السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أن سبب اختياري لمثل هذه المواضيع ليس من باب التهمة لكم ولكن من باب التحذير والمناصحة أسأل الله أن ينفع بذلك وقد قمت فيما سبق بطرح موضوع (( ضوابط الاتصال بين الجنسين في الانترنت )) وسيأتي مواضيع أخرى شبيهة بهذه حتى تكتمل الصورة وإن كان في ذلك تكرار فلا مانع منه لأن هذه المواضيع في غاية الأهمية .
سئل فضيلة الشيخ محمد الدويش السؤال التالبي: خطيرة هذه الظاهرة...ما يحصل في بعض المنتديات الإسلامية من حوارات يجر بعضه إلى محادثات عن طريق الماسنجر وتزداد العلاقة حتى يحصل التعلق المحرم لا تكاد تفرق بينها وبين المعاكسات الهاتفية إلا الصبغة الإسلامية حدثتني أحدى الأخوات أنها كانت تحادث احد طلاب العلم لمدة سنة إلى ساعات طويلة في الليل مع أنه شخص متزوج وكانت القصة قد بدأت بنصيحة بريئة تطورت إلى حد لا تحمد عقباه. أرجو من الشيخ إدلاء دلوه في الموضوع.
فأجاب حفظه الله بقوله : مما فطر الله الناس عليه أن الرجل يميل للمرأة، والمرأة تميل إلى الرجل.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من هذه الفتنة فقال:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
كما حرم الشرع كل الذرائع المؤدية للوقوع في الفتنة، فحرم الخلوة، والاختلاط، وسفر المرأة دون محرم، ومصافحة الرجل للمرأة....إلخ.
ومن تأمل ذلك أدرك عظم اعتناء الشرع بسد ذرائع الفاحشة والفتنة بين الرجل والمرأة، والشرع إنما جاء من عند خالق الناس والعالم بمكنونات الصدور وما في النفوس.
ومن المعلوم أن كثيراً من الأمور تبدأ بنية سليمة بريئة ثم يستدرج الشيطان أصحابها إلى الوقوع في المحذور.
ومهما بلغ الرجل من التقى والصلاح، ومهما بلغت المرأة من ذلك فهم بشر لا يأمن أحد منهم الفتنة على نفسه، ومن ادعى أمان الفتنة فهو جاهل بالشرع والواقع.
لذا كان على الرجال الصالحين، والنساء الصالحات أن يأخذوا أنفسهم بالعزيمة في ذلك، وأن يبتعد كل منهم عن كل مايثير الفتنة لديه أو لدى الطرف الآخر.
فأوصي إخواني وأخواتي من المتعاملين مع هذه الشبكة أن يحذروا من هذه المزالق، وأن يحذر كل من الرجل والمرأة الاسترسال في الحديث مع الطرف الآخر، عبر الشبكة أو عبر الهاتف، وأن يكون ذلك بقدر الحاجة.
وحين تبدو حاجة للحديث عبر الهاتف أو الشبكة فليحرص كل من الرجل والمرأة على البعد عن الخضوع بالقول أو الدخول فيما لا يليق من الحديث، والحذر من أن يلبس الشيطان ذلك بلباس الشرع.
وحين يشعر الرجل أو المرأة أن الأمر قد طال، وأن نفسه بدأت تتطلع للحديث مع صاحبه، أو أن صاحبه بدا حريصا على الحديث معه، فعليه أن يبادر ويحزم بإنهاء الموضوع والتوقف عن الاسترسال فيه؛ فمفسدة مثل هذا العمل لا تقارن مطلقا بالمصالح المترتبة على الاسترسال في الحديث.
أخوكم
الفارس
الروابط المفضلة