه المناظر ان توحي بأفكار سيئة وقلت لهم اذا كان متضايقاً فعليه ان ينزلها بنفسه. وخلال نصف ساعة وبسبب الشمس الحارقة جفت.

الآن وقد اصبحت مسلمة فهل ستفعلين الشيء نفسه؟
حسناً لقد كان امراً صعباً جداً لقد كانت لدي خطة لاخرج من السجن كان علي ان اكون صعبة جداً لا اعتقد انني سأكون اكثر حساسية اعني انني كنت سجينتهم كان علي ان اكون صعبة ورهيبة قدر امكاني.

سبحان الله
الهداية بيد الله سبحانه
مشكوره اختي الدرر