بســم الله الرحمن الرحــيم
الحمدلله والصـلاة والسـلام على رسـول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سلك سبيله واهتدى بهـداه
لقــد تلقيت هذه الليلة هزيمة المنتخب السعودي لكأس آسـيا..ويعلم الله أنني لم أعلم بموعد المباراة أصلاً ولم أتابع أي مباراة في هذه الدورة وذلك لأننا لسـنا أمة لعـب..نحن لم نؤمـر أن نتابع المباريات ونشحن الأنفـس بالتوتر والتكدّر..نحـن أمة محمدٍ صلى الله عليه وسـلم..نحن أمة العبادة والدعوة والجهاد..نحن أمـةٌ قال الله عنا (وكذلك جعلناكم أمةً وسـطاً لتكونوا شـهداء على الناس ويكون الرسـول عليكم شـهيدا).
وطوال فترة إنقطاعي عن الكتابة بهذا المنتدى وجدتني الليلة وقد شحنتني هذه المناسبة السعيدة لأهل العقول..وأهل الحكمة..والألباب النيّرة..للكتابة..مع كونها مكدّرةً ومؤسفةً لأصحاب الأفق الضيق والفكر اللاهي الذي جعل نصره بكرةٍ تتدحرج بالأقـدام..ولم يجعل نصـره بعقل تحمله الأكتاف..ولا بدينٍ يعمر في القلب.
الكل يعـلم..كم أشغلت الكرة الناس..وكم ألهتهم عن قضايا أمتهم..وعن ضحايا أمتهم..الجميع يعـلم..كم أرتكبت في العالم الإسـلامي من المذابح والأهوال حين إنشغل العالم الإسلامي بمونديال كأس العالم..وكلنا يعلم كم ضاعت من الحقوق للشعوب الإسلامية في خضم كرنفالات رياضية تلاعب اليهود والمنظمات الماسونية بواسطتها بعقول الأمة..وشباب الأمة..وما زالت هذه الكرنفالات تزداد يوماً بعـد يوم..فمن الدورات والكؤوس المحلية لكل دولة إسلامية..إلى كأس الخليج إلى كأس العرب إلى كأس آسيا إلى كأس القارات..إلى الكؤوس القارية نهايةً بكأس العالم..مروراً طبعاً..بالكؤوس الخاصة بالأندية..ولا زال الكثير من الناس يقبع خلف شاشة التلفاز..فمن دوري إلى دوري..ومن كأس..إلى كأس آخر..فتاهت العقول..وتبلّدت الأحاسيس..وتفاقمت العداوات حتى بين أفراد المجتمع..وتحوّلت أنظار الجماهير المسلمة من فلسطين وأفغانستان والعراق وتركستان الشرقية والفلبين وكشمير وغيرها من منابع النزيف في جسد الأمة..إلى ملاعب إيطاليا وألمانيا وأسبانيا..وإلى أقدام اللاعبين في شتى أصقاع الأرض..فغاب الذهن..وثمل العقل..واندثرت الغيرة..والحمية على حمى الإسلام..حتى إستأسد الثعلب..وحامت البوم..ونعبت الغربان..وولغت الكلاب في حياض الأمة ونهشت أعراض أبنائها وبناتها.
ولعلنا نتذكّر..ونتذاكر..مأساة حرق المسجد الأقصى سنة 1969 م والتي كانت فاجعةً من فواجع الأمة..وكانت معظم الجماهير في مصـر تتابع وبشغف ذلك النهائي بين قطبي الكرة في مصر (الأهلي) و (الزمالك)..والذي ضحك أناس فيه وبكى أناس..لخسارتهم النهائي..وأما الأقصى فلا بواكي له..ثم تقولون تسلية بريئة ومباحة..!
