مما يثلج الصدور هو النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في شتى المجالات .. والتي أصبحت تنافس الدول الأخرى بها إن لم تكن قد سبقتها .. ولكن أسطري التالية ستتناول أحد الجوانب منها و الذي يعتبر الركيزة و الدعامة لبقية المجالات .. ألا وهو التعليم ..
فإتاحة فرص الإبتعاث الخارجي لم يكن ليشير إلى إفتقار المملكة لوسائل التعليم المتطورة من مناهج و غيرها ولكن ليكون هناك دمج للثقافات بالثقافة السعودية و كذلك الحال نفسه في التعليم و مناهجه .. لنحصل في الأخير على نتيجة أو لنسميها خلاصة إندماج الفكر لنواصل بها تطورنا و تقدمنا على بقية الأمم .. وليكون كل مبتعث خير سفير لدينه ووطنه و أمته تحت منهج قال الله سبحانه وتعالى عنه (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) و هذا ما بنى عليه خادم الحرمين الشريفين أطال الله بعمره أمره لإبنائه و ما حثهم عليه ..
ولكن ما رأيته بعيني و ما وقفت عليه يقطع أنياط القلوب .. فلقد فهم القلة من المبتعثين أن هذه الفرصة ليست إلا للترويح عن النفس و الإندماج مع الثقافات الأخرى و إتاحة الفرصة لهم ليكون لهم نصيب الأسد في التأثير على عاداته و تقاليده و فكره و لربما و صل بالبعض أن يكون التأثير بالعقيدة .. فهناك من وجدته و قد تزين بتلك الحلي التي تحمل الصلبان .. و الآخر من جعل من رأسه لوحة فنية و كأنه يخيل لك حينما تراه أن لعوامل التعرية الدور الكبير في ذلك .. علاوة على الوشوم التي أصبحت شيئا ليس بمستغرب .. أضف إلى ذلك قلة التحصيل العلمي و خطابات الإنذارات المستمرة والتي كانت الملحقية تغط في نومها العميق بعيدا عنها .. و الحال ينطبق على الجنسين ..
وفي الأخير لا تمر سنه على إبتعاثه إلا وقد جمع حقائبه ليعود أدراجه بخفي حنين ..
ما يؤلمني أن هناك من الطلبة و الطالبات من هم حقا أهلا للعلم و أن تكون الفرص لهم بدلا من المبتعثين للسياحة و الإستجمام .. و بودي أن تكون هناك آلية للمفاضلة مستقبلا بين المبتعثين .. حتى نحصل على نتيجة مرضية في الأخير .. فمبتعثي اليوم هم توجه المملكة و فكرها مستقبلا ..