"التلاوم" عمل أقوام آخر الزمــان
يكون في آخر الزمان أقوام أفضل أعمالهم التلاوم بينهم يُسمون الأنتان "يعني أصحاب الرائحة الكريهة".
هذا ما قاله ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في كتابه "الفوائد".
وهنا يرد تساؤل: لماذا كانوا في آخر الزمان ولم يكونوا في أوله؟ وما الفرق بين الزمانين؟
إن الناس فيما مضى وبخاصة الإخوة في الله كانوا يصبرون على الأذى من بعضهم، ويغفر الواحد منهم لأخيه زلاته قبل أن يعتذر المخطئ، فلم يكثر بينهم التلاوم ولا انتصر أحدهم لنفسه، أما زماننا هذا، فالأخوة فيه مفقودة.. وإن ادعى جماعة أنهم إخوة متحابون في الله فتعال وانظر إلى التلاوم بينهم، والعتاب على أتفه الأخطاء، وينتصر كل منهم لنفسه "إلا من رحم الله" أما إذا سامح ولم ينتصر لنفسه فإنك لا تجد قلبه صافياً صفاءه الأول، بل قد شابته شائبة تجاه أخيه، ثم يدّعون بعد هذا أن هذه أخوّة... وهم والله قد ظلموا الأخوة.. وظلموا الحب في الله..
ذلك الحب الذي لم يعرفوا حقيقته العظيمة التي توصلهم لدرجة يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء حينما يكونون على منابر من نور يوم القيامة.. ذلك الحب الذي يزيد المؤمن إيماناً ويجعله يرى الحياة طعماً آخر، والدنيا وجهاً آخر نتيجة حلاوة الإيمان التي يجدها في حبه واجتماعه بإخوان على طاعة الله.
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا واغفر لنا ربنا إنك أنت الغفور الرحيم.