والله ليست بريئة وإن كانت في أنظاركم بريئة..وليست مباحة وقد نقضت أسس الإسلام وأولها الصلاة..فكلكم يعلم كم من صلاة فات وقتها..وانتهى أوانها بسبب هذه الكرة..وكلكم يعلم..إلى أي مدى تضيع صلوات وليس صلاة على أولئك القابعون في مدرجات الملاعب سيما في المباريات النهائية خاصةً بين الفرق الجماهيرية..!
وأما المباركة..فقد والله باركت لأهلي..ولمن إستطعت أن أبارك له وحين أتذكر أصلاً أن هناك مباراةً خسرها المنتخب السعودي وخسر معها الكأس..ولست والله ممن يكره الخير لبلده..ولكن..أين هو الخير..؟!..هذا هو السؤال..!
أولاً..الناحية الدينية :
فكلكم يعلم أنه لا فائدة..ولا إرتباط..ولا نفع للدين..ولا لأهل الدين والصلاح والإستقامة..ولا لأهل الدعوة..ولا لأهل الجهاد.. من فوز المنتخب السعودي بالكأس..بل أنكم تعلمون كما يعلم غيركم..أن المطربين شحذوا ألسنتهم لإقامة أغان إحتفالية بالمنتخب حال فوزه..وأنتم تعلمون أن قرآن الشيطان المتمثل بالمعازف والأغاني الفاسدة لا يتلى إلا في مواطن الشـرّ والسـوء ومراتع الشياطين. وتعلمون أيضاً تلك المسيرات الغوغائية الفاسدة المفسدة التي يقيمها سقط المتاع من الرجال والنساء في الواجهات البحرية والإختلاط والصخب ومحاربة الله في أرضه بالمنكرات والتي تخلو على كلّ حال من أيّ إرتباط أو مراعاة لحرمات الله عزّ وجل..ومن أدركه النسيان..فإني أدركه بالتذكير بما حدث في الكأس الآسيوية الأخيرة التي أحرزها المنتخب عام 1996 م والتي أباحت فيها الجماهير الثملة بهذا الفوز الزائف المنكرات..فاختلط الرجال بالنساء وتصاعدت إلى السماء المزامير والمعازف والطبول..وأقيمت المهرجانات في الملاعب والصالات المغلقة وتم تقنين هذه المنكرات بدعوى الوطنية وبدعوى الفرحة بإنتصار زائف تضاحك علينا منه اليهود والنصارى..وحقّ لهم أن يتضاحكوا على أمة موهومة بالزيف..وموسومة بالغباء والغفلة.
إليكم هذا الرابط..لتعلموا جميعاً إلى أيّ مدى بلغ السـم بالجـسـد وإلى أيّ مدى وصلت درجة الحياء بتربية الكرة ببناتنا فإليكم الرابط :
http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=510015&G=1
وهذا الرابط..الذي يؤكد ويؤطر تلك العلاقة العتيدة بين الأغاني المحرمة..وشركات الأغاني المحرمة مع الكرة لتذويب هوية ورباط أبناء المسلمين بعقيدتهم وأمتهم ومآسيها :
http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=510067&G=3
ثانياً..الناحية الإجتماعية :
فكم من بيت أضحى معيلهم في الإحتفالات الشيطانية الصاخبة..وغاب عن أسرته..وضاع بضياعه أبناءٌ وبنات..بل وكم من شاب ذهب مع رفقاء السوء عن بيته..ولا يعلم والداه..ولا أخوانه وأخواته أين هو وماذا يفعل..حتى كان غيابه مع رفقة السوء باكورة إنحراف ومشروع إدمان وفساد خليةٍ من خلايا الأمة..؟!..بل أسألكم..أليست قد أصبحت الأندية هي موضوع التنازع والتفاخر والتنابز بالألقاب في صفحات الجرائد..بل وسبب الكثير من المشاجرات وأحياناً جرائم القتل..لمن أنكر..أقول إرجع إلى محاضر القضايا الجنائية..وإلى أقسام الشرطة..وانظر إلى صفحات الجرائد التي تتضمن مقالات الجماهير وما يحدث بين كتّاب هذه المقالات من خلافات بسبب الأندية..بل أنظروا إلى رؤساء الأندية وأعضاء الشرف وما يكون سواءً فيما بينهم البين أو فيما بينهم وبين رؤساء وأعضاء شرف الأندية الأخرى..من سخافة تصرفات..وذهاب عقول..والله سبحانه وتعالى إنما جعل الإسلام جامعاً لكل المسلمين فقد قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا)..والكرة فرّقت..كرة..تفرّق ما يجمع الله..؟؟؟!!!..لا والله..والله إنها لا تفرّق إلا بين ضعاف الدين..ومن كانت رؤوسهم كرةً تتدحرج من قدم إلى قدم..فأنزلوا العقل الذي أكرمهم الله به إلى كتلةٍ يعبث بها شياطين الإنس والجن.
