حين نقرأ سير العظماء والمخترعين ومن لهم فضل على البشر نجد أنهم لم يولدوا
عظماء هكذا بل إن حياتهم وظروفهم متنوعة كحياة بقية البشر بل ربما مروا بظروف صعبة وربما صعوبة الظروف هي التي تصنع العظمة حين يتحدى الإنسان ظروفه ومن حوله فتجده يشق طريقه ولو كان وعرا ويواصل فيه مهما طال ويتعايش مع من حوله دون انصهار ودون تخلي عن أهدافه حينها تبرز العظمة وتطفو على السطح
وحين يتغير مفهوم العظمة الحقيقي ويصبح لدى الناس مفهوما آخر بمعنى جديد
كأن ينتظروا شخص يقودك للعظمة أو حدث يغير مجرى التاريخ
أو رؤيا يراها ليصبح قائدا أو عظيما وأصبح الناس على إثر هذا المفهوم
يقيدون العظمة ويضيقون دائرتها ليجعلوها سلعة نادرة الوجود أو صعبة المنال
بيد أن التاريخ ملئ بالعظماء والعصاميين الذين شقوا طريقهم بأنفسهم
واختاروا طريقهم ومضوا فيه دون التفات أو تراجع
إذن مشكلتنا في مفهوم العظمة والتغيير التي تجمدت عقولنا عليها
ولله الحمدعند المسلمين الكثير من الكوادر العلمية من النساء والرجال
ومنهم لديهم ظروف تساعدهم على تطوير أنفسهم والرقي بها من أجل امتنا
ومنهم من اجتهد ليرتقي بنفسه رغم صعوبة ظروفه وهذه من الايجابيات التي
تفرحنا ومنهم من لديهم ظروف جيدة وفرص كبيرة تساعدهم
ولكن حالت السلبية حاجزا بينهم وبين العظمة والارتقاء والتغيير
واكتفوا بضرب كف على كف أسفا على حال أمتنا
ونسوا بل وتناسوا أن العظمة قرارا شجاعا يتخذه أولي الجد ليرتقوا عليه
درجة درجة فيخدموا دينهم وأوطانهم وإخوانهم
ومن يجتهد في نيل أمر ويصطبر
ينله وإلا بعضه إن تعسرا
فما دمت حيا فاطلب العلم والعلا
ولا تأل أن تموت معتذرا
فعلا يجب أن لا نترك العمل حتى نموت
والخطاب موجه لنساء الأمة كما لرجالها اشققن طريقكن ابحثن عن مهارات
تتقنها اخدمي دينك بما تملكين كوني داعية بفكرك وبهيئتك نمي وطوري معلوماتك
استغلي وسائل الأعلام باختلافها مقروءة ومسموعة لتتلقي منها وأنت في بيتك
وضعي قدمك على أول الطريق وسيري....
إن العصامية ليست حكرا على عصام صاحب النعمان إنها مبادرة قدمها عصام
لنفسه ليصبح قدوة لمن بعده
إذن قصة عصام لم تكن قصة خرافية بل هي حقيقية حينما اجتهد عصام ليبلغ
منزلة حاجب الحاكم رغم أنه ليس ذا نسب كعادة العرب
نفس عصام سودت عصاما
وعلمته الكر والاقداما
وسودته ملكا هماما
حتى علا وجاوز الأقواما
ومما ينبغي تغييره في مفهوم الارتقاء والعظمة أن كل فرد لديه قابلية الارتقاء
مهما كان مستواه التعليمي ومهما كانت لغته وعمره لذلك تقع مسؤولية التطوير
علينا جميعا
ولدينا في تاريخنا الإسلامي ما يثبت ذلك
حين هاجر رسولنا الكريم إلى المدينة وكون دولته الإسلامية كان أفراد الدولة
متمايزين من حيث النسب والعمر والجنسيات ولكنهم جميعا انتسبوا للدولة
وعملوا من اجلها وكانت الأفضلية بينهم بالتقوى فساد العبيد واصبحوا قادة
واصبحوا جنبا لجنب مع أسيادهم .
ان عقيدتنا تأمرنا بالعمل والاجتهاد وتنبذ الكسل والسلبية
قال الله تعالى في سورة التوبة
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )(105)
فلنعمل جميعا من أجل أنفسنا وديننا بارك الله في الجميع ونصر أمتنا إنه سميع قريب
:
:
الروابط المفضلة