بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أيام طالعنا أحد الكتاب هداهم الله بمقال في أحد الصحف المحليه افترى كذباً وزوراً على المخيمات الصيفية للشباب وأنها محاضن الإرهاب
ولأن صوت الباطل نشاز وصوت الحق لابد أن يعلو على الباطل ولو طال الزمان
طالعتنا جريدة المدينة ليوم أمس الثلاثاء 3 ـ 7 ـ 1428 هـ بمقال قيم للأخ أحمد سالم السناني
وإليكم المقال نفع الله به وذب عن وجه صاحبه النار
المخيمات الصيفية وأمانة الكلمة
أحمد سالم السناني
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ } , وقيل : ظنوا بالناس خيراً
إن كاتباً استطاع أن يغرس له عمودا في جريدة عريضة الجمهور ليس بكاتب عادي , وهذا النوع من الكُتاب ممن يُشار لهم بلقب الكاتب القدير , أو الكاتب الفذ , أو الكاتب الذي لا يُشق له غبار قد تحملوا من الأمانة مالله به عليم , ولعل أعظم الأمانات هي أمانة الكلمة , وأعظم الكلمات هي لا إله إلا الله , فمن حق الأمة أن يفي سعادة الكُتاب بحق أمته وأمانته من العمل على إخراج الكلمات المضيئة الصادقة , الإيمانية الروح , البعيدة عن الهوى والصيد في الماء العكر , ومحاولة تأليب الرأي العام ودفعه على النظر بمنظار يختاره وبنفسه يفصله على هواه ليريك ما يرى .
إن الفئة الضالة وجدت قبل المراكز الصيفية منذ عهد الإمام علي رضي الله عنه , ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفهم وحالهم وتمسكهم بالمظاهر الدينية دون أن يصل ذلك إلى أبعد من تراقيهم .
فهل يستطيع أحد ينفي وجودهم وهو ممن يصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم والذي أوجب محاربتهم ؟ إن المراكز الصيفية أو المخيمات قد انقذت كثيراً من الشباب من الإنخراط في السلوكيات الضارة بالمجتمع , وإن وجود من يصرح من الإرهابيين بأنه كان يوماً من الأيام ضمن طلاب تلك المخيمات فالعيب فيه وليس في تلك المخيمات .
إن اتهام هذه المخيمات هو اتهام بلا دليل لعلماء هذا البلد الصالح , فمن هم رواد هذه المخيمات , ومن هم قادة المحاضرات والدروس فيها ؟ إنها قائمة كبيرة تشغل كل محاضراتها برجال علماء , ابتداءً بهيئة كبار العلماء , وانتقالاً لأستاذة الجامعات , ومن هدى الله من أبناء هذا الوطن إلى الدين القيم ورغبوا في المشاركة في تقديم الدروس والدورات بعد أن ألبسوها الثوب الشرعي ليقولوا للعالم : هذه بضاعتنا رُدت إلينا , ولا بد أن يدرك كتابنا الكرام أن التعميم بمثل هذه الصورة خاطئ دون الرجوع إلى المتابعة والقياس وإخراج النسب الموضحة للحقائق .
يوجد ضمن المجموعات الإرهابية أطباء هل يعني هذا أن كل الأطباء هم خطر علينا ؟! لا .. وألف لا .. فهم الذين يجبرون كسورنا , ويخففون من آلامنا ولا يضرهم شئ إن وجد من بينهم من يميل عن جادة الصواب , والله لو وقفت يوماً أمام ذلك المنظر العظيم الذي تقاطر فيه الشباب يبكون في لقاء مع أبو زقم , وهم يعلنون التوبة والندم , ولو رأيت كيف أن كومة من الحبوب المخدرة والحشيش وغيرها مما يغضب الله هوت بين يدي المحاضر مع البكاء وإعلان التوبة والندم لأدركت ذلك البُعد العظيم الذي تخطه تلك المخيمات , والله لقد استطاعوا بالكلمة الطيبة الصادقة المسؤولة المضيئة التي يبحث عنها الشباب أن يحدثوا ذلك التغيير العظيم , الذي نقلهم من وخامة المعصية وذل الهزيمة النفسية والإنهيار الخلقي إلى الإستقامة والشعور بالثقة في النفس والإعتدال في أخلاقهم , ولو رأيت دموع الآباء ساخنة تسقط على خدودهم فرحاً بعودة الأبناء إلى واحد الأمانة حيث الأسرة , حيث الحب والحنان لأدركت شيئاً غير الذي كنت تدركه قبل كتابة مثل هذا المقال .
فالله الله في النصح والأمانة , وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة .. قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولأئمة الناس وعامتهم "
بارك الله في الأخ الفاضل وهدى الجميع لما فيه صلاح دينهم ودنياهم ورزقنا كلمة الحق في الرضا والغضب
أختكم في الله
أم المقداد
الأربعاء
4 ـ 7 ـ 1428 هـ
الســـــــ1:15 ص ـــــــــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الروابط المفضلة