ثالثاً..الناحية الإقتصادية :
أما الأموال المهدرة..فحدّث ولا حـرج..أموال بعشرات ومئات الملايين..يتم إفاقها من بيت مال المسلمين..ومن أموال الدولة ومواردها المتضمنة الزكوات والأوقاف..على الكرة..وصفقات الكرة..واحتفالات الأندية..والإحتفالات الوطنية المزعومة بالمنتخب..فضلاً عن الأموال التي تنفق على المنتخبات والألعاب.
45 مليون ريال..منحةٌ ملكية للمنتخب المعسكر في ألمانيا للمشاركة في كأس العالم..بينما تعجز..دور إيواء الأيتام عن إستقبال 16 يتيمة بمدينة الدمام ويعلن عن قرار الإغلاق للدار بسبب النقص في التمويل.
43 مليون ريال صفقة إنتقال لاعب القادسية (ياسر القحطاني) إلى نادي الهلال..بينما تقبع الكثير من الأسر في الرياض وفي الخبر تحت خطّ الفقر ويتم فصل الكهرباء عنهم في عزّ الصيف وبعض هذه الأسـر أعرفهم..يعانون من امراض القلب والربو وإرتفاع ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي وغيرها.
8 ملايين ريال..لنادي ( الإتفاق ) من نادي ( الإتحاد ) لإستعارة اللاعب ( عبدالرحمن القحطاني ) لموسم واحد..وهناك الآلآف الذين تضمهم سجون الحقوق المدنية بسبب ديون ما إستطاعوا لها قضاءً ولا ســدّا.
وإليكم بعض الروابط التي تريكم..إلى أيّ مدى وصلت البلادة لدينا..وعدم إحساسنا بالآخرين..بسبب هذه البهارج الكروية التي أضلّت الناس..وأعمت أبصارهم عن الآم مجتمعهم وأمتهم..إليكم الروابط :
http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=510027&G=1
http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=510028&G=1
http://www.alyaum.com/issue/article....1&I=510030&G=1
* ختماً..تالله لو سردنا..الفتن القائمة..والبلايا..والرزايا..التي تكون بأي إحتفال لفوز منتخب أو نادٍ..أو بأي مصيبة سنصاب بها..من هذه الكرة..وعبّاد الكرة..لكلّت الأنامل..ولو عددنا أسـباب سـخط الله وغضبه وعقابه بسبب هذه الكرة وما تجرّه على الأمة من عقوبات ربانية وسخط إلهي..لجف المداد وإن كان بحراً..ولفنت الأقلام..وإن كانت أحراشاً وغابات..ولكن حسبنا..أننا أوردنا قطراً من بحـر..وغيضاً من فيض..ومن رزقه الله رشداً..فقد آنس بما ذكرنا حسرةً..ومن رزقه الله قلباً..فقد آنس ألماً..ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً..ونسأله سبحانه ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا..وألا يعاملنا بما نحن أهله..وأن يعاملنا بما هو أهله..هو أهل التقوى والمغفرة..ولا حول ولا قوة إلا بالله *
أخــوكم
الروابط المفضلة